أكد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء المصرى تراجع معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال شهر يوليو 2013 ( الشهر التالى لثورة 30 يونيو ) بنسبة 25% بالمقارنة بما تم تحقيقه خلال شهر يوليو 2012 . قال جهاز الإحصاء أن قطاع السياحة الأكثر تضرراً من المشهد السياسى فى مصر ،مشيراً إلى أن عدد السائحين القادمين من كافة دول العالم بلغ 765 ألف سائح خلال يوليه 2013 مقابل مليون سائح خلال يوليه 2012 بنسبة إنخفاض قدرها 24.5٪ . أضاف الجهاز فى نشرته الشهرية عن الحركة السياحية المصرية أن أوروبا الغربية كانت أكثر المناطق إيفاداً للسائحين يليها أوروبا الشرقية ثم الشرق الأوسط خلال تلك الفترة. وأن عدد السائحين القادمين من الدول العربية بلغ 90 ألف سائح خلال يوليه 2013 مقابل 218 ألف سائح خلال يوليه 2012 بنسبة إنخفاض قدرها 58.6 ٪، وبلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها السائحين المغادرين من الدول العربية 1.6 مليون ليلة خلال يوليه 2013 مقابل 3.3 مليون ليلة خلال يوليه 2012 بنسبة إنخفاض قدرها 50.2 ٪. أشار الجهاز إلى أن هذا التراجع فى الأعداد والليالى السياحية كانت وراء تراجع متوسط عدد الليالي للسائح إلى 8.7 ليلة خلال يوليه 2013 مقابل 12.4 ليلة خلال يوليه 2012. من جانبه إعترف هشام زعزوع وزير السياحة بأن حالة السياحة المصرية ( صعبة ) فى الفترة الحالية وأن السياحة المصرية تحتاج إلى مساندة الجميع في تلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع ''الهجمة الإعلامية الظالمة وغير الموضوعية التي تتعرض لها مصر حاليًا من بعض وسائل الإعلام العالمية التي تساند وجهة نظر واحدة وتشوه صورة مصر وصورة ثورتها التي قامت في 30 يونيو الماضي ضد نظام الإخوان''. قال 'زعزوع'هناك من وسائل الإعلام من يستقى معلوماته فقط من قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية والتي تعرض ما يحدث بعدم حيادية، ويسيطر على عملها عدم المهنية وعدم الموضوعية والانحياز السافر لوجهة نظر واحدة وتتبع للأسف التزييف في الوقائع والصور للوصول إلى أهدافها في تشويه صورة مصر وثورتها فى 30 يونيو'' - عل حد وصفه-. وأشار، إلى أن تتبنى وجهة نظر أن ما حدث في مصر هو انقلاب وليس ثورة وتحاول إقناع العالم بهذا وهو ما يخالف الحقيقة تمامًا لأن الشعب المصري خرج في تظاهرات غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية كلها تجاوزت أعدادها في المرة الأولى 33 مليون مواطن ثم تجاوزت الأربعين مليونًا بعد ذلك كل هذا في شعب مجمل سكانه 90 مليون نسمة''. وقال ''هناك إصرار على التشويه المستمر وهو ما وضح في الحديث عن موقف الدولة من اعتصام جماعة الإخوان في منطقة رابعة العدوية الذي لم يكن سلميًا على الإطلاق بل كان مسلحًا، وقام المعتصمون خلاله بعمليات خطف وتعذيب وقتل لمن خالفهم في الرأي، بالإضافة إلى عمليات التحريض على العنف وقيامهم يوميًا بمغادرة موقع الاعتصام لارتكاب جرائم قطع الطرق وتعطيل المرور والاعتداء على المرافق والاعتداء بالسلاح علي المواطنين والشرطة ثم العودة مرة أخرى إلى موقع الاعتصام''. أوضح وزير السياحة إنه نتيجة للصورة السلبية التي تم إنشاؤها عن طريق إعلام غير محايد عن مصر، وتعمد جماعة الإخوان القيام بأحداث عنف وإرهاب تصدى لها الشعب قبل الشرطة، وهو ما دفع بعض الدول إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها بعدم التوجه إلى مصر في هذه الفترة وحتى الآن نستطيع أن نقول إن معظم هذه التحذيرات كانت ولازالت غير منصفة إذ أنها اتجهت إلى تحذيرات كاملة بالمنع الكامل من زيارة مصر ولم يستثن معظمها المناطق السياحية وهي آمنة تمامًا خاصة في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر''. وأعرب ''زعزوع'' عن أسفه لتسرع بعض الدول في إصدار التحذيرات التي لم تأخذ بأسلوب التدرج في التحذير، إذ كان يجب أن تصدر علي درجات طبقًا لتدرج الأحداث وطبقًا لطبيعة كل منطقة، ومراعاة أن هناك مناطق بعيدة تمامًا عن الأحداث وآمنة تمامًا. وطالب ''زعزوع'' الكتاب السياحيين بمساندة مصر في رفع تلك التحذيرات خاصة عن المناطق السياحية البعيدة عن الأحداث والتوترات، معربًا عن أمله في دعمهم لخريطة الطريق التي أطلقتها الحكومة المصرية لبناء ديمقراطية سليمة تحقيقًا لإرادة الشعب المصري. ودعا الإعلاميين من جميع أنحاء العالم لزيارة مصر والتعرف على الأوضاع على حقيقتها وبصورة سليمة بما يساعد على توضيح الموقف للرأي العام في العالم، وإعادة الحركة السياحية المصرية من أجل مستقبل الشعب المصري والعاملين فى القطاع، حيث أن واحد من كل ثمانية في مصر يعمل في السياحة أو في الصناعات المرتبطة بها. أشار وزير السياحة أن وزارته تعمل على رفع التحذيرات من خلال العمل في 3 اتجاهات، أولها التعاون مع وزارة الخارجية للتواصل مع الدول التي فرضت الحظر الكامل على زيارة مصر لإيضاح الحقيقة لها، بالإضافة إلى البدء في حملة دولية للعلاقات العامة لتوضيح مظاهر الحياة الطبيعية في مصر، والتواصل مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات للتعاون معهم في استعادة الحركة السياحية إلى مصر''. وأعرب عن أمله أن يتم قبل نهاية العام الحالي استئناف حملة مصر الإعلانية الدولية التي يتم توجيهها إلى قنوات التليفزيون المحلية في كل بلد للوصول مباشرة إلى السائح، متمنيًا استعادة مصر الحركة السياحية كاملة مع نهاية العام الحالي وبداية العام القادم. فيما أكد الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار أن إيرادات وزارته انخفضت بشكل كبير خلال شهر أغسطس الماضي، لتصل الى ثلاثة ملايين جنيه، مقابل أكثر من 35 مليون جنيه في الوقت نفسه من العام الماضي.، كما انخفضت إيرادات رسوم زيارة المواقع الأثرية من خمسة ملايين دولار في أغسطس 2012، الى اقل من نصف مليون في الشهر نفسه من العام الحالي. اعتبر الوزير أن هذا الانخفاض مؤشر على تراجع السياحة الثقافية التي تشكل حوالى 15% من مجمل السياحة المصرية”. والعائدات الأكبر من السياحة هي تجنيه مصر من شواطئ البحر الأحمر، وتصل نسبته الى أكثر من 80% من عائدات السياحة في مصر، بحسب الوزارة. أشار إبراهيم الى أن التراجع في عدد السياح الأجانب بسبب الأحداث التي تشهدها مصر يتجاوز نسبة 80 %، وهذا يشكل أزمة كبيرة بالنسبة لوزارة الدولة لشئون الآثار من حيث صعوبة استكمال مشروعاتها من إقامة متاحف وتطوير وإعادة تأهيل للمواقع الأثرية والحفائر بالإضافة الى رواتب العاملين. وكان وزير الدولة لشؤون الآثار أطلق دعوة لرجال الأعمال المصريين والمؤسسات الوطنية للمساهمة فى استكمال المشروعات المتوقفة بالوزارة والتى تعد إضافة جديدة لجذب المزيد من السياحة الوافدة لمصر على أن توضع أسماؤهم ضمن لوحة بأسماء المساهمين.