صناعة الفخار في غزة صناعة قديمة يصل عمرها إلى آلاف السنين قد تصل إلى 7000 قبل الميلاد.. فهى تعد من الصناعات اليدوية المشهورة والتي تمثل جزءًا من التراث الفلسطيني، والتي تتعرض حاليًا للانقراض من جراء حصار غزة والمفروض عليها منذ أكثر من 5 سنوات.. يقول محمود مصطفى عطا الله الذي يمارس هذه المهنة أبًا عن جد: "إنها تحتاج إلى ذوق وفن وطول بال ومهارات يدوية ودقة متناهية وأحيانًا أخرى نشعر أنها متعبة للغاية ولكن حينما نرى المنتج نشعر بالارتياح التام، فهذه الصناعة تجرى بدمى وعروقي فهي تراث بلدي فلسطين وأبذل جهودًا لأعلمها لأولادي وأحفادي حتى أنني نجحت في أن أعلمها لأصغرهم محمود البالغ من العمر 8 سنوات ليكون أصغر عامل يتقن صناعة الفخار بفلسطين ويمكن في العالم أيضًا.. ويصف عطا الله مراحل تصنيع معظم منتجات المصنع من الفخار فيقول: إن منها ما يمر بثلاث مراحل وأخرى 5 وتتمثل أهمها في مرحلة التصويل وهى تنقية الطين من الشوائب ومن ثم مراحل التخزين والعجن مرورًا بالتشكيل والتصنيع وانتهاء بوضع الأواني في فرن كبير خاص بها يشغل يدويًا وانتهاء بمرحلة التجفيف بعيدًا عن الشمس والهواء. وعن تأثير حصار الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة لأكثر من 5 سنوات على مجمل مراحل الصناعة وتصديرها قال عطا الله: "إنتاجنا تدنى بنسبة تزيد عن 70% بسبب الحصار وإغلاق المعابر خاصة (بيت حانون - وكارنى) اللذين تتحكم فيهما سلطات الاحتلال فقد كنا في السابق أى قبل الإغلاق نصدر إنتاجنا ونرسل أسبوعيًا شاحنتين وأكثر محملة بكميات كبيرة ومتنوعة من الفخار إلى جميع أنحاء محافظات الضفة الغربية. ويشير سعيد عطا الله، تاجر، إلى أن المرحلة الحالية التي يشهدها قطاع غزة الآن أسوء مرحلة لصناعة الفخار بغزة ويتهددها خطر الانقراض لعدة أسباب أهمها الحصار ثم الوضع الاقتصادي الصعب والذي أدى إلى ارتفاع البطالة إلى أكثر من 45% والى زيادة الفقر لنسبة 80% في قطاع غزة وفق إحصائيات جهات دولية، إضافة إلى تقصير الحكومة الفلسطينية في الاهتمام في دعم صناعة الفخار عبر وزارة السياحة والآثار والثقافة أو حتى تقديم تمويل مادي لها يساعدها على مواجهة الأخطار. ويضيف عطا الله: بالرغم من أن أثمان الفخار تترواح سعر القطعة بين 15 إلى 20 دولارًا إلى أن نسبة البيع انخفضت كثيرًا حتى داخل القطاع " ويصف ماهر الطباع -المحلل الاقتصادي- الوضع بأنه متدهور حيث توقفت 90% من المصانع البالغ عددها 3900 مصنع عن الإنتاج وأتت الحرب الأخيرة على غزة لتدمر ما تبقى من المصانع حيث استهدفت القطاع الصناعي بشكل ملحوظ وتم تدمير ما يزيد على 300 منشأة صناعية كليًا وجزئيًا. كما أدى التدهور في القطاع الصناعي في محافظات غزة إلى ارتفاع معدلات البطالة حيث إن القطاع الصناعي كان يشغل ما يزيد على 35 ألف عامل قبل الحصار. ويتفق كل من صاحب المصنع والتاجر في أن أفضل مرحلة شهدتها صناعة الفخار بغزة كانت في عهد تولى الإدارة المصرية لشؤون غزة من عام 48 وحتى 67 وخضوع القطاع للاحتلال الإسرائيلى.