كشفت جولة "المشهد" حول بنوك وسط البلد عن إغلاق أبواب غالبية البنوك لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار الأحداث والمواجهات المؤسفة بين رجال الشرطة والمتظاهرين بميدان التحرير، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 10 أشخاص، وإصابة المئات. وجاء على رأس البنوك التي أغلقت أبوابها فرع المصرف المتحد بشارع قصر العيني، والذي وضع لافتة على أبواب البنك يعتذر فيها لعملائه عن توقف العمل بالفرع؛ نظرًا للظروف المضطربة بمنطقة وسط البلد، ويدعوهم للانتقال لأقرب فروع البنك. كما أغلقت بنوك باركليز واتش اس بي سي أبوابها أيضًا، متوقفةً عن العمل، في حين استأنف بنك التنمية والائتمان الزراعي عمله، ولكن اقتصرت ساعات العمل من الساعة التاسعة إلى الثانية عشر صباحًا، مع وضع البنك للاستعدادات القصوى في حالة تصاعد الموقف، بحيث يتم إغلاق البنك لأبوابه، ولا يسمح بدخول العملاء إلا بعد التعرف على هويتهم والغرض من الدخول. والتمس بنك مصر بشارع قصر العيني ذات الطريقة، بحيث تم إغلاق أبواب البنك، وعدم فتحها إلا حسب الحاجة أو استقبال أحد العملاء، وذلك من خلال باب خلفي للبنك، فيما خالف بنك المشرق الإماراتي بشارع قصر العيني قرار غلق الأبواب، واستأنف عمله بشكل طبيعي، و أكد أحد المصادر بالبنك على إصرارهم على استئناف العمل والسير بشكل طبيعي؛ بهدف طمأنة الجمهور، و إرسال رسالة مفادها ضرورة العمل وعدم التوقف؛ للحد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن البنك وضع كافة الاحتياطات الأمنية المطلوبة؛ تحسبًا لأي ظروف طارئة. و يؤكد على التأثير السلبي لأحداث التحرير على القطاع المصرفي كله، حيث شهد اليومان الأخيران توقف حركة الإيداع بالبنوك، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، مع اتخاذ البنوك لخطوات جادة لجذب العملاء، وضخ سيولة جديدة بالبنوك، سواء من خلال رفع أسعار الفائدة، أو طرح منتجات مصرفية جديدة بمزايا إضافية، ولكن أثرت أحداث التحرير سلبيًا على هذا الأمر. ولفت المصدر إلى استقرار حركة السحب بالبنوك، وعدم وجود سحوبات غير طبيعية مقارنة بما حدث خلال الأيام الأولى للثورة، والتي شهدت حركة سحب كبيرة نتيجة حالة القلق والخوف التي انتابت العملاء من حالة الاضطراب وغياب الاستقرار، و فضل الكثير من العملاء سحب إيداعاتهم بالبنوك خلال تلك الفترة، بغرض الإبقاء عليها بحوذتهم لحين اتضاح الرؤية، ولكن مع استقرار الأوضاع تغير تفكير العملاء، وارتفعت حركة الإيداع بالبنوك. فيما حذر مصدر مسئول ببنك مصر من استمرار حركة الاعتصامات والمواجهات في ميدان التحرير، والتي تؤدي لإغلاق أبواب البنوك، وتوقفها عن العمل، بما ينعكس سلبيًا على القطاع المصرفي والاقتصاد الوطني كله. مؤكدًا على أن توقيت هذه الاعتصامات وما أسفر عنها من مواجهات بين رجال الشرطة والمعتصمين غير مناسب بالمرة، ونحتاج لاستقرار الأوضاع حتى تستطيع البلد الوقوف على قدميها، ونحن نحاول خلق فرص جديدة؛ بهدف تحريك و إنعاش السوق. مشيرًا إلى أن أحداث التحرير أجبرت عدد من البنوك على غلق أبوابها؛ خوفًا من تصاعد وتوتر الأحداث، وقد تراجعت حركة العملاء على البنوك القريبة من الأحداث خوفًا من التعرض لأي أذى، و حيث يخاف العميل أن يتحرك بأي أموال وسط تلك الأحداث. ويؤكد على تراجع حركة العمل بالبنك، ونفى أن تكون هناك حركة سحوبات غير عادية بالبنك، بعد اندلاع أحداث التحرير.