أصبحت الترع والمجاري المائية والمصارف في دمنهور بمحافظة البحيرة أخطر مصادر التلوث وأسهل وسائل إهدار المال العام.. وذلك بسبب التعديات المستمرة عليها من جانب بعض الأهالي.. فضلا عن تدهور حالة الكباري المقامة عليها مما يمثل خطورة داهمة على أرواح المواطنين الذين يستخدمونها. المشكلة تتمثل أيضا في سوء حالة الترميمات "التكاسي" على جوانب الترع والمجارى المائية وانهيارها بمجرد الانتهاء من تنفيذها بسبب عدم مطابقتها للمواصفات الفنية الواجب اتباعها مثل استخدام "مونة" غير مطابقة للمواصفات.. وعدم استخدام الأسمنت ما يتسبب في انهيارها في مدة زمنية بسيطة. يقول محمد سيف عضو مجلس محلى محافظة البحيرة "سابقا": الكباري المقامة على الترع أصبحت في حالة يرثى لها من السوء وانهيار أجزاء كثيرة منها مما يهدد بانهيارها تماما وبشكل مفاجئ.. مما قد يسبب كوارث.. وهذا بسبب الإهمال والتقاعس في تنفيذ أعمال الصيانة الدورية لهذه الكباري كبيرة كانت أو صغيرة للمشاة.. ولو تمت أعمال الصيانة في مواعيد دورية وبصورة سليمة لحافظنا على هذه الكباري أطول مدة ممكنة بحالة جيدة. ويضيف سيف: أعمال الصيانة تتم دون إشراف أو رقابة من المسؤولين على المقاول المنفذ لها.. أو بمعنى آخر يحدث تواطؤ من بعض المسؤولين ضعاف النفوس منعدمي الضمائر في متابعة تنفيذ أعمال الصيانة مما يهدر الأموال العامة. ويضرب سيف مثلا بالكوبري القبلي لمدخل مدينة الرحمانية على ترعة ساحل مرقص الذي أغلق بسبب تهدم وانهيار أجزاء منه! ويستعرض سيف ظاهرة التعدي على الأراضى ملك الري على جوانب الترع والمجارى المائية حيث إن هذه المباني تقوم بصرف مخلفات الصرف الصحي الخاص بها مباشرة في المياه النظيفة التي من المفترض أننا نشرب منها وتشرب منها الحيوانات ونروى بها الزرع.. ولكم أن تتخيلوا حجم التلوث الموجود في هذه المياه وحجم الخطر الذي يحدق بنا جميعا جراء هذا الإهمال القاتل.. أما التعديات بالزراعة على جوانب الترع فيكمن خطرها في أنه يوجد طرق على جوانب جميع هذه الترع تقريبًا.. وبالتالي يتم التعدي على الطريق والمجرى المائي مما يتسبب في ضيق الطرق ووقوع الكثير من الحوادث عليها تزهق الكثير من أرواح المواطنين الأبرياء! ويوضح عضو المجلس المحلي أن هناك تعديًا ثالثًا وهو ردم الترع من داخل المجرى المائي نفسه على جوانب الترع وزراعتها مما يتسبب في ضيق المجرى المائي بصورة أصبحت تهدد بخنق المياه وعدم سهولة مرورها لتؤدى دورها الذي خلقها الله من أجله لتروى ظمأ الإنسان والحيوان والزرع! ويحذر أحد أهالي دمنهور وهو محمود العوجى من أن التعديات على جانبي الترع والمصارف ستؤدى إلى اغتيال جميع الطرق في محافظة البحيرة.. فكل الطرق عليها تعديات.. لا يكاد يوجد طريق على مصرف أو ترعة لا توجد عليه تعديات!