أكد وزير السياحة " منير فخري عبد النور " عدم تخوفه من أي حكومة أو قيادة سياسية تحكم مصر خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه من غير الممكن أن يتم إغفال العائد الكبير من صناعة السياحة و العملات الصعبة التي تدخل مصر عن طريق السياحة، و فرص العمل التي توفرها. و قال - في المؤتمر الصحفي الذي عقده في منطقة " بانوراما الأهرامات " عقب توقيع اتفاقية تقضي بأن تكون مصر ضيف شرف بورصة برلين الدولية، في دورتها القادمة، التي تقام خلال الفترة من 7 إلى 11 مارس المقبل - : " إن الحديث قبل تولي المسئولية شيء و بعد توليها شيء آخر، لأن الأساس لأي قيادة سياسية أن تزيد من دخل الدولة، و أن تعظم الفائدة من الصناعات الهامة لديها، و أن تستغل الإمكانيات و الثروات الطبيعية لديها أفضل استغلال ممكن، و هو الأمر الذي يؤدي للاهتمام بصناعة السياحة من قبل أي قيادة قادمة، من أي تيار سياسي، بل و ستدعم أي حكومة صناعة السياحة. و أضاف أن من يزعم أن السياحة شيء سيء، و يدّعي أن تركيا و ماليزيا وضعتا قيودًاعلى السياحة؛ فهي معلومات مغلوطة، لأن ماليزيا وصلها 23 مليون سائح، أكثر من 80% منهم كانوا في سياحة الشواطئ، و تركيا زارها 29 مليون سائح، و أغلبها أيضًا في السياحة الشاطئية، و لا يوجد أي دولة ذات نظام إسلامي في العالم قامت بإلغاء أو تعديل صناعة السياحة فيها. و أشار إلى أن العالم كله سيرى مصر الجديدة في بورصة برلين، و سيتم التركيز على الجديد في صناعة السياحة، و في مصر، خلال المشاركة في بورصة برلين، و في وسائل الإعلام التي ستشارك في البورصة. و كرر انتقاده للإعلام، الذي اعتبره ينقل الحقيقة و لكنه يضخمها، و يركز على ما يثير القارئ أو المشاهد، مطالبًا الإعلام بأن يتقي الله في مصر، و أن يعمل الجميع على استتباب الأمن و الأمان في كافة ربوع مصر. و أكد عبد النور أن الأمان الكامل الذي تشهده المقاصد السياحية المصرية في شرم الشيخ، و الغردقة، و الأقصر، و غيرها من المقاصد؛ لا يجب أن يجعلنا نختزل مليون كيلومتر هي مساحة مصر في كيلومتر واحد و هو ميدان التحرير؛ فالذي يحدث في التحرير لا يجب أن يعمم على كل مصر. و قال إننا نهدف لتحويل مصر إلى مقصد سياحي طوال العام، و هي تتمتع بالأمن و السلام في كافة ربوعها، مشيرًا إلى أن الحملة الإعلامية للترويج للسياحة المصرية مستمرة، و لم تتوقف منذ شهر فبراير الماضي. و أكد أن إيقاف تراخيص شركات السياحة جاء في شهر مارس الماضي؛ نتيجة للزيادة الكبيرة في عدد الشركات، بشكل أكبر من حاجة السوق السياحي لها، مشددًا على أنه ستتم إعادة النظر في القرار في شهر مارس المقبل بعد تقييمه. و من جانبه؛ قال رئيس هيئة تنشيط السياحة " عمرو العزبي " إن اختيار مصر لتكون ضيف شرف بورصة برلين في تلك المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر يعد لحظة عظيمة، في ظل العمل الجاد للمصريين على رسم مستقبل جديد، مؤكدًا أن مصر كانت محل تركيز العالم أجمع خلال الفترة الماضية، و كانت محل احترام الجميع. و أعرب عن اعتقاده أن شهر مارس القادم سيكون فرصة عظيمة لعرض متغيرات مصر الجديدة، و " نحن عازمون على أن يكون العالم شاهدًا على تغير مصر "، مشيرًا إلى أن البورصة ستكون فرصة جيدة لعرض ملامح التفرد التي