نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ما تناقلته وسائل إعلامية على لسان أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء في حكومة غزة -إسماعيل هنية- عن اتفاق حول مقر الحكومة المقبلة ورئيس وزرائها. وأكد القيادي في حركة "فتح" محمود العالول في تصريح خاص ل "المشهد" أن هذه الأنباء عارية من الصحة تمامًا، وهدفها تشويش الأجواء المحيطة بالمصالحة واللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس المقبل. وأوضح العالول، أن جميع ملفات المصالحة الداخلية وعلى رأسها ملفي الحكومة والمصالحة سيتم مناقشتها خلال لقاء عباس ومشعل، واللقاءات التي ستعقبه بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة والضفة الغربية. وأشار القيادي في حركة "فتح" إلى أن حركته حريصة تمامًا على إتمام جميع ملفات المصالحة، بما فيها رئاسة الحكومة، معتبرًا أن أي قرارات تتخذ بهذا الشأن تكون على أساس التوافق والحوار، موضحًا أن اللقاءات المقبلة بين الفصائل ستكون هامة ومفصلية. وكان المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء، أحمد يوسف، أكد أن توافقًا ما جرى بين حركتي "فتح" و"حماس" على أن يكون مقر الحكومة الفلسطينية المقبلة في قطاع غزة، منوهًا بإمكانية أن يكون كذلك رئيس الوزراء من القطاع. وأشار يوسف- في تصريح صحفي له- أنه تم التوافق على برنامج سياسي لكل الفصائل الفلسطينية، مبنى على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، مؤكدًا أن الظروف الآن مهيأة، والأحوال مواتية لتفعيل المصالحة الوطنية الفلسطينية بشكل حقيقي، ينهي الانقسام ويعمل على بناء شراكة سياسية لإدارة المشروع الوطني الفلسطيني". وفي سياق منفصل، عقبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على ما نشره موقع "إسرائيل اليوم" حول تهديدها واشنطن بمنع نقل المساعدات للسلطة في حال تم التوافق مع حركة حماس حول الحكومة المقبلة. وأكد الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري ل "المشهد" أن الإدارة الأمريكية تعمل وبكل جهد لمعاقبة أبناء الشعب الفلسطيني على وحدتهم وإصرارهم على إتمام المصالحة الداخلية وتجاوز عقبة الانقسام التي استمرت لسنوات طويلة. وطالب الناطق باسم حركة "حماس" بتجاوز جميع العقبات التي تعرقل تشكيل الحكومة، والتوجه إلى القاهرة لإعلان إنهاء الانقسام وتطبيق اتفاق القاهرة الذي وقعته الفصائل في الرابع من شهر مايو الماضي. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد نفى نفيًا قاطعًا، أن تكون السلطة الفلسطينية، قد تلقت أي رسائل سرية أو علنية من الجانب الأمريكي بخصوص المصالحة، لافتا إلى أن المساعدات الأمريكية مقطوعة عن السلطة الفلسطينية منذ إعلان فلسطين عضوًا في "اليونسكو". يذكر أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق وصل إلى القاهرة الخميس الماضي وأجرى محادثات مع مسؤولين مصريين في جهاز الاستخبارات، بالتزامن مع وصول عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، ورئيس وفدها في الحوار عزام الأحمد إلى القاهرة وعقده لقاء مع رجال الاستخبارات المصرية، ومن المرجح أن يعقد لقاء يجمع بين أبو مرزوق والأحمد لوضع اللمسات الأخيرة للقاء الذي سيجمع بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي ل "حماس" خالد مشعل والمرتقب عقده الجمعة المقبل.