أكد السفير المصرى فى واشنطن محمد توفيق أن العلاقات المصرية الأمريكية فى الوقت الراهن جيدة جدا رغم كل ما قد يقال من اختلافات فى بعض وجهات النظر بين البلدين، وأن الإدارة الأمريكية تحرص بشدة على دعم مرحلة التحول الديمقراطى التى تمر بها مصر حاليا، وعلى مساندة مصر اقتصاديا لعبور الفترة الانتقالية. وقال "إن جميع قنوات الاتصال بيم البلدين مفتوحة، وأن هناك تبادلا مستمرا للزيارات بين المسئولين فى البلدين، وهناك تنسيقا كاملا فى إطار من احترام سياسات وأولويات كل دولة، وأن السفارة المصرية فى واشنطن تسعى لتطوير دائرة العلاقات لتشمل مستوى منظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال فى البلدين من أجل تشجيع التبادل التجارى والاستثمارى ودعوة المستثمرين الأمريكيين للاستثمار فى مصر ، وبما يفيد الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى تنشيط التبادل الثقافى والتعاون فى مجال التعليم". وأضاف السفير المصرى - خلال استقباله للوفد الإعلامى المصرى المرافق لبعثة طرق الأبواب التى تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بمصر برئاسة جمال محرم إلى واشنطن - "إن هناك ثوابت راسخة فى العلاقات المصرية الأمريكية تعتمد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون التدخل فى السياسات الداخلية". وأشار السفير إلى أن الإدارة الأمريكية تدعم موقف مصر لدى صندوق النقد الدولى من أجل الحصول على القرض الذى تطلبه مصر من الصندوق، مؤكدا أن مساندة الولاياتالمتحدة للاقتصاد المصرى تتضح من خلال تخصيصها لمبلغ مليار دولار من أجل عبور الاقتصاد المصرى من الأزمة التى يمر بها بعد ثورة يناير، منها 450 مليون دولار تم الاتفاق على تقديمها نقدا على مرحلتين: الأولى تم صرفها بمبلغ 190 مليون دولار، والثانية بمبلغ 260 مليون دولار فى انتظار التوقيع على قرض الصندوق، وجارى حاليا التفاوض بشأن مبلغ ال 550 مليون دولار الأخرى. وأكد السفير محمد توفيق أن حجم الاستثمارات الأمريكية فى مصر يتجاوز 12 مليار دولار وأن هذه الاستثمارات لم تخرج من بعد الثورة، بل تمت زيادتها، لأن المستثمر الأمريكى يدرك مدى أهمية السوق المصرى الذى يتميز باتساعه، وبالفرص التصديرية والمزايا التى توفرها الاتفاقيات المصرية مع دول الاتحاد الأوروبى والأفريقية والدول العربية. وحول المساعدات الأمريكية لمصر والأصوات التى تنادى بقطعها، قال "إن هناك اتفاقا داخل الكونجرس والإدارة الأمريكية على ضرورة استمرار هذه المساعدات، وخاصة المساعدات العسكرية التى تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا". وحول مدى الجدية فى محاولات استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، قال "إن هناك محاولات لإحياء هذه المفاوضات مرة أخرى، إلا أن هذه المحاولات لم تتبلور حتى الآن". وبشأن الجهود المبذولة لاستعادة مصر للأموال المهربة للخارج، قال السفير محمد توفيق "إن هناك تنسيقا كاملا بين الحكومة المصرية والإدارة الأمريكية فى هذا الشأن، وأن الإدارة الأمريكية عينت خبيرا مقيما فى سفارتها بالقاهرة من أجل التواصل والتعاون فى هذا الأمر"، مؤكدا أن استعادة هذه الأموال تحتاج إلى إجراءات مصرفية وقانونية معقدة وطويلة. وحول مشاعر أقباط المهجر بعد أحداث الكاتدرائية، قال السفير محمد توفيق "إن أقباط المهجر مصريون لا تختلف مشاعرهم عن المصريين المقيمين فى مصر، فهم يدركون محاولات الفتنة والتربص بالوطن، ولأن مشاكل الأقباط فى مصر تتطلب التعامل معها بطريقة أكثر عمقا، وأن أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة هى تأصيل المواطنة وانتهاج الطريق الديمقراطى". وحول زيارة الرئيس مرسى للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس باراك اوباما، قال" إن هذه الزيارة ستأتى فى الوقت المناسب ووفقا لجدول أعمال الرئيسين"، مؤكدا أن هناك رغبة من جانب الطرفين لإتمام هذا اللقاء فى أسرع وقت. وحول الموقف الأمريكى من عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال" إن الإدارة الأمريكية بدأت تحركات جديدة لحث الأطراف على استئناف عملية السلام من جديد"، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتم التوصل إلى أى اتفاق للسلام بدون وجود مصر، باعتبارها دولة رئيسية ومحورية فى المنطقة، وهى التى ترعى هذا الملف، مؤكدا أن مصر ستعمل على تنفيذ ما يراه الفلسطينيون لصالح حل قضيتهم. وقال "إن لجنة المتابعة العربية ستجتمع فى واشنطن خلال أيام وستشارك فيها مصر من خلال محمد كامل عمرو وزير الخارجية"، مشيرا إلى أن مصر تؤمن بضرورة إقامة السلام العادل والشامل فى منطقة الشرق الأوسط وفقا للمبادرة العربية. وأضاف "أن مصر تسعى لإتمام المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وتبذل جهودا متصلة فى هذا الشأن". وحول كيفية تعامل مصر مع الجانب الإسرائيلى من أجل استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، قال "إن مصر لديها اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلى وتحترم كافة تعهداتها والتزاماتها الدولية ، وأن مصر ستظل دولة محورية وكبيرة ذات ثقل كبير فى منطقة الشرق الأوسط، وقد برز ذلك جليا خلال الهجوم الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، ونجاحها فى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وحول رؤية الإدارة الأمريكية لمحاولات استعادة العلاقات المصرية الإيرانية، قال السفير" إن علاقات مصر بالدول المختلفة شأن مصرى، وأن مصر تعمل على إيجاد توازن فى علاقاتها مع جميع الدول"، مؤكدا أن مصلحة مصر العليا هى التى تحكم علاقاتنا مع أى دولة وليس لأى طرف من الأطراف أن يعلق أو يحدد لمصر سياستها الخارجية. وبشأن أوضاع الجالية المصرية بالولاياتالمتحدة، قال "إن هناك تواصلا مستمرا بين السفارة وأبناء الجالية، وأن هناك حملة لتسجيل المصريين المقيمين بالولاياتالمتحدة حتى يسهل التعامل مع مشاكلهم والعمل على حلها"، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تنظيم بعثات لاستخراج بطاقة الرقم القومى للمصريين المقيمين بالولاياتالمتحدة من أجل تيسير مشاركتهم فى التصويت خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل