أكد خبراء اجتماع ل "المشهد" أن الاحتفال بذكرى اكتوبر دائما ما كان يقتصر على الشخصيات الرسمية للدولة فقط دون ان يشعر المواطن البسيط بقيمة هذا النصر، مشيرين إلى أن المواطن ظل حبيسا للأغانى الوطنية التى كانت تذاع للرئيس فقط فى احتفال يحضره كبار رجال الدولة, وظل المواطن حبيسا بين همومه الاجتماعية والاقتصادية. وأكد الخبراء انه لا يمكن استعادة روح اكتوبر فى التوقيت الحالى نتيجة الظروف السياسية التى تتميز بالاختلاف واحيانا التشابك الآن. اكدت الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية انه لو استرجعنا ما كان يحدث سابقا من احتفالات اكتوبر نجد ان المواطن البسيط والعادى كان لا يشعر من داخله باحتفال ذكرى اكتوبر, فهو كان مقتصرا على الاحتفالات الرسمية للحكومة من خلال الاحتفال الذى يحضره الرئيس السابق وكبار معاونيه وتنقله وسائل والاعلام. وقالت كريم: "اننا لو تحدثنا مع شباب اليوم قد لا نجد لديهم اى تأثر بذكرى اكتوبر فالشباب لم يكن يحتفل بها طوال السنوات الماضية". مشيرة الى "ان الانسان عادة ما يحتفل بالشىء او الامر المقتنع به". وابدت كريم خوفها من ان تحدث بعض الامور غير الجيدة فى ذكرى اكتوبر او حدوث مصادمات فى الشارع المصرى موضحة ان الشباب اختار يوم 25 يناير وهو يوم عيد الشرطة, مشيرة الى ان هناك حالة من الانتقادات الموجهة الى اداء المجلس العسكرى فهو يسن القوانين دون الرجوع الى مطالب القوى السياسية والتى كثيرا ما تجد حالة من الاعتراض الشديد من القوى السياسية والحركات لانها لاتعبر عن مطالبهم والادلة لدينا كثيرة مثل تمديد العمل بقانون الطوارئ وتأخر المجلس فى اصدار قانون الغدر والذى يتيح عزل كافة قيادات الحزب الوطنى المنحل ناهيك على ان المجلس العسكرى ليس رئيس الجمهورية لكى يقوم باصدار القوانين فهذه مسئولية وزارة العدل. واشارت الى ان ثورة 1952 عزلت كافة قيادات العهد السابق، حتى يمكن ممارسة الحياة السياسية بطريقة صحيحة، مشيرة إلى أننا لا نريد ان نعطى لفلول الحزب الوطنى فرصة اعلامية للظهور والضحك على عقول المشاهدين مرة اخرى. وقالت كريم إن الاعلام يلعب دورا خطيرا فى حدوث الفتنة بين الفكر الثورى وافكار قديمة لبقايا الحزب المنحل بما يتسبب فى حدوث تذبذب لدى المشاهدين، لاسيما ان نصف المجتمع المصرى يعانى من الامية. وعلى جانب آخر، اكد الدكتورعلى ليلة استاذ علم الاجتماع بكلية الاداب جامعة عين شمس ان حرب اكتوبر كانت حدثا كبيرا فى ظل حياة مظلمة تماما خلقت حياة جديدة. اما ثورة 25 يناير فهى حالة ومرحلة مختلفة. فالاول كان يركز على الروح المصرية ودورها فى محاربة الاستعمار ونجد ايضا ان اى ثورة من الطبيعى ان يحدث بعدها حالة من التشرذم والتششت وخاصة ان هذه الثورة بلا قائد فلقد قام بها مجموعة من الشباب. وقال: "إننا في ظل مجمتع يشهد يوميا حالة من "الحوار والتفاعل والاختلافات" الى ان يصل الى هدفه, وبالتالى فنحن فى اشد الحاجة الى تصحيح المسار الثورى". وأضاف: "اننا اصبحنا نناقش الأمور بصراحة وحرية مطلقة عكس ما كان يقال من اقاويل كاذبة حول "مناخ الحرية الزائف". وقال: "هناك شمس جديدة ظهرت على المجتمع المصرى وبالتالى فلابد ان تحدث تباينات".