يعانى العالم الآن من ظاهرة الكرش، وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 45 مليون عربى، وبالطبع هى نسبة كبيرة لها معناها، فالعرب يحتلون المرتبة الأولى لأصحاب الكروش فى العالم. ويرجع السبب فى ارتفاع نسبة أصحاب الكروش فى الدول العربية إلى العادات الغذائية السيئة والأكل الزائد على الحاجة فى أوقات غير منتظمة، وأيضاً الإفراط فى تناول النشويات، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، ولا ننسى دور الوجبات السريعة والمياه الغازية، والأخطر من ذلك منتجات الألبان المستوردة. ومما يصعب تصديقه أنه حتى نصنع كيلو واحداً من الجبنة البيضاء القريش قليلة الدسم، فإننا نحتاج إلى 14 لتراً من الحليب، وكل كيلو حليب بودرة يحتاج لأكثر من ذلك بكثير، فما بالك بالأجبان المطبوخة؟ ولهذا، فلا غرابة فى أننا نجد رجلاً من كل ستة رجال فى الدول العربية يعانى من البدانة فى سن الثلاثين ثم تزيد هذه النسبة بعد سن الأربعين. ومعروف أيضاً أن نسبة الدهون فى جسم المرأة هى ضعف الدهون الموجودة فى جسم الرجل، وهذه الدهون هى التى تسبب الكرش، حيث تتكون قرب الكبد والجهاز الهضمى وتنتشر فى أوردة البطن بسبب تأثير هرمون الأنسولين فتزيد نسبة السكر فى الدم ويتحول إلى دهون وخاصة مع تزايد العادات الخاطئة فى الأكل والتهادى بالحلويات والشيكولاتة، علماً بأنه كلما كان النوع فاخراً كلما كانت السعرات أكثر. وتتقسم الكروش إلى أربعة أنواع: أما النوع الأول فهو الكرش العضلى: وتحدث هذه المشكلة فى عضلات البطن، وهو يتكون نتيجة عدم التوازن فى استخدام صاحبه لجهازه الحركى كأن يستعمل مثلاً عضلات الكتفين والذراعين فقط أثناء العمل ولا يتحرك وسطه أثناء الجلوس على المكتب طوال النهار أو أمام عجلة القيادة وفى هذا النوع يحدث تمدد لعضلات البطن ويزيد حجمه ويتكور. والنوع الثانى هو الكرش المترهل: ويحدث نتيجة استعمال عضلتين فقط فى وسط البطن فتكون النتيجة هى ترهل وظهور الكرش، وهذا النوع يحدث أيضاً نتيجة العلميات الجراحية فى منطقة البطن مثل عمليات الفتق الجراحى التى تؤدى إلى ترهل البطن وارتخاء عضلاتها وإصابتها بالكسل والتراخى وبالتالى يتسع حجمها فتزداد حاجة الإنسان للطعام والشراب بشكل كبير فتترسب الدهون وتحدث البدانة، مما يؤدى إلى ظهور الكرش بشكل مترهل مع وجود ثنيات فى الجلد على شكل طبقات فى بعض الأحيان. أما النوع الثالث فهو الكرش المنتفخ: وهو كرش يشبه البالون، ويحدث نتيجة إسراف الإنسان فى تناول الطعام والشراب بشكل كبير وزائد على حاجة الجسم، وهذا الإسراف فى الأكل يحدث نتيجة إصابة الشخص بالاكتئاب أو القلق أو التوتر العصبى فيجد الإنسان فى الأكل بشراهة متنفساً ومحاولة للخروج من هذه الهموم التى تسبب له هذا التوتر والقلق، وقد يحدث أيضاً للإنسان المتفائل السعيد نتيجة تفتح شهيته بعد تفريغ ما لديه من عواطف وانفعالات فتجده أيضاً يتناول كميات كبيرة من الأكل والشراب حتى تحدث له السمنة وبالتالى يظهر الكرش. والنوع الرابع هو الكرش الهرمونى: ويلاحظ أن شكل هذا الكرش يكون متعرجاً ويشبه قشر البرتقال، ويحدث عندما يضطرب عمل الهرمونات داخل جسم الإنسان ويزيد إفراز مادة الكورتيزون فيختل توزيع الغدة فوق الكلوية للدهون على مناطق وأجزاء الجسم المختلفة مما يؤدى إلى زيادة الشحوم فى منطقة البطن فقط وذلك عند الرجال، أما بالنسبة للنساء، فإن الدهون غالباً ما تتراكم فى الجزء السفلى من البطن ويصاحبه سمنة فى الفخدين والأرداف وتأخذ هذه السمنة أشكالاً غير منتظمة فى هذه الأجزاء. وأفضل وأبسط طرق التخلص من الكرش هى أن نبدأ فوراً بتغيير واستبدال العادات الغذائية السيئة بعادات جديدة سليمة وصحيحة تعتمد على التكامل بين الركائز الغذائية الأساسية التى تبنى جسم الإنسان مثل السكريات والبروتينات والنشويات وكذلك فى تناول الدهون وليس منعها وتناول الألياف الغذائية بنسبة لا تقل عن 40 600 % من الوجبة الغذائية. كما يجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم وأسهلها رياضة المشي، حيث أن المشى كل 10 كيلو مترات يساعد على حرق 800 وحدة حرارية، فمن خلال الرياضة تستطيع أن تقضى على الكرش نهائياً. كما يجب المداومة على أداء الصلاة، وفيها يستطيع الإنسان حرق 580 سعرا حراريا على الأقل، بالإضافة إلى الانتباه لشد الجسم والمحافظة على شكل القوام، كما يوصى بارتداء حزام حول البطن لتصغير حجم المعدة، تحزيم من الخارج بدل عملية تحزيم المعدة، وممارسة تمرينات شد البطن وتقوية الظهر.
