أكد الدكتور عبد الرحمن البر - أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمون - أن الأمة تمر بمراحل فاصلة تتعرض فيها إلى تنازع بين المشروعات التى تدخل بها إلى المستقبل، فهناك المشروع الإسلامى وغيره من المشروعات الأخرى التى تثبت التجارب فشلها، حيث عاشت الأمة عقودًا من الزمن تحت فشل هذه الأنظمة. وأضاف البر - خلال بداية أسبوع عزة الإسلام أمس للتيارات الإسلامية بمجمع الفردوس بالدقهلية - أن المشروع الإسلامى الذى ندعو إليه يتميز بأنه من عند الله، ويرتكز على بناء الإنسان، الذى يقود قاطرة التقدم بكل موضوعاتها، فالإنسان هو من سيحقق كل النجاحات فى كل الميادين الاقتصادية والعلمية والتنموية، فعندما يكون الإنسان صالحًا سوف يصلح كل شىء تحت يده، وهذا أحد المميزات التى لا توجد فى أى مشروع آخر. وأكد البر – خلال اللقاء الذى شهده الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى - أن الإنسان الذى يصلى فى المسجد ثم يخرج فلا شك أنه سيقدم كل ما هو نافع للحياة، وقد رأت الأمة نموذجًا لهؤلاء الذين خرجوا من البادية والصحراء، لكنهم أقاموا حضارة قادت الأمم، محذرًا من أصحاب المشروعات الأخرى الذين يزينون الباطل، ويلبسون الحق بالباطل، بقولهم إننا يجب أن نعظم الدين بألا يدخل فى السياسة، وظاهر الكلام أنهم يريدون تقديس الدين، وهذا خبث، لأنهم يريدون عزل الدين عن الحياة، وهذا لا يعقل فقد جعل الماء والصابون ليطهر الثياب لا أن نضعه لنتفرج عليه. وأضاف البر، أننا بهذا التطبيق للمشروع الإسلامى نتعبد إلى الله ونحقق الحضارة الحقيقية، وفيه منفعة للناس باعتباره قربة من الله، وهذا ما يميز المشروع الإسلامى الذى يبنى الإنسان، لأنه هو من يقوم بالإصلاح المطلوب. وحذر الشيخ محمد حسان من الأزمة الحالكة التى تحياها مصرنا التى يراد من خلالها أن تحرق البلد، وأن تغرق سفينة المجتمع بأسره، هذه الفتنة لا تصيب الذين يشعلون نيرانها فحسب، ولا تصيب أولئك الذين يحرضون عليها فحسب، بل ستصيب الصالحين أيضًا، الذين ينظرون إلى المحن والفتن ويهزون أكتافهم وكأن الأمر لا يعنيهم من بعيد أو قريب ما داموا هم راضين عن حالهم مع الله عز وجل، بل ستغرق السفينة بكل من يركبها بسكان المجتمع كله بمسلميه وأقباطه بصالحيه وطاليحه. وأضاف حسان، أن هناك قلة قليلة لا يجوز أبدًا أن تختزل مصر كلها، وأن تجر مصر كلها وراءها إلى الخراب وإلى الدمار، تلك القلة التى لا تتأدب من آية ولا تحترم حديثًا ولا تجل عالمًا، فهى لا ترى إلا نفسها، بل تعتقد أن كل من يتكلم على الساحة لا يعرفون، بل هم وحدهم هم الذين يفهمون، وعيب على الملتحين أو الإسلاميين أن يتحدثوا فليسوا من حقهم أن يتكلموا، وعليهم أن يظلوا محبوسين فى دورات المياه لأن وظيفتهم فقط تعليم الناس لآداب قضاء الحاجة فحسب. وأشار حسان إلى "أننا لا نقبل على الإطلاق أن تكون المؤسسة الرسمية دولة داخل الدولة، لابد أن تفتح المساجد والكنائس وتفتش والمساجد والكنائس، لكن المجاملة الكاذبة لن تحل المشكلة، ويجب أن يكون الكل أمام القانون سواء، الكل يحاسب بكل عدل وإنصاف. وحذر حسان من وسائل الإعلام، قائلاً "يسألونك عن الإعلام، قل هو أذى، إعلام الإثارة وثقافة الضجيج، ولا تزال الفضائيات المحرضة والفرقة الماسية، التى تنتقل من فضائية إلى أخرى تحرض وتشعل النيران، لا يجوز الآن لأى عاقل يتقى الله فى البلد أن يحرض، وأنا أعد التحريض أخطر من أولئك الذين ينفذون ويحرقون، لأن المحرض خبيث النية، أما هذا الشاب المتحمس المنفعل فذلك من منطلق أن شيخه أو قسيسه دعا إلى هذا الفعل نصرة للدين، أما المحرض بكلمة خبيثة يشعل النيران ويغرق سفينة المجتمع يقينًا، فنحن نريد الحكمة والإعلان بالتثبت والتأنى ويأيها الذين آمنوا إذا سمعتم كلمة من وكالات الأنباء والفضائيات فتبينوا". وأكد أن هذه القلة تنفذ أجندات معروفة للداخل والخارج ولم يعد الأمر سرًا، فمبلغ 800 مليون دولار ألقيت فى مصر، وينبغى أن نكون عقلاء ولا ينبغى لأهل مصر أن يخدعهم أحد ولا ينبغى أن نترك مصر لهذه القلة القليلة لتجرها إلى هذا الخراب وتغرق السفينة بكل من فيها. وشبه حسان مصر ببذور الزهور، تلك البذور التى توضع فى التراب ويوضع عليها الطين، لكنها لا تستسلم أبدًا، بل سرعان ما ترى هذه البذور تشق الأرض وتشد الجميع إلى شذاها وبهى منظرها، فهذا الشعب المصرى لا يستطيع أحد أن يدفنه أبدًا فى التراب ولا ينبغى لأحد أن يحول بينه وبين التعبير إلى الأبد، ولا ينبغى لهذا الشعب العبقرى أن يسمح لهذه القلة القليلة، وأنا أعنى القلة القليلة لتغرق سفينة المجتمع بأسرها". وأشار حسان إلى أن الفتنة الطائفية هى أكثر الملفات التى يستطيع أعداؤنا أن ينفذوا من خلالها إلى هذا البلد لتقطيع أوصاله، وتشتيت شمله، و لفت إلى تصريح رئيس الموساد "لقد استطعنا أن نشعل نار الفتنة الطائفية"، بل يوجد مشروع مقدم للكونجرس الأمريكى عرض تقسيم السودان العراق وفلسطين وتقسيم مصر إلى دولتين أو أربع دول ولن يتم ذلك إلا بإشعال الفتنة الطائفية.