تتميز بها مصر، و كيف سيكون المستقبل الذي رسمه شباب مصر و الشعب المصري. و أكد الرئيس التنفيذي لبورصة " برلين كريستيان هوش " أن الشعب الألماني متعاطف تمامًا مع الثورة المصرية، التي تكتب كل يوم تاريخًا جديدًا لمصر، مشيرًا إلى أن الشعب الألماني متفهم تمامًا للاحداث التي تواجهها مصر حاليًا. و قال إن السياحة تمثل شريان حياة لمصر و للمصريين جميعًا، و نحن في ألمانيا نشاركها في ذلك، مشيرًا إلى أن الخريطة السياحية المصرية في عام 2018 تشير إلى أن مصر سيصلها 25 مليون سائح، و هو رقم يستحق العمل من أجله كثيرًا. و أضاف أن مصر تستطيع أن تقوم من كبوتها بصورة سريعة، و أسرع من أي مقصد سياحي آخر؛ نظرًا لما تمتلكه مصر من مقومات سياحية متميزة و فريدة، مثل البحر الأحمر، و الآثار المصرية، و نهر النيل الذي يجعل من مصر أكثر مقاصد العالم جذبًا للسياحة. و أشار إلى أن مصر ستكون شريكًا هامًا في أكبر مؤتمر دولي للسياحة في العالم، و التي تتمثل فيها كل قطاعات السياحة، مثل: الغوص، و السياحة الثقافية، و كافة أنواع السياحة الأخرى، و يشارك فيها صناع السياحة من مختلف دول العالم، و مصر ستكون في قلب هذا الحدث الكبير. و قال إن بورصة برلين يشارك فيها 120 وزير سياحة، و عشرة آلاف شركة من 180 دولة، و 14 ألفًا من صناع السياحة في العالم، و تقوم بتغطية الحدث محطات إذاعة و تليفزيون يشاهدها 140 مليون مشاهد، كما يتابع النشرات و الدوريات 460 مليون قارئ، بالإضافة إلى 160 ألف زائر في المعرض، و هو ما يعني مزيدًا من الترويج للمقصد المصري. و أوضح أن مصر كانت من أول خمس دول شاركت في بورصة برلين عام 1969، و شعارها سيكون مرفوعًا هذا العام في كافة أرجاء المعرض، و سيتصدر كافة المطبوعات و النشرات باعتبارها ضيف شرف البورصة. و أكد رئيس اتحاد شركات السياحة الألمانية " يورجن فيشي " عدم تخوف الشركات الألمانية من أي تأثير كبير ناتج عن تغيير أي نظام يحكم مصر في الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن التغيرات السياسية تحدث فى العالم أجمع، و منظمو الرحلات يدركون هذا جيدًا، و يتكيفون مع القوانين و اللوائح الجديدة دائمًا، و يستمرون في حركة السياحة، و توثيق العلاقات مع الدول الأخرى. و أعرب المسئول الألماني عن سعادته للشراكة التي تم توقيعها، و بخاصة من دولة لديها حضارة تمتد لآلاف السنين، مؤكدًا النمو الكبير و المتسارع للسياحة الالمانية إلى مصر، و أشار إلى أن صناعة السياحة تتطور في العالم أجمع بصورة كبيرة، و السياحة الألمانية تزيد كل عام، و الإقبال على مصر كبير، و لذا يجب الاستفادة منه. و أكد أن أحداث العنف التي يتم عرضها على وسائل الإعلام تؤثر سلبًا على السياحة الألمانية، و حث السلطات المصرية على تحقيق الأمن في الشارع المصري بصورة أسرع؛ لأن السائح يخاف و يتراجع إذا وجد مشكلات و عنف في الشارع. شهد التوقيع وزير السياحة " منير فخري عبد النور "، و وزراء الطيران المدني، و الصناعة، و الآثار، و محافظ الجيزة، و الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و رئيس اتحاد الشركات السياحية الألمانية " يورجن فيشي "، و قيادات وزارة السياحة و الإعلام السياحي، و العديد من وسائل الإعلام الألمانية، و محطات التليفزيون و الإذاعة.