اشتدت حدة المنافسة فى محافظة قنا التى تتميز بوجود عدد كبير من فلول الحزب الوطنى "المنحل"، واستخدم المرشحون الوسائل كافة، فى سبيل الحصول على المقعد ويأتى الصراع القبلى أحد أهم الاسلحة التى يستخدمها المرشحون فى المعركة الانتخابية. فمن صراعات الفلول وشباب الثورة إلى معارك السلفيين والإخوان، يأتى الصراع الأقوى والاشرس فى قنا والذى ظل خامدا، وكأنه نار تحت الرماد، الذى يتمثل فى اللعب على وتر العصبيات. وتتصارع اكبر قبائل المحافظة وهما قبيلتا الهوارة والعرب مع وجود باهت وخافت لقبيلة الاشراف والتى تتركز فى جنوب المحافظة ولا ثقل لها فى الشمال. حيث كان التمثيل الأقوى لقبائل الهوارة على مدار 25 سنة، وتنافس هذه المرة بأقوى مرشح فردى فى الدائرة "اللواء خالد خلف الله"، والذى، رغم انتمائه لجهاز امنى مكروه هنا الا انه بأخلاقياته ونسبه ووضع عائلته وسط القبيلة يتجه -تقريبا- لحسم مقعد "الفئات". وعلى بعد خطوات يظهر فى قرية "الرئيسية" ابن عمه طارق رسلان رجل الأعمال على رأس قائمه الاصلاح والتنمية وسط حفاوة ابناء قبيلته الذين وجدوا فيه الرجل القوى الذى يرضى غرور كثير منهم. ويحل ثالثا فى اهتمامات قبائل الهوارة فى قنا النائب فتحى قنديل -واحد من اقوى فلول الوطنى بقنا- والذى ينتمى الى مركز نجع حمادى وتربطه علاقات نسب بأهالى ابوتشت وفرشوط، ويكفى انه ورث هذا المقعد فى مجلس الشعب عن والده منذ عشر سنوات قبل ان يتركه والده الذى جلس عليه 20 عاما. وعن قبيلة العرب -الاكثر عددا فى هذه الدائرة- يقودها رجل الامن السابق هشام الشعينى وصاحب شعار دائما يرفعه ويكسب به وهو انه ممثل لقبيلته وسط مجموعة اقوياء من القبيلة الاخرى ورغم تأسيسه لحزب الفلول واستضافته لمؤتمرهم الاول والاخير، وتطاوله شبه اليومى على الثورة والثوار الا انه يجد من يستمع إليه نتيجة عزفه الدائم والمنفرد على وتر القبلية والعصبية فى قنا وهو ما جعله ينجح فى ثلاث دورات متتالية دون اعادة. ويأتى معه النائب عبدالرحيم الغول والذى رشح نفسه فرديا ومستقلا هذه المرة وهو حتى فى زيارته وجولاته الانتخابية ركز اهتمامه على مناطق وجود ابناء قبيلته. ويأتى حسين فايز ابوالوفا مرشح حزب الاتحاد وابن النائب السابق فايز ابوالوفا نائب دائرة دشنا لسنوات ثالثا فى المعادلة القبلية فى هذه الدائرة وخاصة انه ينتمى لمنطقة الغالبية من سكانها لابناء قبيلته وهو يسعى لإعادة فرض نفسه على القبيلة الاخرى الا انه وجد صعوبة فى ذلك مما جعله ايضا اختصر جولته الانتخابية حيث مناطق وجود ابناء عمومته وقبيلته.