تعقد الهيئة السياسية ل «الائتلاف الوطنى» للمعارضة السورية اجتماعاً فى القاهرة غداً (الخميس) وصفته مصادر قريبة من المجتمعين بأنه سيكون «حاسماً» لجهة اتخاذ قرار بشأن المبادرة التى أطلقها رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب، والتى قال إنه قرر تمديد المهلة التى منحها للنظام للتجاوب معها، بعد أن حدد نهار الأحد الماضى مهلة نهائية لها. وأعلنت مفوضة حقوق الإنسان فى الأممالمتحدة نافى بيلاى، أمس، أن عدد قتلى الحرب فى سوريا يقترب من 70 ألف شخص، ودانت إخفاق مجلس الأمن فى الاتفاق على تحرك لوقف العنف، وكانت بيلاى أعلنت الشهر الماضى أن عدد القتلى وصل إلى 60 ألفاً. وفيما تستمر الاتصالات بين أطراف «الائتلاف» و"المجلس الوطنى" للتوصل إلى توافق على مبادرة الخطيب، أكد رئيس «المجلس» جورج صبرا، فى اتصال مع «الحياة» من لندن، أن هناك تحفظات كثيرة عن المبادرة، وقال إن أى تجاوب مع الدعوة التى وجهها وزير المصالحة الوطنية السورى على حيدر للقاء الخطيب فى جنيف سوف يخضع للقرار الذى سيتخذ غداً فى اجتماع القاهرة. وكان وزير الإعلام السورى عمران الزعبى أكد أن أى حوار مع المعارضة لإنهاء الأزمة يجب أن يجرى على الأراضى السورية. واتهم صبرا أجهزة النظام السورى، بتدبير محاولة الاغتيال التى استهدفته مع قادة آخرين فى «المجلس الوطنى» عند عبورهم الحدود التركية مع سوريا، وقال إن بقاءهم لفترة داخل الأراضى السورية لتفقد أحوال اللاجئين هناك سمح للأجهزة الأمنية بمراقبة تحركاتهم. وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان أكد أن الانفجار الذى وقع عند المركز الحدودى بين تركيا وسوريا نتج عن تفجير سيارة مفخخة، وقتل بنتيجته 14 شخصاً من سوريين وأتراك. وقال إن الحكومة التركية «ستتخذ من دون تردد الإجراءات اللازمة» حين تتضح «ملابسات هذا الاعتداء بالكامل». من جهة أخرى صرح الناطق باسم «الائتلاف الوطنى» وليد البنى ل «الحياة» أن الاجتماع الذى سيعقد غداً سيقوم بصياغة مبادرة الخطيب بالشكل الذى يمكن طرحها من أجل الوصول إلى حل سياسى تكون نتيجته إنهاء نظام الأسد بكل مكوناته والانتقال بسوريا من الاستبداد إلى الديمقراطية. وقال إن المبادرة بعد إقراراها سيتم تقديمها إلى الشعب السورى وأصدقاء سوريا والمجتمع الدولى، خصوصاً مجلس الأمن. وكانت الهيئة السياسية ناقشت المبادرة فى اجتماع أخير لها فى القاهرة نهاية الشهر الماضى واعتبرتها اجتهاداً شخصياً للخطيب، وشددت على أن هدف أى حوار ينبغى ألا يتجاوز مبدأ «التفاوض حول رحيل النظام». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون مجلس الأمن إلى «دعم مبادرة الخطيب» وحض «السلطات السورية على إطلاق المعتقلين السياسيين وفعل كل ما يلزم لإطلاق الحوار السياسى وإطلاق الموقوفين وخصوصاً النساء»، وأشار بان، فى حوار فى مركز العلاقات الخارجية فى نيويورك، إلى أن «السوريين غير مستعدين للتحدث إلى بعضهم والنظام السورى لا يزال قمعياً كما كان»، وأضاف أن «الشعوب فى العالم العربى تريد تغييراً حقيقياً وليس تجميليا ولكن التجارب فى أماكن أخرى تبين أن الانتقال يمكن أن يتحقق، رغم أن طريقه مليئة بالحجارة». وكرر بأن دعوة الدول إلى وقف إرسال الأسلحة إلى كل الأطراف فى سوريا معتبراً أن «ليس هناك أى حل عسكرى ممكن للأزمة». وأعلنت القيادة المشتركة ل «الجيش السورى الحر» أنها ليست ضد مبادرة الخطيب «على رغم أنها ولدت ميتة»، وجاء فى بيان القيادة: إننا مع أى مبادرة تساعد على وقف قتل وهدر دماء السوريين.. علماً أننا على يقين أن النظام ومنذ اللحظة الأولى استعمل العنف والحل الأمنى والعسكرى». واعتبر البيان أن النظام «يلجأ الآن للاحتيال والخداع فى مسرحية هزلية للتفاوض بغية إفشال كل المساعى والجهود الدبلوماسية والإنسانية». ودعا إلى «توسيع التوازن الشعبى فى كل كتائب الجيش السورى الحر لتضم كافة مكونات المجتمع السورى القومية والإثنية والمذهبية لكى يكون الجيش الحر جيشاً لكل الوطن». على الصعيد الميدانى، استولى مقاتلو المعارضة أمس على مطار الجراح العسكرى فى محافظة حلب، ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد القادة العسكريين للمعارضة أنهم استولوا على طائرتين سليمتين من طراز «ميغ» وعلى كمية من الذخائر كما وجدت فى المطار 40 طائرة مقاتلة غير صالحة للخدمة. وقال إن الاستيلاء على هذا المطار يقطع طريق إمدادات النظام بين حلب ومناطق شرق سورية، خصوصاً فى محافظة الرقة. وهذه المرة الأولى التى تسقط طائرات حربية من طراز «ميغ» فى أيدى مقاتلى المعارضة منذ بدء النزاع فى سورية. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكرى الصغير فى ريف دمشق لكن الطائرات فيه لم تكن صالحة فيه للخدمة. كما استولوا فى 11 يناير الماضى على مطار تفتناز العسكرى فى محافظة إدلب الذى كان يضم مروحيات معظمها دمرت أو أصبحت خارج الخدمة. وأعلنت كتائب إسلامية بدء «هجوم واسع» على مطار النيرب العسكرى فى ريف حلب ومطار حلب المدنى ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. ويحاول مقاتلو المعارضة منذ أشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالإضافة إلى مطار منغ العسكرى فى ريف حلب. وقد أقفل مطار حلب الدولى منذ بدء هذه السنة أمام حركة الملاحة. وذكر بيان ل «الجيش السورى الحر» أن عناصر من لواء «عباد الرحمن» التابعة لألوية «أحفاد الرسول» اعترضوا موكب سيارات مصفحة فى منطقة برزة بدمشق كان يضم أربعة من كبار الضباط من الفرقة الرابعة فى الحرس الجمهورى التى يقودها ماهر الأسد ومرافقيهم، وتمكنوا من قتل العميد سعيد ظريفة رئيس أركان الفرقة الرابعة وهو أحد أصدقاء ماهر الأسد ومن الضباط الذين أشرفوا على عملية تدمير حى باب عمرو فى مدينة حمص. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل