إن الحب ليس أن تبقي بجانب من تحب لكن الحب هو أن تبقى في قلب من تحب. الحب هو كل الأشياء الخفية التي تدفعنا إلى ممارسة الحياة بكل ما فيها من جد ولهو.. من حيرة وحرية.. من انتظار وانتصار.. من دموع وضحك. .الحب تيار سرِّي يحرك الحياة، يدفعك للبقاء الحب يجعلك معلقا بحبل خفي إلى أشياء تمدك بما يلزمك بعواطف دافئة ومشاعر نابضة . لا يموت الحب ولا ينته ولا ينام .. إنه منحة الله التي لا ترد.. لا تموت.. لا تنتهي.. ولكن لايقتصر مفهوم الحب على العلاقة الرومانسية التى تربط بين الرجل والمرأة فقط، إنه معنى شامل فضفاض يتسع لأي ارتباط بين شخصين. فالرغبة للاندماج مع شخص آخَر هي أكبر هدف يسعى إليه الإنسان، إنها القوة التي تبقي الجنس البشري متماسِكًا في صورة الأسرَة والقبيلَة والمجتمَع، والفشَل في تحقيق هذا الاندماج يعني الجنون أو الدمار للذات أو للآخَرين. فالحب أساسًا ليس علاقة بشخص معيَّن، إنما هو موقف، أو اتجاه للشخصية يحدد علاقة الشخص بالعالَم ككل، لا "نحو موضوع" واحد للحب. إذا كنت أحب شخصًا واحدًا حبًا حقيقيًا، فإنني أحب الأشخاص جميعًا، أحب العالَم، أحب الحياة. وإذا استطعت أن أقول لشخص آخَر "إنني أحبك" فيجب أن أكون قادِرًا على أن أقول: شخص"، أحب من خلالك "العالَم" ، أحب فيك "نفسي" أيضًا."فيك كلإنني أحب وأشد أنواع الحب الذي يتضمن جميع أنواع الحب هو الحب الأخوي، وأقصد به الشعور بالمسؤولية والرعايَة والاحترام والمعرفة إزاء أي شخص آخَر، والرغبة في تطوير حياته... فالحب الأخَوي هو حب لكل البشَر الآخَرين. في مجال العلاقات الإنسانية، الإيمان صفةٌ لا تنفصِل عن أي صداقَة هامة أو حب. "أن يكون لديك الإيمان" بشخص آخَر يعني أنك متأكد من صفاته الرئيسية، متأكد من جوهره. شخصيته، من حبِّه. و من خلال هذا المعنى الجميل صور كتاب احتياجاته واحتياجاتها للكاتب "ويلارد اف هارلي الابن" العلاقة بين أي شخصين - ليس بالضرورة رجل وامرأة - على أنها علاقة قائمة على عمليات إيداع وسحب من رصيد الحب حتى يزيد الحساب أو ينقص...وكلما زاد أصبحنا نتحول من مقياس القبول إلى الإعجاب إلى الحب، والعكس يكون باتجاه المنفر ثم إلى الكراهية. فلو قام الرجل مع زوجته بعمل جيد لكنه عادي، يحصل على نقطة أو نقطتين في حسابه، لكنه لو قام بعمل جميل جداً بالنسبة لها سيحصل على 5 نقاط مثلا أو أكثر في حسابه ويزداد الحساب .. حتى يصل إلى أرقام كبيرة. وعلى العكس لو قام الرجل بعمل سيء لكنه عادي سيتم خصم النقاط من ذلك الرصيد وهذا الأمر ينطبق على حساب المرأة في قلب الرجل بالطبع.. فالرجل الذي يواصل مثلاً قوله لزوجته أنه لا يحب أخيها سيتلقى الخصم تلو الأخر...حتى يتحول حبه في قلبها إلى فتور ثم إلى كراهية، والعكس قد يحدث مع المرأة التي تصر على نفس التصرف مع زوجها مثل نقل أغراضه من دون إخباره بذلك ثم تنسى أين وضعتها ويضطر الرجل أن يبحث حتى يجدها، كل تصرف من هذا النوع سيتلقى خصماً من النقاط وقد يكون كفيلاً بإنهاء علاقة من دون أن نفهم لماذا؟. و قد نشرت إحدى الصحف أن 70% من حالات الطلاق في هونغ كونغ سببها أمور هامشية، مثل تكرار رجل لطريقة أكل معينة أو مثل أن تستمر المرأة بسؤال الرجل " لماذا لا يحبني أهلك" وكأن الرجل يملك مفتاح القلوب... كذلك أي شخصين أصدقاء مثلا أو أقارب فالتأكيد على النقاط الإيجابية في الطرف الاخر والقيام بالاعمال المحببة لديه يزيد من الحساب ومن رصيد الحب. في حين أن التصرف على النحو المعاكس يأتي بالعكس مما يؤدي لنقصان هذا الرصيد. لذلك عليك سيدي عليك سيدتي: - عدم الاستهانة بأي تصرف جميل ولو كان صغيراً فهو يدعم حساباتنا. - عدم الاستهانة بالتصرفات السلبية الصغيرة المتكررة والاستسلام للعادة في هذه الأمور دون تغيير، لأنها قد تؤدي إلى تفريغ الرصيد ومن شانها تحويل الحب الى كره. - الانتباه لبعض الأعمال التي قد تؤدي لنسف الحساب معتبرة اياه ملغياً مثل الخيانة أو الضرب إلى ما غير ذلك. ومن ناحية اخرى الحرص الدائم على الاعمال التي ترفع قيمة حساباتنا عند شريكنا بأي طريقة. - نصيحة مهمة :على قدر أهمية هذا الامر للعلاقة بين الشريكين في بيت الزوجية فهو ايضا مهم للأشخاص العاديين في حياتهم اليومية.