خرج مئات الشباب بمدينتي قنا ونجع حمادي بهتافات مؤيدة لمطالب التحرير بإسقاط المشير، و ساعدهم أنصار المرشح الرئاسي حازم أبو إسماعيل في مناوشاتهم مع الفلول، الذين خرجوا في مظاهرة، وهتفوا لمبارك و طنطاوي. و كان المتظاهرون و أعضاء ائتلافات الثورة بقنا قد دخلوا في مشاورات طوال الليل، و انتهوا إلى قرار بالخروج في مظاهرة بعد صلاة الجمعة، في مكانهم المفضل بميدان الساعة بمدينة قنا، و الذي سبق أن طردهم الأمن منه قبل يومين. و بالفعل خرجوا بعد الصلاة، و استردوا مكانهم بمساعدة أنصار الشيخ أبو إسماعيل، الذين استطاعوا فرض كلمتهم في المكان، و هيأوا المكان لائتلافات الثورة؛ لتنظيم مظاهرة ضمت نحو 1000 شاب. ظل المتظاهرين يهتفون مطالبين بإسقاط المشير والمجلس العسكري، وتناولت هتافاتهم أيضًا التيارات التي استفادت من الثورة دون أن تشارك، في إشارة إلى التيار الديني، و ردد المتظاهرون: "يا مشير عايز إيه.. عايزها فتنة ولا إيه"، و رددوا أيضًا: "لا حربية ولا داخلية هنقضيها لجان شعبية"، و هتفوا:"طنطاوي ويا سوزي.. دول قتلوني وسرقوا فلوسي". و الغريب أن هناك بضع عشرات من أنصار الفلول المرشحين في الانتخابات والموالين للأمن، و بعض رجاله في ثوب مدني، خرجوا وهتفوا بالقرب من نفس المكان ،وعلى بعد أمتار، هتفوا:"مبارك مع طنطاوي.. الاثنين بنوا بلادي". و رغم حدوث مناوشات قليلة بين الطرفين فإنها سرعان ما انتهت، و استمر الطرفان، و رغم الفارق العددي الضخم لصالح الثوار ظل كل طرف يردد هتافاته في جو ديمقراطي غير مسبوق في قنا. وفي مدينة نجع حمادي تجمع الثوار من شمال قنا، من مدن فرشوط، و أبوتشت، و قنا، وانطلقوا في مسيرة بالمئات من أمام مسجد النجدة، في اتجاههم إلى ميدان الأوقاف، قاطعين الشارع الرئيسي بمدينة نجع حمادي وهم يهتفون بإسقاط المشير، و مرددين الهتافات المعادية للعسكر. و اشترك في هذه المظاهرة ما يقرب من 20 حزبًا سياسيًا، و دعا إليها بالأساس شباب "6 أبريل"، وحزب "العدل" بقنا، و أشرف عليها مرشحوه في الدائرة الشمالية بمحافظة قنا.