شدد الرئيس الفلسطينى -محمود عباس- على أن حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة مقدس وأن السعى لإنجازه لن يتوقف، قائلا "إننا لن نرضى بوضع يسمح باستمرار الاستيطان والاحتلال لأرضنا"، وأضاف -فى حديث أدلى به لمجلة "شئون فلسطينية"- "إن ذهابنا لمجلس الأمن الدولى يعتبر تمردا على سياسة القوة، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية فى مواجهة المحاولات اليائسة لتنحيتها جانبا، وهو ما أثار إعجاب العالم بنا". وتابع "إن عنوان المرحلة المقبلة سيكون مواصلة العمل على نزع الشرعية عن الاحتلال ونيل اعتراف المجتمع الدولى بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعضويتها فى الأممالمتحدة كما أننا سننظر فى الخيارات المتاحة لنا كافة" ، مضيفا "إن فكرنا ليس جامدا وسنفعل ما يتحتم علينا من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية". وقال "إذا كانت المراجعة وتصحيح الأوضاع الداخلية أمرا مطلوبا قبل ذهابنا للأمم المتحدة .. فإن ذلك أصبح ضرورة ملحة بعد أن دخلنا مرحلة جديدة لها مقتضياتها"، موضحا أن المرحلة الجديدة التى دخلناها فى نضالنا السياسى من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة تتطلب إعادة تهيئة مكونات النظام الفلسطينى على صعيد المنظمة والسلطة والمؤسسات الوطنية المختلفة. وأكد عباس أن حركة فتح -التى يتزعمها- غير مستثناة من هذه العملية وربما تقع عليها مسئولية أكبر من تلك التى تقع على بقية الفصائل بصفتها الحركة الأكبر، كما أنها مطالبة بأن تقوم بإعادة تفعيل وتنظيم نفسها بما يتلاءم مع المهمات التى توجبها المرحلة الجديدة. وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله فى نجاح تشكيل حكومة جديدة من شخصيات مستقلة تحضر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وأن تسهم فى إعادة تهيئة الوضع الفلسطينى لمواجهة التحديات الجديدة، وقال "إننا نأمل من حركة حماس أن تغلب المصلحة الوطنية العليا وتقدر خطورة الظروف التى نعيشها وذلك بالتجاوب مع مسعانا فى تشكيل الحكومة الجديدة"، موضحا أن المرحلة الجديدة تتطلب أيضا تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها لتقوم بدورها على أكمل وجه. وتابع إننا "لم يكن فى حسباننا أن تصبح السلطة ومنذ اليوم الأول الذى تأسست فيه أداة لتأبيد الاحتلال لأرضنا أو إعفائه من مسئولياته تجاه الشعب المحتل أو القيام بوظائف وخدمات نيابة عنه.. ففى اللحظة التى تؤول فيها السلطة إلى هذا المآل، لابد من إعادة النظر فى وضعها". وقال عباس -حول ما يتعلق بموضوع يهودية الدولة الإسرائيلية- "إنه فى الوقت الذى نرفض فيه الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فقد أكدنا اعترافنا بدولة إسرائيل فى الاتفاقات الموقعة بيننا".. مشيرا إلى أن الاعتراف الرسمى بين الدول لا يقوم على هذا الأساس. وأضاف "لقد شرحت فى خطابى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسباب التى تدعونا لرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية..خاصة وأن مثل هذا الاعتراف سوف يجحف بوضع وحقوق مليون ونصف مليون فلسطينى يعيشون كمواطنين فى دولة إسرائيل ويحرمهم من حقوق المواطنة المتساوية..وقد يعرضهم فى المستقبل لسياسات من التمييز والإقصاء". واستطرد قائلاً "إن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية سوف يسقط أيضا حق الملايين من اللاجئين الفلسطينيين فى العودة إلى ديارهم طبقا للقرار 194، ويلغى من جدول أعمال مفاوضات الوضع النهائى موضوع اللاجئين.. كما أن هذا المطلب سوف يحول الصراع القائم فى المنطقة إلى صراع دينى ويؤجج مشاعر التعصب والتطرف". وقال أبومازن إن الطلب الإسرائيلى والذى لا يلقى إجماعا إسرائيليا يعتبر ذريعة أخرى للمماطلة والتهرب من مفاوضات جادة تفضى إلى إنهاء الاحتلال عن آراضينا وإقامة دولتنا المستقلة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الانحياز الأمريكى الصارخ والأعمى لإسرائيل كان سببا رئيسيا فى الحيلولة دون التوصل لحل سياسى حتى الآن، وتسبب فى تأخير إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وتابع: إن الولاياتالمتحدة نجحت للأسف فى تعطيل دور الرباعية الدولية فى تبني مواقف أكثر توازنا بيننا وبين إسرائيل، وظهر لنا مؤخرا أن هناك تراجعا أمريكيا عن مواقف سابقة وعن مبادرات سبق وأيدتها أو اقترحتها الولاياتالمتحدة نفسها مثل توصيات ميتشل أو خطة خارطة الطريق أو حتى مطالبة الرئيس باراك أوباما بوقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 واعتبار ذلك مصلحة قومية أمريكية. وأشار عباس إلى أنه "فى حال الاستمرار بإخفاق الرباعية الدولية سوف نواصل تحركنا فى المحافل الدولية وعبر الأممالمتحدة فى شكل خاص، وسنواصل تعبئة الرأى العام الدولى والمحافل والهيئات الدولية كافة من أجل نزع الشرعية عن الاحتلال ودعم مسعانا المشروع من أجل نيل حريتنا واستقلالنا".