نشرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية حديثًا مع الرئيس السوري بشار الأسد حول الضربة العسكرية المحتملة ضد بلاده بعد اتهامه باستعمال الغازات ضد المدنيين. وإلى جانب الحديث الذي نشرته الصحيفة الفرنسية، والذي وجه فيه الرئيس السوري عدة رسائل إلى الرأي العام الفرنسي والدولي، وإلى الطبقة السياسية، مهدّداً بعبارات غير مباشرة مصالح الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا، في حال انفجار ما أسماه ببارود الشرق الأوسط، نشرت الصحيفة تحقيقاً عن ظروف الحوار الصحفي ومناخه العام بإمضاء جورج مالبرونو. وقال الصحفي “استقبلني الرئيس الأسد بنفسه عند باب المنزل، كان يريد أن ألمس أنه غير يائس وأنه لا يزال يمسك بزمام المبادرة”. وعن ظروف المقابلة والحوار قال مالبرونو” توجهت لدائرة الرئيس السوري بطلب إجراء مقابلة معه منذ سنتين، مباشرة بعد الأحداث، ولم تأتي الموافقة إلا من أيام قليلة”، ويضيف” بدأ الرئيس الأسد هادئًا، لا بل باردًا، وكالعادة لم يكن يوحي بالحميمية، ولا تشع منه أي هالة”. وقال الصحفي “أعتقد أنه وافق على الحديث ليوجه رسائل إلى الرأي العام والطبقة السياسية قبل النقاش المقرر في البرلمان الفرنسي حول مشاركة فرنسا في هجوم عسكري على دمشق” ولعل حرصه على تبليغ الرسالة “هو الذي جعل المقابلة تدوم 45 دقيقة بعد أن كان مقرراً أن يمنحني 30″. وقبل اللقاء “سألني عن زياراتي السابقة لسوريا، وعن ذكرياتي فيها قبل أن يطلب من وزيرة الثقافة أن ينطلق الحوار معه رسميًا، وعلى امتداد الحديث بدا متماسكًا ومهتمًا بالدور الأمريكي وبالصراع الذي أصبح شخصيًا بينه وبين باراك أوباما”. وبعد الحوار، يقول الصحفي الفرنسي “رافقني الرئيس الأسد من جديد ولكن مودعًا حتى الباب، أعتقد أنه يبحث عن إعطاء الانطباع بأنه لا يخشى شيئًا وأنه لا يعيش في مكان سري أو خندق عسكري محصّن”. من جهة أخرى أثار الحوار الذي أجراه مالبرونو، جدالاً في الوسط الإعلامي والسياسي الفرنسي، مثل برونو لورو رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الذي حمل بعنف على الصحفي واتهمه بإعطاء منبر “لدكتاتور قاتل لشعبه بالغاز لتبرير جرائمه التي لا تغتفر”، ودافع مالبرونو عن نفسه فقال في تغريدات على تويتر وفي تصريحات إذاعية اليوم الثلاثاء “نقل تصريحات الرئيس السوري يعني محاولة التعرف على طريقة تفكيره، أنا لست محققاً ولا عاملاً في الإنتربول” أما إدارة الصحيفة فقالت “إن نقل تصريحات الأسد لا يعني مطلقاً قبولها، أو مشاطرته الرأي”. ويذكر أن مالبرونو من أبرز الصحفيين الفرنسيين المختصين في الشرق الأوسط والدول العربية تحديدًا منذ أكثر من 20 سنة، وسبق له التعرض للخطف مع زميله السابق كريستيان شينو، في العراق وبقيا رهائن لدى الجيش الإسلامي العراقي أكثر من 4 أشهر.