اعتبرت صحيفة "الديار" اللبنانية أن استهداف الدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية في لبنان، هو مقدمة لسيناريو أُعد للبنان في خارجه يبدأ بإشكالات أمنية للوصول إلى إنشاء منطقة عازلة شمال لبنان لما يسمى المنشقين عن الجيش السوري والمجيء بالمعارض السوري العقيد الأسعد من تركيا إلى منطقة عكار للإشراف على مخيمات التدريب التي ستعد من أجل هذا الهدف. ونقلت الصحيفة عن مصادر في قوى "8 آذار" قولها إن مشروع إقامة منطقة عازلة في شمال لبنان، جاء بعد أن رفضت تركيا إقامته على أراضيها إلا وفق إجماع دولي وعربي، فيما رفضت الأردن الإقدام على هكذا خطوة لإنها تؤثر في النظام هناك، موضحة أن إقامة المعسكر في لبنان جاء بعد موافقة "تيار المستقبل" عبر قائده العام فؤاد السنيورة، الذي يلقى في هذه الأثناء كل الدعم من العديد من الدول العربية والدولية، وقائده الميداني النائب خالد الضاهر. وأضافت الصحيفة: "بدأ العمل على تشكيل مجموعات عسكرية لا يتجاوز عدد الواحدة منها الخمسة عناصر لتبدأ هذه المجموعات بافتعال أحداث أمنية على غرار تلك التي حصلت في الجامعة اللبنانية الأمريكية منذ أيام والاعتداء على طلاب "التيار الوطني الحر"، رغم الحضور الكثيف لطلاب "حركة أمل" وغيرها من قوى "8 آذار"، إلا أن توجهات رئيس مجلس النواب نبيه بري وأوامره المشددة حالت دون تدخل طلاب حركة أمل والرد على الهجوم. ورجحت المصادر أن تتكرر هذه الأحداث في أي زمان ومكان داخل لبنان للوصول إلى إحداث انقسام حول الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني الذي طالته سهام التشكيك حيال تعاطيه تجاه الأزمة السورية. وقالت صحيفة "الديار" اللبنانية: "إن أصحاب فكرة إقامة منطقة عازلة في لبنان يدركون تماما أنه لا يوجد منشقون عن الجيش السوري، بل سيتخذونه ذريعة لاستقدام عناصر "القاعدة" والمتشددين الإسلاميين من أفغانستان والعراق والصومال واليمن ليكون مركز تجمعهم بزعامة العقيد الأسعد الموجود في تركيا، للانقضاض بعمليات إرهابية على الداخل السوري، وإذا تعذر ذلك في سوريا فتكون الأرض في لبنان جاهزة لعمل هؤلاء في إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وتوسيعها لتصل إلى درجة الحرب الاهلية". واعتبرت الصحيفة أن مشروع تقسيم سوريا عبر تصوير الصراع فيها صراعا طائفيا ومذهبيا قد فشل فشلا ذريعا، وقالت: "من هنا جاءت العقوبات الاقتصادية والمالية لتطال الطبقة الوسطى في سوريا لتجبرها على فك ارتباطها بالنظام، لكن حصل عكس ذلك تماما فزاد تماسك هذه الطبقة والتصاقها بالنظام، وشاهدنا اشتباك المعارضة السورية بالأيدي أمام مقر الجامعة العربية وانقسامها على نفسها، لأن لكل من هؤلاء أهدافا تختلف عن الآخر".