جدد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الازهر- عزم الأزهر الشريف على استضافة مؤتمر جامع للكنائس العربية في الشرق في الربيع المقبل. جاء ذلك خلال استقبال الطيب فؤاد السنيورة -رئيس الوزراء اللبناني السابق- والوفد المرافق له، الذي بحث مع الطيب سبل التحضير من أجل الدعوة لمؤتمر لمسيحيى الشرق الأوسط ما يؤدى إلى التعايش المشترك لكافة مكونات المجتمعات العربية لخلق روح الوطن ونهضة الشعوب العربية. وفى لقاء السنيورة بالصحفيين أكد أن هذه فرصة طيبة للقاء فضيلة الإمام الأكبر، وأنه بحث معه وثيقتين هامتين حول مستقبل مصر ومثقفيها، وذلك لدعم إرادة الشعوب فى العالم العربي الإسلامى. وقد تطرق الحديث عن العلاقات الثنائية بين جمهورية لبنان والأزهر الشريف، وثمن السنيورة دور الأزهر التنويري من خلال مواقف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الواضحة والصريحة من قضايا الأمة، كما أبدى إعجابه وإعجاب المثقفين في لبنان بوثيقة الأزهر الأولى عن مستقبل الأمة وكذلك بيان مساندة الحراك العربى. ومن جانبه أكد الطيب على اهتمام الأزهر بلبنان، لبنان الثقافة، ولبنان الفكر، لبنان الحوار، لبنان العيش المشترك، لبنان الذي أمدَّ الأمة العربية دهرًا من الزمن بفيض من كنوز الفكر والأدب والتراث، ساهمت بلا شك في نشر الوعي من المحيط إلى المحيط. وقال الطيب "إننا الأمة العربية بحاجة إلى لبنان الذي لجأ إليه الإمام محمد عبده وأبدع فيه رسالة التوحيد، لبنان مارون عبود وميخائل نعيمة وعبد الله العلايلي وعمر فروخ وفيصل مولوي، لبنان الذي نعرفه بكل فسيفسائه، لبنان حر من كل هيمنة مباشرة وغير مباشرة. لبنان الذي تتعاون فيه جهود العقلاء والمخلصين من كل الأديان والطوائف والمذاهب لبناء الدولة الوطنية الحرة الموحدة الراية والهدف". وأعرب الإمام الأكبر أن الاستبداد في المنطقة قد أضر بالجميع، ومن طبائع الاستبداد أنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي، ولا بين شيعي وسني ودرزي، فالاستبداد لا دين له، فلا معنى لقول البعض من هذه الطائفة أو تلك بأن التغيير السلمي والتداول على السلطة سيلحق بهم الأذى، فكل الطوائف في الشرق العربي هى نسيج أساسي لمكونات الوطن، والكل ينبغى أن يتطلع إلى المشاركة لبناء وطن حر وتعددي تتداول في السلط في كل المجالات على أساس الكفاءة والنزاهة، دون الوقوع في المحاصصات الطائفية البغيضة، مضيفًا أن مثل هذه المساحة من الفضاء الديمقراطي هي الكفيلة بإذن الله لخروج الشرق العربي بعامة ولبنان بخاصة منتصرًا، رغم كيد الأعداء في الشرق والغرب.