رفضت كلا من الجزائر والعراق قرار الجامعة العربية بدعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، فيما اعتبرت لبنان أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا مؤشرًا خطيرًا، ويفسح المجال أمام التدخل الأجنبي. رفضت الجزائر قرار الجامعة بدعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق،وأكدت أنها لن تسحب سفيرها من دمشق، وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية إن السفير الجزائريبدمشق سيبقى في عمله،ولن يتم سحبه، كون أن قرار الجامعة العربية الصادر حول هذا البند يبقي يخضع لسيادة كل دولة،والجزائر مستقلة في قراراتها. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشئون الخارجية الجزائرية "عمار بلاني" إن حكومته"لن تسحب سفيرها من دمشق رغم قرار الجامعة العربية". وقال بلاني في تصريح صحفي:"إن السفير الجزائريبدمشق سيبقى فى عمله، ولن يتم سحبه كون أن قرار الجامعة العربية الصادر، أمس، حول هذا البند يبقي يخضع لسيادة كل دولة والجزائر مستقلة في قراراتها". وانتقد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا،ودعا دمشق إلى فتح حوار مع المعارضة. الدباغ قال إن التعليق جرى بطريقة غير مقبولة،ونبه إلى أن الجامعة لم تتخذ قرارات مشابهة إزاء دول أخرى تشهد أزمات أكبر. وأضاف أن استقرار سوريا وأمنها مهمان بالنسبة للعراق، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية دعت الحكومة السورية إلى فتح حوار مع المعارضة،وإلى تطبيق إصلاحات. وأكد أركان أرشد الزيباري -نائب في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب- أن أسباب تحفظ العراق على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية "ما تزال غير معروفة"،مضيفًا أن:"الأسبوع المقبل سيشهد اجتماعًا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب؛ لبحث ومناقشة ودراسة مدى تأثير هذا الأمر على العراق من الناحية السياسية والنواحي الأخرى". من جانبه دعا وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور جامعة الدول العربية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها، كما طالب بالمحافظة على وحدتها وسيادتها وأمنها وأمن المنطقة واستقرارها. وحذر من السماح بتأجيج نار قد تلتهم الجميع، كما حذر في نفس الوقت من ترك سوريا بمفردها دون الوقوف بحزم ضد ما يحاك لها فى الداخل والخارج،من تحريض مغرض وهدام وحملات إعلامية تجاوزت كل الحدود. واعتبر أن تعليق عضوية سوريا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة وعلى سوريا بالذات، مؤكدًا أن هذه الخطوة من شأنها تعقيد الأمور أكثر، وقال إن هذه الخطوة لن تؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، بل ستقوض أسس التعاون العربي المشترك والسلام في المنطقة. واعتبر معارضون وسياسيون سوريون قرار الجامعة العربية تعليق عضوية دمشق إعلان حرب على سوريا،وبداية نقلها إلى التدويل، وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر إن القرار بمثابة إعلان حرب،وخطوة أولى نحو أخذ سوريا إلى مجلس الأمن. ورأى رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين إن القرار أخذ الوضع السوري إلى التدويل، وأن الجامعة العربية تقاعست عن دورها الفعال واكتفت بإصدار البيانات. وكان مجلس وزراء خارجية الدول العربية قد قرر-بأغلبية 18 دولة،واعتراض لبنان واليمن، وامتناع العراق عن التصويت- تعليق عضوية سوريا فى الجامعة،ودعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة العربية في غضون ثلاثة أيام؛ للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية في سوريا، وكذلك دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين، بالإضافة إلى دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار ذلك قرارًا سياديًا لكل دولة.