قال المرشح الرئاسي السابق والقيادي بحزب التحالف الاشتراكي خالد علي مساء أمس الأول الخميس في ندوة لمناقشة الطبعة الثالثة من كتاب المفكر الراحل سامر سليمان إنه يبدو أن الإخوان المسلمين لم تقرأ كتاب "النظام القوي والدولة الضعيفة" بينما قد يبدو أن حكومة حازم الببلاوي يبدو وكانها قرأت الكتاب وتعلمت من الدروس التي قدمها حول طريقة عمل نظام مبارك في أهمية نيل رضاء قطاعات واسعة من المجتمع. وقال خالد علي في الندوة التي أقيمت بناسبة صدور الطبعة الثالثة للكتاب مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد نحو 8 سنوات من صدور طبعته الأولى أن خطوات مثل توسع الحكومة في الحد الأدنى للأجور في القطاع الحكومي هي خطوات لها دلالات وقيمة ولكن لن تكفي على الإطلاق لحل اختلال توجهات الموازنة العامة الدولة، الموروثة والباقية كما هي تقريبا من عهد مبارك، وهي الاختلالات التي شرحها باستفاضة الكتاب.
وتحدث في الندوة أيضا الباحث والصحفي الاقتصادي وائل جمال والصحفي بجريدة الشروق محمد جاد وأدار الندوة التي عقدت -في مقر مؤسسة سامر سليمان- الدكتور وائل زكي أستاذ التخطيط العمراني وعضو مجلس إدارة مؤسسة سامر سليمان.
قدم وائل جمال ملخصا لفكرة السيطرة التي استخدمها نظام مبارك، والتي تنوعت ما بين السيطرة الأمنية المباشرة واستخدام بعض العطايا في رشوة المواطنين، وهي نظرية الدولة الريعية التي تناولها سامر سليمان باستفاضة في الكتاب، وهي الدولة التي تعتمد في مصادر دخلها الأساسي على مصادر طبيعية وهبات ليس لها فيها يد، في هذه الحالة هي البترول وقناة السويس والسياحة والثروات الطبيعية والمساعدات الخارجية. ويتم توزيع الثروات على المجتمع من خلال آليات مثل الدعم والتوظيف المباشر في الحكومة، وهي الآليات التي لايزال النظام الحالي غير قادر على مواجهتها، بل على العكس تم اللجوء إليها من قبل حكومة الجنزوري بعد الثورة.
وعلق محمد جاد على مدى استيفاء الدراسة لجوانب متعددة ومتنوعة لفهم ظواهر الاقتصاد المصري وأزمته، حيث أن سامر سليمان لم يكتفي بالجلوس ومحاولة تحليل الموازنة فقط بل جمع عدد ضخم من المتابعات الصحفية واللقاءات المباشرة مع قيادات وتنفيذيين بالإضافة بالطبع للمواد العلمية، مما أتاح له نظرة شاملة واسعة على مشاكل الاقتصاد المصري وأزماته المتتابعة وبالذات الإجابة عن الؤال حول سبب عدم وجود تنمية في مصر، مؤكدا على أن الاستبداد السياسي لعب دورا هاما في الفشل الاقتصادي الذي تعيشه مصر.
وتعد الندوة إحدى الفعاليات التمهيدية لمؤسسة سامر سليمان قبل افتتاحها الرسمي المقرر في 28 سبتمبر الجاري والذي سيقام في المعادي حيث قضى سامر سليمان أكثر السنوات ثراءا في حياته من حيث الإنتاج الفكري.
ويعمل مركز سامر سليمان في مجال تنمية المجال السياسي والمنظمات السياسية الداعمة لأفكار العدالة الاجتماعية مع التركيز على التدريب السياسي والبحوث، وقد استهل انشطته التمهيدية بتدرييب لمجموعة من المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية المقبلة، كما بدأ مشروعا بحثي في مجال التعاونيات.
والمركز يسعى لحفظ تراث سامر سليمان (1968-2012) وافكاره والبناء عليها فيما يتعلق بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مصر، وسليمان الذي عمل كاستاذ للاقتصاد السياسي في الجامعة الامريكية، كان أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الاجتماعي في مصر بعد ثورة يناير 2011 وأحد المشاركين في الثورة ومليونياتها، وشارك قبل ذلك في الحراك السياسي الذي بدأ عام 2005 من خلال العديد من الحركات ومن خلال مجلة "البوصلة" التي أسست لتيار الديمقراطية الاجتماعية فكريا في مصر.