أكد تقرير لمؤسسة "ميدياستو" للبحوث الإعلامية حول الإعلام المطبوع والرقمي في الشرق الأوسط أن الإعلام المطبوع سيظل متفوقاً على نظيره "الرقمي" لأكثر من عشر سنوات في المنطقة العربية، مستبعدا حدوث نقلة نوعية في توجه القراء العرب من وسائل الإعلام التقليدية الى القنوات الالكترونية، مبينا أن هذه التوقعات بعيدة المنال ويلزمها وقت أطول من الزمن لتتحقق. وأفاد محمد الزبير المدير العام لشركة "ميدياستو"، بأن دراسة أعدتها المؤسسة أظهرت وجود شح في المحتوى الالكتروني العربي على شبكة الانترنت على الرغم من تواجد معظم الصحف العربية على الشبكة، لافتا الى أن الإعلام المطبوع باق في الطليعة على حساب الإعلام الرقمي لأكثر من عشر سنوات على الأقل، بالرغم من التقدم التكنولوجي الحاصل في المنطقة العربية لأسباب عديدة يأتي أبرزها محدودية القراء العرب، مقارنة بالدول الغربية ذات الأعداد الهائلة من القراء. وأضاف الزبير "إن منطلق توسع الاعلام الالكتروني ليطغى على نظيره المطبوع هو أمر حتمي ولكن تقدير مدة هذا الانتقال لا يمكن الجزم به في فترة قصيرة ومن الصعب أن تحدث مثل هذه النقلة في منطقة الخليج لأسباب عدة يأتي ابرزها قلة حماس الناشرين العرب للاستثمار في تقديم محتويات صحفهم بصورة رقمية. وأكد الزبير "سيكون هناك فترة طويلة للاعلام الرقمي قبل أن يستطيع جذب القراء اليه على الرغم من التطور الكبير الذي تشهده منطقة الخليج في سبل الاتصال الرقمي.. وقد أثبت الاعلام المطبوع جدارة كبيرة في الوقوف بوجه الطفرة الالكترونية التي تغزو المنطقة". ونوه بأن الناشرين في ثلاث دول خليجية فقط وتحديدا في قطر والسعودية والإمارات باعوا مجتمعين ما يقارب 3.23 مليار نسخة في العام 2010 وحده، والرقم أكبر من هذا في بنهاية العام الجاري. وأشار الى أن خدمة الانترنت على الهواتف المحمولة في الإمارات تعادل نظيرتها في كوريا الجنوبية التي تتفوق بخدمتها على ما تقدمه الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة في هذا الخصوص وهو دليل واضح على أن التطور التكنولوجي لا يدفع بالضرورة الى تحويل منصات القراءة من المطبوع الى الالكتروني وفقاً للزبير. وقال "في حال الحديث بشكل عام عن المحتوى الالكتروني فإن الأخبار الاعلامية ليست فقط من تساهم في إحداث نقلة للقراء من النمط التقليدي الى الالكتروني فهناك العديد من الأفلام والكتب وغيرها من الوسائط الالكترونية التي تعد بعيدة كل البعد عن كثير من المجتمعات العربية، فنحن، على سبيل المثال، لا نستطيع شراء أي من هذه المحتويات الالكترونية عن طريق "أمازون" أو "نيت فليكس" بسبب القيود التي تفرضها هذه الشركات على مناطق كثيرة من العالم وليس بسبب مالكي المحتوى أنفسهم".