عقب انتهاء الثورة، ورحيل الرئيس السابق حسني مبارك، عن حكم البلاد، ظهرت العديد من الحركات، والائتلافات، والاستفتاءت، والحملات، ما بين مؤيدة ومعارضة، سواء كان مع الثورة أو ضدها، هناك من نادى ببقاء المجلس العسكرى فى الحكم واستمراره، وآخرين رفضوا فكرة البقاء مطالبين برئيس جديد للبلاد، يعبر عن الثورة ويحقق أهدافها، فتم اختيار رئيس جديد وقف بجواره المنادين بالثورة، والرافضين لفكرة أن يأتى شبيه أو حتى قريب من النظام السابق، ليقود مسيرة الثورة، لتصل فى النهاية جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم فى البلاد عبر رئيس حزبها محمد مرسى. تبخرت أحلام من عصروا على أنفسهم ليمون، كما وصفوا أنفسهم من قوى المعارضة، عقب الإعلان الدستورى، "نوفمبر 2012"، الذى آدى لإنقسام شديد فى الشارع المصرى، وأعلنت قوى المعارضة رفضها، ليصل ذلك الرفض إلى المناداة بالإطاحة بالرئيس الإخوانى، وانتهاء شهر العسل بين المعارضة والنظام الجديد، لتبدأ سلسلة المطالبات والنداءت بثورة جديدة، للإطاحة بمرسى. حملة "تمرد" لم تكن الأولى فى مضمونها أو فكرتها، ولكنها كانت الأوسع والأكثر انتشارا، وتأثيرا، على مستوى الجمهورية، فكانت هناك نداءات ومظاهرات وبيانات، سابقة تطالب دائما برحيل مرسى، إلا أن "تمرد" استطاعت أن تتمرد على الجميع وتجبرهم على الوقوف ولو لحظة أمام مايحدث، فهناك أرقام صدرت خلال الفترة الماضية تبعث الروح من جديد لقوى المعارضة، فى أن الأمل موجود للإطاحة بمرسى، فقد تخطى الرقم حاجز ال3 ملايين توقيع لسحب الثقة من الرئيس، حسب تصريحات للحملة. وبعيدا عن كونها مؤثرة من عدمه فى اتخاذ القرار، إلا أنه أجبرت الجميع على الاستماع لها والمتابعة حتى يقرروا هم متى سينتهون، وليس مايريده الآخرون، المتحدث الرسمى للرئاسة أقر بها قائلا "أنها إحدى حملات الديمقراطية وأنه حق أصيل لها فى ممارسة دورها السياسى"، كما قال ياسر محرز، المتحدث الرسمى للإخوان، فى تصريحه ل"المشهد"، "الحركة لا تغني ولا تثمن من جوع، فهي مخالفة للدستور ولإرادة الشعب"، مؤكدة أنها ستفشل. استطاعت "تمرد" أن تجبر الجميع على رفع شعارها، فهؤلاء مرشحين سابقين للرئاسة، وهم القادة الحاليين لقوى المعارضة، ويسير خلفهم الآلآف من مؤيديهم، إلاأنهم الحملة أجبرتهم على رفع شعار "تمرد"، فذهبوا إليها ليسوا كأصحاب فكر، ولكن كأتباع. تعددت البلاغات ضد "تمرد" التى تتهما بقلب نظام الحكم، وأخرى بالخيانة، بالإضافة لعدد من حالات الاحتجاز لأعضائها، ويؤكد المعارضين لها أن الحملة نهايتها الفشل، والمؤيدين يرفعون شعار "تمرد حتى رحيل مرسى"، ما بينهما. وضعت الحملة سؤال لن تجد إجابة له فى ظل الانقسامات التى تشهدها البلاد، والتحليلات التى تتنج حسب موقعك سواء كنت فى مقاعد المؤيدين أو المعارضين، والسؤال هو " هل تنجح "تمرد" فى التمرد على الوضع الحالى؟ أم أنها زوبعة ستذهب لحالها وندخل فى أخرى؟".