يواصل الإعلام حول العالم بشكل عام والإسباني خاص هجمته الشرسة على نجم ريال مدريد كرستيانو رونالدو مهاجما أياه بصفة الغرور والكبر، بينما الأمر مختلف تماما بالنسبة لنجم الغريم برشلونة ليونيل ميسي الذي يراه الإعلام متواضعاً ورائعاً أخلاقيا. لكن يبدو أن الصحافة وأخيراً بدأت في رد الدين إلى نجم الفريق الكتالوني، وأعتذرت للدون بطريقة غير مباشرة عن كل ما بدر منها منذ 5 سنوات قضاها جحيماً لا ينتهي مع الملكي في الدوري الإسباني. حيث بدأت تنكشف بعض عورات البرغوث للصحافة، بداية من تصريح المدرب السويدي المخضرم هانس بيك عندما تحدث عن معاندة ميسي لأوامر بيب غوارديولا، من أجل زجاجة مشروب غازي، وكسر كلمة مدرب الفريق، وعيين نفسه فوق الجميع، حيث لم يرد غوراديولا على تصرف ميسي بل تغاضى عنه تماما. ثم، خرجت قصة رفض ميسي مصافحة لاعب رايو فاليكانو راؤول بايينا حيث حاولت الصحافة أن تضع الحق بجانب ميسي، إلا أنه بايينا تحدث عن الحادثة وقال : "إن ميسي من رفض مصافحتي وليس العكس كما ذكرت الصحافة". عدا طبعاً عن حادثة غضبه من مدربه ومن فيا ومن عدد من لاعبي الفريق الكتالوني الصغار من تيو مرورا بتياغو ألكانتارا، الذي قال أن (ميسي متطلب ويغضب عن عدم تمرير الكرة له)، وأيضاً نشرت بعض مقاطع الفيديو غضب ميسي من تيو عندما رفض أن يمرر له في لقاء الفريق أمام ريال مدريد عندما خسر الفريق 2-1 على ملعبه وتوج الميرنغي باللقب الإسباني. بينما في الطرف الأخر نرى "المغرور" رونالدو يدافع عن أحد معجيبه الذي يواجه عقوبة بالحبس لأنه نزل لأرضية الملعب ليعانق الدون في لقاء ودي لعبه الأبيض أمام تشيلسي الإنكليزي. صحيح أنه موقف وحيد وحدث قبل بداية هذا الموسم لكن ميسي حقق 3-4 مواقف فقط من بداية الموسم الحالي في الدوري الإسباني بينما الدون لم يفعل شيء مغرور أو متكبر. لكن يبدو أن الإعلام لم يستطيع التفريق بين الإحتراف الغرور، الدون لاعب مكروه في كل ملاعب العالم تقريباً لكنه بالمقابل يستطيع فضل أجواء الملعب عن الأمر الذي هو هنا من أجل تحقيقه وهو تسجيل الأهداف. وأيضاً عندما يرد الدون على سب وشتم الجماهير له في هذه الملاعب فالرد يكون بغرور لاعب شوه من الإعلام على عكس ميسي، حيث لا يمر أي لقاء دون أن يهتف الجمهور بأسم البرغوث ليس حباً بالأخير بل حتى يغضب، لكن النتيجة عادة ما تكون هدفاً يعيد الصمت إلى المدرجات. وهذا لا يعني أن ميسي ليس الأفضل في العالم جنباً إلى جنب مع رونالدو، لكن أيضاً الإعلام يقتل الدون بسبب غرور "صنع في إسبانيا".. وبالتالي على الإعلام والجماهير أن لا يفسرا سخرية رونالدو من الجماهير صفة للغرور والكبر بل هي رد من الدون على ما يتعرض له من أذى نفسي كبير، والحكم على تصرفاته جنباً إلى جنب مع تصرفات ميسي دون تمييز أو إنحياز.