أكد سامح الزهار، الباحث المتخصص بالآثار الإسلامية والقبطية، إن ظاهرة الإرهاب وعمليات ومحاولات الاغتيالات في التاريخ الإسلامي إحدى مفردات السياسة التي عرفت بالمجتمع، حيث شهد التاريخ الإسلامي موجة من الاغتيالات السياسية نالت حكامًا وقادة وأمراء وولاة وغيرهم من جميع طبقات المجتمع. وأوضح الزهار، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، أن الإرهاب ظاهرة مستمرة على مر الأجيال، حتى ولو هزمت، فقد تتكرر في موعد لاحق وخاصة فى هذا الوقت الذى أصبحت فيه الحروب الشاملة مفرطة الخطورة والكلفة، حيث أصبح الإرهاب هو الشكل السائد للنزاعات العنيفة، وسيظل باقيًا طالما ظلت هناك نزاعات على وجه الأرض. ولفت إلى أن هناك نوعين من الاغتيالات أولهما الاغتيالات المشروعة سياسيًا ودينيًا وتكون بأمر من القائد الأعلى للدولة لما فيها صلاح وهدوء لعموم الدولة، وثانيهما هو الاغتيالات غير المشروعة التي تقوم بها فئة معينة من المجتمع. وأشار إلى أن من أشهر العمليات الإرهابية التى نفذت، حتى نهاية القرن الثاني الهجري، محاولات اغتيال سيدنا محمد "ص" حيث تعرض للاغتيال من قبل سادات قريش واليهود، وتشير أغلب المصادر إلى أن الرسول تعرض لعدة محاولات اغتيال باءت بالفشل. وأوضح الزهار أنه من بين تلك المحاولات ما قام به النضر بن الحارث بن كلدة أحد بن عبد الدار، وأخرى حينما أجمعت قريش على قتل الرسول عندما أراد الخروج من مكة إلى المدينة ، وأتوا من كل قبيلة بغلام . وقال إن التاريخ يشهد على محاولة اغتيال الخلفاء الراشدين بعد موت الرسول "صلى الله عليه وسلم " ومنها محاولة اغتيال أبو بكر الصديق والتي قام بها اليهود فأطعموه زادًا مسمومًا أكل منه هو والحارث بن كلدة الثقفي فعمي الحارث وتوفي الخليفة أبو بكر الصديق. أما الخليفة عمر بن الخطاب فقد اغتاله رجل فارسي يدعى أبو لؤلؤة المجوسي واسمه فيروز، وبالنسبة للامام علي بن أبي طالب فقد روت المصادر حادثة اغتياله بأنه اغتيل من قبل الخوارج بعد أن اتفق ثلاثة منهم وتعاهدوا جميعا بعد معركة النهروان. وأوضح أن موجة الاغتيالات السياسية نالت عددًا من الأمراء، حيث يذكر التاريخ حادثة اغتيال الخليفة أبو جعفر المنصور لمحمد بن أبي العباس السفاح، وفعل الخليفة أبو جعفر المنصور مع عمه عبد الله بن علي لأنه خلع الطاعة وادعى أن الخليفة السابق أبوالعباس السفاح جعله وليًا للعهد. وقال الباحث إنه روي أن الخليفة هارون الرشيد أمر باغتيال العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أحد أمراء البيت العباسي، وأمر الخليفة المأمون باغتيال إسحق بن موسى الهادي لأنه دعا لنفسه بالخلافة أثناء خروج إبراهيم بن المهدي، كما أمر المأمون باغتيال عبدالله بن موسى الهادي. ولفت إلى أنه من أشهر وقائع اغتيال قادة الجيش اغتيال القائد أعين بن ظبيعة المجاشعي فحينما بعث معاوية بن أبي سفيان عبدالله بن الحضرمي إلى البصرة ليستولي عليها سياسيًا في عام 38 ه، وجه إليها الإمام علي جيشا بقيادة أعين بن ظبيعة المجاشعي ليحول دون سيطرة ابن الحضرمي على البصرة ولكن أعين بن ظبيعة اغتيل في فراشه بعد مقدمه إلى البصرة. وبالنسبة لوقائع اغتيال الزعماء، أكد الزهار أنه ورد أن الخليفة عبدالملك بن مروان أراد المسير إلى قتال وفر بن الحارث الكلابي في قرقيسيا وقد خرج على سلطان الدولة الأموية. واستخلف عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد الأشدق على دمشق فخرج عمرو عن الطاعة ودعا إلى نفسه، واستطاع عبد الملك بن مروان أن يقنع عمرو بن سعيد بالعودة إلى رشده على أن يكون وليًا للعهد، ثم أمر عبد الملك باغتياله حينما سنحت له الفرصة. وذكر أنه حينما أراد معاوية بن أبي سفيان البيعة بولاية العهد لولده يزيد، لم يكن أثقل عليه من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص، لذلك أمر معاوية باغتيالهما.