ظلت قصور الرئاسة فى مصر أشبه بقلاع الحربية لا أحد يعلم عنها شيئًا ولا أحد يجرؤ بالسير حولها ..أما بعد تنحى الرئيس السابق فقد بات الأمر مختلفا فيمكن للنسر الآن أن يقف أمامنا للتأمل والبحث عن عظة. ومن أهم القصور الرئاسية، قصر القبة وقصر عابدين، حيث تولى اللواء عصام شحاتة رئاسة ديوان الجمهورية، وتولى اللواء محيى عبد الشافى نائب رئيس الديوان، وذلك بعد أحداث ثورة 25 يناير والقبض على زكريا عزمى رئيس الديوان السابق نتيجة تورطه فى الكثير من القضايا. ووصف المصدر، الذى رفض نشر اسمه، حال الموطفين والضباط داخل القصرقائلا: " هناك اختلاف كبير داخل قصور الرئاسة بعد ثورة 25 يناير فى الكثير من الأشياء منها "التفتيش، المعاملة"، حيث كان التفتيش فى النظام السابق يوميا وبطريقة مرعبة، وقد كان رئيس الديوان السابق زكريا عزمى يرهب جميع القيادات أثناء عملية التفتيش وكأنه رئيس الجمهورية نفسه. غير ذلك كانت معاملته لا يتحمله غير قيادات معينة وهى القريبة منه أو التى تستفيد منه". أما اللواء عصام شحاتة فمعاملته، كما قال المصدر، حسنة مع القيادات، حيث يعاملهم بطريقة حسنة ولا يهين أحدا منهم نهائيا، ويقوم بالتفتيش على مراحل متباعدة بعد ابلاغ القيادات، كما قام بإرجاع جميع الموظفين والضباط الذين تم فصلهم من قبل رئيس الديوان السابق، وذلك بعدما قام المفصولون بتقديم شكاوى له واعتراضهم على الظلم الذى تعرضوا له من قبل زكريا عزمى. وأضاف المصدر أن الرواتب التى يتقضاها الموظفون بديوان رئاسة الجمهورية ما زالت على حالها، حيث يحصلون على نفس الراتب الذى كانوا يتقاضونه قبل الثورة. وتبدأ رواتبهم بحد أدنى 2000 جنيه، تزداد على حسب الأقدمية.. وأكد أنه لا توجد شكاوى نهائيا ضد أحد من القيادات الجديدة التى تم تعيينها بعد الثورة. ولا تختلف الحال كثيرا في قصر عابدين، مع اختلاف وحيد هو موقعه بالقرب من ميدان التحرير فهذا يجعله ذا أهمية خاصة لدى السلطة الحالية التى تستخدم ساحة القصر كثكنة عسكرية، حيث يوجد العديد من المدرعات والعربات الخاصة بالشرطة العسكرية. وأوضح مصدر من داخل القصر أن الشرطة العسكرية تستخدم ساحة القصر لتأمين معداتها من مدرعات وسيارات، نظرا لوجود القصر بالقرب من منطقة الأحداث الرئيسية في مصر، مضيفا أن القصر هو المكان الوحيد الذى وجدت الشرطة العسكرية أنه مناسب لحماية هذه المعدات. ولم يكن قصر عابدين يحظى باهتمام الرئيس السابق إلا مجرد استقبال الضيف والتقاط بعض الصور التذكارية التي لم تكن تأخذ الكثير من الوقت، مشيرا إلي أن تلك الأيام كانت الأصعب على العاملين بالقصر نظرا لحالة الاستنفار الأمنية وعمليات التفتيش التى تمر جميع من فى القصر. وعن الحياة داخل القصر، ذكر المصدر نفسه أن الأمور تسير بشكل طبيعى من ناحية العمل فالكل منتظم والعاملون سعداء جدا بعد الثورة التى أطاحت بالنظام السابق. قال:" وأصبح العمل داخل القصر هادئا دون قلق وخوف ولا يوجد تفتيش أو معاملة سيئة".