اندلعت مظاهرات ليلية غاضبة تخللتها أعمال عنف وشغب، وسط تونس العاصمة اليوم السبت، احتجاجًا على ممارسات بعض الليبيين، وذلك على خلفية سقوط فتاة تونسية من الطابق الرابع لأحد الفنادق الذي يقطنه عدد من الليبيين. وتجمع مئات من التونسيين أمام فندق (الهناء) المطل على شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، حيث يقيم عدد من الليبيين وخصوصًا الجرحى منهم، رافعين شعارات مناهضة لليبيا، وحاولوا مهاجمة الفندق، وذلك بعد موت فتاة تونسية (18 عامًا) أشيع أن أحد الليبيين دفعها من الطابق الرابع للفندق. وحضرت قوات الأمن التونسية إلى مكان الحادث، وحالت دون وصول المحتجين إلى الفندق، مستعملة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يريدون "الانتقام من الليبيين". إلى ذلك، قال مالك علوش مدير مركز الأمن في منطقة باب البحر، في تصريحات إذاعية إن الفتاة المتوفية كانت بصحبة شاب تونسي قبل سقوطها من الطابق الرابع للفندق، وأشار إلى أنه تم فتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث. وهذه الحادثة هى الثانية من نوعها في غضون أقل من شهر، حيث سُجل في منطقة حي النصر الراقي في تونس العاصمة حادثة مماثلة ذهبت ضحيتها فتاة في مقتبل العمر عندما سقطت بشكل مريب من شقة مفروشة يقطنها ليبيون. يذكر أن عددًا من المظاهرات خرجت في أنحاء متفرقة من تونس مؤخرًا، احتجاجًا على ممارسات بعض الليبيين داخل الأراضي التونسية، وُصفت بأنها "انتهاك صارخ" لأمن البلاد. وكانت مظاهرة ليلية غاضبة اندلعت ليلة الخميس في مدينة مدنين في أقصى الجنوبالتونسي إثر دهس سيارة يقودها ليبييون رجلاً تونسيًا ما أدى الى وفاته، وإقدام بعض الليبيين المسلحين على إطلاق الرصاص صوب دورية أمنية تونسية حاولت إيقاف سيارتهم للتثبت في هوياتهم. يشار إلى أن أجواء من التوتر والاحتقان تسود حاليًا العلاقات بين التونسيين والليبيين وخصوصًا في مناطق جنوبتونس، ما دفع السلطات التونسية إلى غلق المعبرين الحدوديين مع ليبيا "الذهيبة" و"رأس جدير".