كأنهم يرد بعضهم على بعض، وإن اختلفت الميادين، فلول الحزب الوطنى «المنحل» فى ميدان مصطفى محمود، يحيون المجلس العسكرى، ويهتفون «استقرار.. استقرار.. مش عايزينها تولع نار»، والسلفيون والجماعة الإسلامية أمام مسجد الفتح، فى ميدان روكسى أمس، يهتفون للاستقرار: «يا مشير قول لعنان.. مصر معاكم فى أمان»، و«يا اللى طامع فى الكراسى.. مش عايزين مجلس رئاسى». فى مواجهة التحرير، ومن وصفوهم بأنهم يريدون اختطاف البلد والثورة لصالح أنفسهم، خرجت ثلاث مظاهرات أمس، الأولى، من أمام مسجد الفتح، كان بطلها الرئيسى رجل الأعمال، والثانية نظمها المعروفون إعلاميا ب«الأغلبية الصامتة»، فى روكسى، والثالثة قوامها قلة من فلول الحزب الوطنى «المنحل»، جمعهم الصدام مع «التحرير»، وما سموه ب«الاستقرار»، واحترام نتيجة استفتاء 9 مارس، وعودة عجلة الإنتاج، وسير المحاكمات دون ضغط على القضاء. الجماعة الإسلامية، اجتمعت بعد صلاة الجمعة، فى مسجد الفتح، لتعبر عن رفضها تأجيل الانتخابات، إلا أن المجتمعين خرجوا من الاجتماع ليهتفوا ضد رجل الأعمال نجيب ساويرس «ساويرس باطل»، الذى طالبوا بتقديمه للمحاكمة، بتهمة الخيانة العظمى بعد استقرار الأوضاع فى البلد. ليس ساويرس وحده، ممدوح حمزة كان حاضرا، وأيضا من سموهم ب«العلمانيين الذين يقفون فى ميدان التحرير».. الشيخ خالد سعيد قدم خطبة عصماء. اعتلى المنبر، وصرخ «الإسلام هو ثقافة شعبنا، سنقف بكل قوة ضد من يريدون إرضاء المخططات الأمريكية والصهيونية».. تقمص الشيخ دور القذافى هاتفا «من أنتم؟.. من أنتم؟». أجاب عن نفسه بسخرية: «شيوعيون.. ليبراليون.. ماركسيون». وبنفس الصوت الحاد أكمل «اتركوا تلك البلاد إن لم تعجبكم، لأنها بلادنا ولن نتركها». عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، دعا لمليونية 29 يوليو الجارى، لمواجهة ثوار التحرير «التحرير مش حكر على حد». فى روكسى، الإيقاع لم يقل سخونة عن شارع رمسيس، هتف المتظاهرون: «الشعب يريد إخلاء الميدان»، و«واحدة واحدة بشويش بشويش.. كله كله إلا الجيش»، و«استقرار استقرار.. مش عايزينها تولع نار». كما رفعوا لافتات كتب عليها «الشعب والشرطة.. إيد واحدة»، مهاجمين عددا من رموز القوى السياسية مثل جورج إسحق. ورفض المتظاهرون دخول أى قناة غير مرغوب فيها، وظلوا مترقبين دخول أى من هذه الكاميرات إلى مكان التظاهر. كما رفعت لافتات باسم الائتلاف العام لضباط الشرطة بالمعاش، مطالبين بتحقيق الشرعية والعدالة الاجتماعية، وتجديد الثقة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورفض تعطيل المصالح والمنشآت وعدم المساس بهيبة القضاء المصرى. فى ميدان مصطفى محمود، فلول الحزب الوطنى المنحل هتفوا: «بالراحة.. بشويش.. كله إلا الجيش»، و«يا مشير قول لعنان.. إحنا معاكم فى أمان»، محيين المجلس العسكرى والرئيس المخلوع «من غير كلام كتير.. الرئيس هو الكبير