* آخرون عنوان المقال يشير الي زبيبة الصلاة حتي ندخل الي الموضوع مباشرة. ادعو القارئ الي التوقف قليلا ومحاولة استعادة ان كان لاحظها علي جبين غير مصري : هل استطعت استعادة صورة سعودي او خليجي لديه زبيبة علي جبينه؟ اثناء العمرة وانت تري المسلمين من آسيا ( للعلم اندونيسيا اكبر بلد اسلامي عددا في العالم ) هل كانت الزبيبة ترصع جباههم؟ وانت تتسوق في اسطنبول وتري الاتراك يستجيبون الي اذان الصلاة ؛ هل حدث ان استرعي نظرك ان بياضهم مزين بدكانة زبيبة صلاة؟ الاجابة في معظم الاحوال مؤكد ستكون لا ! حسنا فما التفسير اذا؟ هل المصريين اكثر تقوي وورعا من باقي مسلمي الارض؟ وان كانوا كذلك فهل رجال المصريين هم الاتقي دون نسائهم الذين لا تظهر لهم الزبيبة المميزة؟ هل التقوي والسيمات التي علي الوجوه ( ان كانت الزبيبة تلك السمة ) موقوفة علي الرجال دون النساء؟ ولنذهب ابعد من ذلك قليلا فنطرح سؤالا بسيطا : هل ورد لنا في وصف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام او اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم ما يشير الي ان كان لهم زبيبة من اثر السجود؟ يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم :: ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) الفتح/آية 29 ؛ وللاسف اختصر البعض منا تفسير الاية ليكون في صورة زبيبة علي الجبهة بدلا من ان تكون علامة الصلاة والسجود في الوجه نور وبشاشة وابتسامة من يعرف ربه ويستكين الي قربه من الله سبحانه وتعالي. للاسف هذا هو زمننا الذي يجعل البعض يحول الدين الي مظاهر دون جوهر ويجعل علامة قد يحدثها حك مقصود في سجدته هي المحك في ورعه بدلا من ان يستمسك بمبادئ وقيم اسمي تجعله مثلا يحتذي وتحبب غيره فيما وصل اليه. الاية الكريمة واضحة في ان السيمات تضئ الوجوه وتنيرها وليست باصابة في الجبين. الزبيبة ليست ختم بان صاحبها منفذ لتعاليم وقيم الدين ان لم يحول ورعه وتمسكه بعباداته الي اسلوب حياة يترفع فيها عن الاذي وخلط الحق بالباطل. الدين معاملة وليس مظهر او ملبس؛ الدين ان لا نكذب ولا ننافق ولا نفجر في العداء والاستعداء . الدين هو كل هذا بجانب تأديتنا لعباداتنا لله سبحانه وتعالي دون تقصير او كسل او كلل. الدين ليس مظاهر او تظاهر ؛ والاكيد ان الزبيبة ليست بعلامة ولا هي بحل ! للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك https://www.facebook.com/rowayatmasryahishamelkheshen * رأي مصدر الخبر : البداية