اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري، الدكتور برهان غليون، أن النظام في دمشق لم يفِ ببنود الجامعة العربية وأن هناك تحركًا دوليًا في الوقت الحالي لدفع الأممالمتحدة لاتخاذ قرارات لوقف القتل في سوريا مشددًا على أن التنحي هو بداية لأي حل تفاوضي. وأوضح غليون أن دور مراقبي الجامعة العربية هو معرفة مدى تنفيذ الحكومة السورية للاتفاق مع الجامعة، وأن مظاهر العنف لم تتوقف لافتًا إلى أن القناصة ما زالوا يطلقون النار وقوات الأمن لم تنسحب من المدن وقوات الجيش انسحبت من بعض الأحياء ولكنها بقيت حول المدن. وأشار إلى أنه لم يطلق سراح المعتقلين ولم تقدم الحكومة أي قائمة واضحة بعددهم ومن سيفرج عنهم، مبينًا أن المجلس طلب بألا يتم الإفراج عن أي معتقل إلا تحت إشراف هيئات دولية. وقال غليون إنه يكفي أن يبين المراقبون جزءًا صغيرًا مما يحدث لإدانة النظام السوري وتوقع أن يكون الأسبوع المقبل حاسمًا، وليس أمام الدول العربية سوى أن ترسل الملف السوري للجهات المعنية بحقوق الإنسان. وأضاف ان هناك تصريحات دولية تسير نحو دفع الأممالمتحدة لاتخاذ قرارات لوقف القتل في سوريا وربما يكون هناك تردد من البعض بانتظار نتائج المبادرة العربية. وأوضح برهان غليون أن المعارضة مستعدة لبدء مفاوضات لنقل السلطة للشعب عبر مرحلة انتقالية بشرط تطبيق بنود الجامعة العربية وتنحي بشار الأسد عن الحكم مشددًا على أن التنحي هو بداية لأي حل تفاوضي. وكشف غليون عن أنه حتى الدول التي كانت تدعم النظام بدأت تشكك في قدرته على البقاء وأنه حتى روسيا تفكر في حل على الطريقة اليمنية وهذا يمثل بداية تفكير في رحيل الأسد. وقال إن النظام فقد المبادرة السياسية فلا يستطيع التحرك دوليًا أو إقليميا وفقد المبادرة الاقتصادية فهو محاصر والأوضاع تسوء من وقت لآخر كما فقد المبادرة العسكرية وأصبح غير قادر على السيطرة على الأرض فقواته استنزفت وقوات الشبيحة أصبحت خائفة بسبب وجود قدرة على التصدي لهم وأن مناطق مثل إدلب وجسر الشغور أصبحت شبه آمنة. وحول الخلافات داخل المعارضة السورية قال غليون إن المجلس الوطني له برنامج وهيئة تنسيق الثورة لها برنامج وكل طرف ينفذ برنامجه وقبلنا مناقشة ورقة عمل لمبادئ أساسية وهى مسودة نقاش وليست نصًا نهائيًا ولا يمكن أن نصادر رأي الأطراف الأخرى من المشاركين في مؤتمر المعارضة. وأكد غليون على رفض التدخل العسكري الذي يمس سيادة سوريا وأن أي تدخل هدفه حماية المدنيين، ويجب أن يتم بموافقة الشعب السوري وضمن قانون الأممالمتحدة والاعتماد على الشعب السوري للدفاع عن نفسه مثل إقامة منطقة آمنة لحماية اللاجئين وبعض الجنود المنشقين. ونفى غليون وجود فتنة طائفية مشيرًا إلى أن النظام هو من يعمل على ذلك وإن كانت هناك حالات فردية فهذا وارد ولن تسمح أية جهة في المعارضة السورية بأن يتطور ذلك. وتطرق غليون للعلاقة مع لبنان قائلاً إن لبنان بلد قريب وشقيق وإن سوريا الديمقراطية ستكون لها علاقات مختلفة مع لبنان. كما نفى أن يكون قد دعا لقطع العلاقة مع حزب الله موضحًا أن حزب الله بعد التغيير في سوريا لن يكون له نفس السياسة القائمة حاليًا وبالنسبة للعلاقة مع إيران قال إن إيران دولة مهمة ولكن إيران هى ليست النظام القائم حاليًا.. موضحًا في الوقت ذاته أن المشكلة ليست مع إيران كدولة وإنما تتمثل مع من يحكمون فيها إيران. وحول الجولان أكد غليون أن سوريا ستكون بلدًا سيدًا وعزيزًا ولن تقبل بترك الجولان وستدافع عنه وتسترده بكل الطرق بما فيها العسكرية.