تحيى كنيسة القديسين بالإسكندرية الأربعاء المقبل ذكرى مرور عام على الحادث المؤلم الذي اهتزت له مصر مع الدقائق الأولى لهذا العام، وأعلنت الكنيسة عن نهضة روحية تحت رعاية البابا شنودة بداية من الأربعاء المقبل وحتى يوم الأحد المقبل، حيث تبدأ الصلوات والعظات يوم الأربعاء بمشاركة القمص داود لمعى، والخميس بمشاركة الأنبا بينامين أسقف المنوفية، والجمعة بمشاركة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، ويوم السبت بمشاركة عدد من الأساقفة والرهبان بدير مارمينا حيث مقبرة الشهداء، وتختتم النهضة يوم الأحد بمشاركة القمص رويس وكيل البطريركية بالاسكندرية. "المشهد" كانت حاضرة فى الكنيسة لتتابع الاستعداد لهذه الذكرى حيث تم تخصيص مزار خاص ببعض الملابس التى كان يرتديها الشهداء، ووضع عدد من أشلائهم فى أنبوب مغلق وكتب عليه "بعض من رفات الشهداء" وتم وضعها فى المزار الذى يحتل مكانة بارزة فى الفناء الخاص بالكنيسة، كذلك تم وضع عدد من المسامير والأجزاء الغريبة التى وجدت فى جسد الشهداء نتيجة الانفجار، بالإضافة إلى قطع جدران من سور الكنيسة الملطخ بالدماء. كما أصدرت الكنيسة كتابًا يحوى معلومات حول الحادث وأقوال شهود عيان تحت عنوان "محدش يخاف" بقلم القس حلمى القمص يعقوب، والكتاب يقع في سبعة فصول يتناول بناء كنيسة القديسين في السبعينيات عن طريق القمص بيشوي كامل، وأن دماء الشهداء تدشن الأرض، والجدران تفاصيل الحادث وصلاة الأب مقار فوزي وصولاً للحظة الانفجار مدعمة بالصور إلى جانب نتائج خاصة بالعام الجديد تحمل صور الشهداء ال 20. ويرصد الكتاب شهادات الشباب والعاملين ولجنة النظام والمصابين وأسر الشهداء وكلهم أجمعوا على قوة الانفجار وتناثر الأشلاء والدماء ودور آباء الكنيسة والخدام في كبح جماح غضب بعض الشباب الذين هزتهم المذبحة، وأيضًا توثيق الجنازة ومواكب الشهداء ودفنهم بدير مارمينا بمريوط، ورصد المظاهرات التي اجتاحت مصر والعالم ودور بعض وسائل الإعلام في تغطية المذبحة، وفى نهاية الكتاب تم وضع سير الشهداء ال20 الذين ذهبوا ضحايا كما تضمن لكتاب ألبومًا لصور الشهداء وصور للتفجيرات. من جانبه أكد المحامى جوزيف ملاك الذى يتولى ملف القضية ل "المشهد": للأسف حتى الآن لا يعرف أحد أى معلومات بخصوص المتهمين فى القضية، والأمر برمته لا يتعدى بلاغ تقدمنا به أكثر من مرة ولم يتحول الملف إلى قضية بعد، وحقوق الشهداء وأهاليهم لم يتحدث عنها أحد، وبالرغم من صدور عدد من البيانات والمعلومات التى تدين وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وعدد من معاونيه فى تنفيذ الحادث أو التراخى فى منع حدوثه إلا أن النيابة العامة لم تكشف حتى الآن عن تفاصيل القضية. أعرب ملاك عن دهشته من عدم الكشف عن ملابسات هذا الحادث حتى الآن، وهو الأمر الذي يزيد الاحتقان فى صدور الأقباط، ويجعلهم يشعرون بالخزى والخجل من تراخى الحكومات المصرية المتعاقبة منذ اندلاع الحادث فى الكشف عن أبعاده، وأنه فى ذكرى مرور عام على هذا الحادث المؤلم إلا أن الدولة لم تثبت أنها تدافع عن كل المصريين ولم تقدم أحدًا للمحاكمة، ولم تكشف عن أسباب الحادث ولا كيفية حدوثه، وبالرغم من زيارة عدد من لجان تقصي الحقائق التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الحقوقية المصرية وأدانت فيه تراخى الأمن فى حماية الكنيسة والمصلين وانصرافهم عن المكان المكلفين بتأمينه إلا أن هذا الأمر لم يحرك ساكنًا. نوه ملاك بأنه تقدم أكثر من مرة للاستماع لشهادة جهاز المخابرات المصرية والتى حذرت من حدوث اعتداءات على الكنائس فى هذا التوقيت، ولم تتخذ الداخلية أى اجراء لحماية الكنائس وهو ما ترتب عليه استشهاد وإصابة العشرات بدون أن تعترف الدولة حتى الآن بأوجه الخلل فى هذا الحادث وعدم قدرتها على ضبط الجناة، وأنه فى ظل استمرار الوضع بهذا الشكل سيتم رفع الأمر للقضاء الدولى ومقاضاة الحكومة أمام المنظمات والمحاكم الدولية ولكن بعد استنزاف كل المحاولات فى مصر واتخاذ جميع إجراءات التقاضي المحلية. أما لويس لطفى - مدير جمعية المنتزة بالإسكندرية - أعرب عن دهشته من عدم القبض حتى الآن عن الجانى الحقيقي لهذا الحادث الذى كانت له تأثيرات سلبية على المجتمع، وكان شعلة كبيرة ألقاها الأقباط في الحياة السياسية قبل ثورة يناير، من خلال رفض زيارة عدد من الوزراء للتعزية ورفض أى شكر للرئيس مبارك أو الحكومة أثناء تشييع جنازة الشهداء، وطالب الأقباط فى صوات واحد فى ذاك الوقت برحيل حبيب العادلى وزير الداخلية وعادل لبيب محافظ الإسكندرية لمسؤوليتهما عن هذا الحادث المؤلم، محذرًا من استمرار مسلسل الجرائم الطائفية وقيد القضية ضد مجهول. من جانبه قال يوسف نسيم "33 عامًا" إن النظام السابق مسؤول بلا شك عن اندلاع الثورة التى جاءت بعد شيوع الظلم والفساد، وأن حادث كنيسة القديسين كان علامة فاصلة فى وجه النظام السابق الذى حاول الصاق التهمة لمنظمات فلسطينية متطرفة، ومع ذلك لم يتم تقديم الجناة للمحاكمة حتى الآن، وكثيرًا ما يتم اتهام أطراف خارجية بالتأثير على القضايا الداخلية وزعزعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وللأسف لا أحد يتحرك للبحث عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة لكى يعم السلام والاستقرار والعدل، وعلى الحكومة أن تتحمل النقد الذى سيوجه لها من قبل أهالى الشهداء الذين تحملوا عامًا كاملاً للكشف عن أسباب الحادث والقبض على الجناة ولكن الحكومة خذلتهم.