* سوريا سكاف : الطفلة السورية التى لم تتجاوز السادسة تحفر بيدها قبر أخيها باكية : خلص اطلع .. ما عاد بدي ألعب طميمة * البداية كتبت - إيمان عادل: وصفت الفنانة السورية مي سكاف الوضع في سوريا تحت حكم بشار الأسد بأنه «طفل بلا رأس، ومسجد بلا مأذنة، ومشفى بلا طبيب، ومريض بلا دواء، وشتاء بلا موقد، وليل بلا كهرباء » وأضافت « هنا سوريا... حيث كل شيء مبتور» . كانت سكاف قد تم اعتقالها فى مطلع أغسطس 2011بتهمة معارضة النظام وتشكيل جمع من المثقفين للمطالبة بمعاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري ، والسماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث فى البلاد بحرية كاملة . وحكت « سكاف» بمقالها الأخير بمجلة الغاوون الثقافية 6 مشاهد من مسلسل الدم السوري بداية من معاناة الأطفال فاقدي ذويهم ، ومرورا بتنكر السوريون لمفهوم المواطن الواحد والتورط فى العصبية والنعرات ، وانتهاءا بتحول سوريا إلى دار أيتام باتساع وطن . تقول سكاف فى مطلع مشاهدها : " طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر رأيتُها تحفر بيديها أحد القبور الحديثة وهي تقول باكية: «خلص طلاع... ما عاد بدي ألعب طميمة»! وأضافت : سألتُ والدها عن السبب قال لي أراد ابني أن يخرج من البيت، لكن أخته هذه منعته، فهي متعلِّقة به كثيراً، وكلما همَّ بالخروج راحت تبكي لتمنعه. فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة، فعرض عليها أن يلعبا «طميمة»، فقبلت، ولعبا سوية: هي تغمض عينيها وهو يختبئ، هنا استغل الفرصة وخرج من المنزل. فتحت عينيها وبدأت بالبحث عن أخيها، لكن دون جدوى .. وما هي إلا لحظات حتى رنَّ جرس هاتفي ظاهراً عليه اسم ابني، فتحتُ الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج وصوت رجل غريب يخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر. شيّعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي وهو محمول على الأكتاف فنادته فلم يجبها، فقالت لي: «بابا وين آخدينو لأخي»؟ فقلت لها في حيرة: «رح ناخدو حتى يتخبّى منشان تكملو لعبة الطميمة» فقالت: «بس أنا ما عاد بدّي إلعب». وأثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري وقالت لي هامسة: «يالله خلّيه يتخبّى»! ومن يومها وهي تطلب منا كل يوم أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخاها قد اختبأ هنا وهي تقول له: «يا متخبّي احفير وطلاع »! وتروي سكاف مشهدا آخر عن غزارة الثلج فى سوريا معتبرة أن كل البياض الذي يغطي جبال سوريا جزء من بياض قلوب الشهداء ، الذي لم تحتمل السماء ثقله ، فتقول : لم تحتمل السماء ما صعد إليها من بياض قلوب الشهداء، فأعادته ثلجاً بهذه الغزارة إلى الأرض. واعتبرت أن القتل اليومي في سوريا حوّل سوريا بأكملها إلى دار أيتام فتحكي : لم نحلم يوماً بدار للأيتام بحجم وطن. وعن الموت فى مخيم الزعتري والعصبية تقول :ليس الموت هو ما يؤلم في مخيم الزعتري الآن، بل المؤلم هو تنكُّر الإنسان لأخيه الإنسان، فما أشبهنا اليوم بأخوة يوسف عندما تركوه وراء ظهورهم في الجبّ. Tags: * سوريا * الثورة * الأسد * بشار مصدر الخبر : البداية