هداف قدير، حير الخصوم وأتعب المدافعين وأرهق الحراس.. كان وسيظل علامة بارزة، ولا يمكن أن تنسى في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية والعربية، فلم تحظ ملاعب الكرة المصرية بجمال وشرف أن يتكرر قدوم لاعب موهوب بحجم ووزن وقيمة محمود الخطيب نجم النادي الأهلى، ومنتخب مصر. ولد الخطيب في قرية قرقيرة، التي تبعد عن القاهرة مسافة 110 كيلومتر، انتقل الطفل الصغير مع أسرته إلى القاهرة ليعيش، في عين شمس، لعب الكرة كثيرا وطويلا، لعبها بدرجة من الإتقان والبراعة جعلت كل من يراه يشهد له بالعظمة ويتنبأ له كذلك بمستقبل كبير وغير محدود.. انضم الخطيب إلى نادى النصر بمصر الجديدة. ولد عاشقا للفانلة الحمراء ونجومها الذين كان يحرص على مشاهدتهم والذهاب لكل المباريات التي يلعبونها، ولذلك كان من الطبيعي - عندما اشتد الصراع بين الأندية عليه - أن يذهب إلى النادى الأهلى، إلا أنه واجهته مشكلة صعبة للغاية بعد رفض نادى النصر - الذي كان يلعب له - الاستغناء عنه، وظلل الخطيب يتدرب في الأهلى لمدة عام كامل حتى وافق مسئولوا نادى النصر على الانتقال وكان عمر الخطيب 16 سنة فقط. اسم الخطيب صار علي كل لسان عندما شارك مع فريقه في الفوز على شباب نادي الزمالك7/1 وسجل وحده ثلاثة أهداف، ثم صعد للفريق الأول ليلعب أولى مبارياته الرسمية أمام نادي البلاستيك في 15 أكتوبر عام 1972، وفى نفس المباراة سجل أول أهدافه على الإطلاق ومن بعد هدف البلاستيك توالت الأهداف في الدورى حتي وصلت عند يوم اعتزاله إلى 108 هدفا سجلها في 199 مباراة عبر 17 سنة متصلة من اللعب والتألق. لعب الخطيب طوال حياته الكروية 266 مباراة، منها 199 في الدورى و18 فى كأس مصر و29 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى، و20 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.. وصل إجمالى أهداف الخطيب إلى 154هدفا. حصل الخطيب على العديد من الألقاب وهى لقب أحسن لاعب، ولقب أحسن هداف، ولقب أحسن أخلاق حيث لم يحصل طوال حياته الكروية الطويلة إلا على إنذار واحد فقط، كما كان اللاعب المصري الوحيد الذي يحصل على الكرة الذهبية عام 1983. اختير عضوًا في اللجنة الدولية للعب النظيف بعد أن خاض 450 مباراة محلية ودولية دون أن يحصل على عقوبة واحدة، وفي عام 2007 اختاره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) للمركز الثاني في قائمة أفضل 30 لاعبا في تاريخ الكرة في أفريقيا، كما تم اختياره سفيرًا للنوايا الحسنة، وسفيرًا للكرة العربية والأفريقية والمصرية. جاءت اللحظة التي لم يكن يتمناها ملايين المصريين الذين عشقوا هذا اللاعب.. إنها لحظة الاعتزال مباراة تجمع فيها أكثر من 120 ألف متفرج ملأوا جنبات استاد القاهرة، بالإضافة إلى مثلهم أو أكثر خارج الاستاد، وعندما جاءت اللحظة القاسية والخطيب يريد أن يقول كلمات الشكر والعرفان... إذا بالجماهير تنادى على "بيبو" وتقول: "لا يا بيبو لا.. لا يا بيبو لا". من المشهد الأسبوعى