* العرب والعالم تستعد الكويت لإنشاء جسر الشيخ جابر الأحمد الذي يعد واحدا من أكبر الجسور فوق سطح الماء في العالم بكلفة 738 مليون دينار (2.6 مليار دولار) وذلك بعد سنوات من تراجع الإنجازات في مجال البنية التحتية. وبينما يعتبر المسؤولون الحكوميون الجسر مشروعا استراتيجيا ينتقد مراقبون ارتفاع كلفته ويخشون من تداعيات بيئية سلبية في مياه الخليج. ويهدف الجسر الذي يبلغ طوله 36 كيلومترا ويصل بين ميناء الشويخ الواقع على مقربة من العاصمة ومنطقة الصبية الجديدة في الشمال إلى تخفيف حدة الإزدحام في المنطقة المحيطة بالعاصمة وتسهيل الحركة التجارية لاسيما لمنطقة الشمال التي ترغب الحكومة في التوسع العمراني بها. وينظر المسؤولون الكويتيون لهذا الجسر الذي من المقرر أن يبدأ العمل الفعلي به في غضون أشهر باعتباره مشروعا استراتيجيا يمكن أن يساهم في تعظيم فرص الدولة النفطية الخليجية في استعادة دورها كمركز مالي وتجاري في المنطقة خاصة في ظل التقدم الكبير الذي تحققه دول خليجية أخرى مثل قطر والإمارات العربية المتحدة. ووفقا لأرقام وزارة المالية الكويتية فقد حققت الكويت فائضا قدره 14.7 مليار دينار (52.2 مليار دولار) خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة المالية الحالية 2012-2013 التي بدأت في ابريل وذلك بفضل ايرادات النفط القوية. ورغم تزايد الفوائض المالية الناتجة عن بيع النفط إلا أن سجل الإنجازات في الكويت في السنوات الست الأخيرة في مجال التنمية يعد ضعيفا بسبب التوترات السياسية الداخلية. ويقول مراقبون إن الحكومة لم تحقق تقدما كبيرا في تنفيذ خطة التنمية التي أقرتها في سنة 2010 والتي تتضمن مشاريع تقدر كلفتها بثلاثين مليار دينار حتى 2014. وجاء توقيع عقد تصميم وبناء وصيانة جسر الشيخ جابر في نوفمبر الماضي بين وزارة الأشغال العامة وشركة هيونداي للهندسة والانشاءات الكورية الجنوبية والشركة المشتركة الكويتية ليخطو بهذا المشروع خطوة للأمام رغم الأجواء غير المواتية المحيطة به. وقال عبد العزيز الكليب وكيل وزارة الأشغال العامة لرويترز إن مشروع جسر الشيخ جابر "هو أكبر مشروع وقعناه في تاريخ الوزارة.. إنه مشروع استراتيجي للغاية. اننا نتحدث عنه منذ فترة السبعينات." ويهدف المشروع الذي سيستغرق العمل فيه خمس سنوات إلى اختصار المسافة بين ميناء الشويخ ومنطقة الصبية إلى 36 كيلومترا بدلا من 104 كليومترا. كما يتخوف مراقبون من أن يكون للجسر تداعيات بيئية سلبية في مياه الخليج التي تعاني فيها الكائنات البحرية من نسب مرتفعة من التلوث بسبب الحركة الدائمة لناقلات النفط. لكن الكليب قال إن المشروع خضع لدراسات دقيقة من قبل المستشار في كل جوانبه الاقتصادية والبيئية كما أن الشركة الفائزة بالمناقصة ملزمة بتقديم دراسة بيئية تفصيلية حول المشروع قبل بدء العمل فيه. Tags: * الكويت * أكبر الجسور البحرية * الخليج العربي مصدر الخبر : البداية