ثائر الناشف معارض سورى بدأ نظام الأسد فى اضطهاده منذ دراسته فى إحدى الجامعات السورية وحينما شعر بتضييق الخناق عليه فى بلده من قبل الأجهزة القمعية السورية بحث عن ملجأ أكثر أمانًا لممارسة نشاطاته بحرية أكثر، فلم يجد إلا القاهرة، حيث حضر إليها منذ أربع سنوات، إلا أن رجال الأسد لم يتركوه وشأنه، وظلوا وراءه يهددونه بالاختطاف، والتنكيل بأسرته ولم يبالِ بتهديداتهم، لكن حدث ما لم يكن يتوقعه. ننشر تفاصيل عملية اختطاف منى عبد الوهاب المعروفة باسم منى الناشف نسبة إلى زوجها المعارض السورى ثائر الناشف والتى اختطفت منذ عدة أيام وتم العثور عليها مساء السبت بمنطقة المرج وقابلنا زوجها الذى كشف لنا عن تفاصيل غريبة ومثيرة فى واقعة الاختطاف على أيدى "شبيحة" بشار الأسد فى القاهرة. يقول الناشف، "بدأت الجريمة تتشابك خيوطها أثناء دراستى بجامعة دمشق وقيامى بمهاجمة النظام السورى المستبد وعقب وصولى إلى القاهرة وزواجى من "منى غريب" بدأ النظام السورى يلاحقنى أيضاً"، وتلقيت عدداً من التهديدات منذ انطلاق الثورة بسبب ما أقوم به من نشاط فى القاهرة وبدأت تصلنى رسائل بخطفى أو خطف زوجتى ومن قبلها رسائل قبيحة حول سمعتى وأننى عميل لإسرائيل وأمريكا. منذ اندلاع الثورة السورية قمنا بعمل وقفات احتجاجية ومظاهرات فى مصر وكانت زوجتى تأتى للمشاركة فى تلك الوقفات منذ 12 نوفمبر ومع استمرارها فى المشاركة، أرسل عملاء بشار الأسد عدداً من الشبيحة الذين أتوا عبر خمسة طائرات وكان عددهم يتجاوز ال200 شبيح لمساندته وتدعيمه فى القاهرة وأخبرتنى زوجتى بأنها شعرت بسبعة أشخاص يتبعون خطواتها ويقومون بمراقبتها. وعقب وصول الشبيحة بحوالى أسبوع بدأت تصلنى رسائل تهديد بخطفها وفى يوم الجمعة الموافق 25 نوفمبر وعقب قيامى بالذهاب إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لتقديم أحد البرامج عن الثورة السورية وصلتنى رسالة من رقم تابع لشركة فودافون يفيد باختطاف زوجتى. قمت عقب الانتهاء من البرنامج بالاتصال بها فوجدت هاتفها مغلقاً فقمت بالاتصال بوالدتها التى أخبرتنى أنها لم تذهب إليها، وهنا ومروراً بكل تلك التهديدات أيقنت انه تم اختطافها. توجهت مباشرة إلى قسمى شرطة العجوزة والدقى لتحرير محضر باختطافها واتهمت السفارة السورية باختطافها والتحفظ عليها وتم إحالة المحضر إلى نيابة الجيزة. أثناء تواجدى بمكتب أحمد فكرى - رئيس النيابة - وصلتنى رسالة تفيد "بعدم إبلاغ الشرطة أو إخبار أحد بالواقعة حتى لا يتم إلقاء جثة زوجتى فى النيل، وأن كل ما حدث لى ولزوجتى هو ثمن تطاولى على أسيادى" وأن الدور القادم سيأتى على قريباً. توجهت بعد ذلك بمشاركة العشرات من الجالية السورية المعارضين لنظام الأسد فى القاهرة إلى ميدان التحرير فى محاولة لحشد مظاهرة إلى السفارة السورية للضغط على عملاء النظام للإفراج عن زوجتى، وبعد عدة تحركات تلقت والدة زوجتى مكالمة تليفونية بعد ثلاثة أيام بالعثور على زوجتى بالطريق الدائرى بمنطقة المرج الجديدة فى حالة إعياء شديد. وأضاف الناشف، أننى انتقلت بعد ذلك بصحبة قوة من قسم شرطة العجوزة إلى منطقة المرج بعد أن قام بعض الأهالى بتسليمها إلى قسم الشرطة مصفرة الوجه ومحمرة العينيين. قالت منى، إنه تم اختطافها عن طريق 5 أشخاص مقنعين، وذات مرة كان أحدهما مخموراً وحاول التهجم عليها، إلا أن آخر أخبره بأنهم فى انتظار التعليمات لفعل ذلك، وكان أحدهم مصرى الجنسية، وتم اقتيادها إلى منطقة نائية، هربت بعد ذلك عن طريق الشاب المصرى، الذى كان يبلغ من العمر 16 عاماً، الذى تعاطف معها، فقرر إخراجها وتهريبها برش مادة كيميائية على وجهها وقام بعد ذلك بإلقائها بمنطقة المرج، ومازالت بالمستشفى تتلقى العلاج. وأكد الناشف، أنه لن يتوقف عن مهاجمة النظام السورى الذى يتوقع سقوطه قريباً لاستخدامه البطش المفرط ضد شعبه، متوقعاً نهاية مأساوية بقدر ما تحمله الشعب السورى من معاناة وطغيان مثل النظام الليبى.