تمكنت قوات الجيش من فرض سيطرتها بالكامل على المناطق المجاورة للسفارة الإسرائيلية بعد وصول تعزيزات اليها ، حيث طاردت المتظاهرين حتى منطقة بين السرايات واستطاعت تفريقهم بعد اعتقال عشرات منهم ، فيما توجهت قوات أخرى إلى شارع مراد وأجبرت المتظاهرين على الفرار، وبذلك تكون قد انهت يوما غير مسبوق من المواجهات مع المتظاهرين الذين تمكنوا مساء أمس من هدم الجدار المحيط بالسفارة الإسرائيلية ، واقتحام مقر السفارة نفسة وافراغه من الأوراق والمستندات التي امتلأت بها المكاتب ، وتم نثر آلاف الأوراق في الشارع من نوافذ السفارة ، وفي وقت لاحق حاول المتظاهرون اقتحام السفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة المواجهة لها. وأدت المواجهات الصباحية التي استخدم فيها الطوب ضد قوات الجيش ،التي حاولت تفريقهم بالغازات المسيلة للدموع ثم بإطلاق الرصاص في الهواء ،إلى مقتل متظاهر وإصابة ضابط جيش ونحو عشرة من جنود الأمن المركزي إضافة الى عدد غير معروف من المتظاهرين . وأحرقت خلال الأحداث عدة سيارات إثر اشعال النيران في مدرعة للأمن المركزي ما أدى إلى انفجارها ، كما أحرقت في وقت لاحق سيارة (بوكس) للشرطة وأشعلت النيران في كشك للمرور يقع خلف مديرية أمن الجيزة. ويعتقد أن قوات خاصة من الجيش تمكنت من طرد المتظاهرين الذين اقتحموه وتحفظت على مابقي من مكاتب وأثاث وتجهيزات في السفارة الإسرائيلية ، ومن المرجح أن يكون الدبلوماسيون الإسرائيليون نقلوا في وقت سابق أهم الأوراق والمستندات إلى مكان آخر ، حيث عثر على وثيقة تسمح للأمن المصري بالمشاركة في حراسة السفارة ودخول مقرها إذا ما استلزم الأمر. وفي المواجهات الليلية قتل متظاهر وأصيب العشرات ، حيث جرى نقل المصابين إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة ومستشفى أم المصريين . وكانت الأحداث العاصفة قد بدأت عصر أمس بعدما توجه آلاف من المشاركين في جمعة "تصحيح المسار" من ميدان التحرير إلى مقر الوزارة. ورغم أن اقتحام السفارة الإسرائيلية حظي بقبول شعبي إلا أن احتكاك المتظاهرين بالشرطة ومحاولتهم اقتحام السفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة أحدث جدلا واسع النطاق ، فقد اتهمت وزارة الداخلية جهات خارجية بتدبير الأحداث وتنصلت حركة 6 ابريل والجبهة الوطنية للتغيير منها معربتين عن حزنهما ، فيما اتهم آخرون أنصار النظام السابق بمحاولة إفساد الوجه الناصع للثورة ، وادعى ناشط سياسي يعيش بالخارج هو العقيد عمر عفيفيأن لديه "معلومات" تشير إلى تدبير عملية اقتحام السفارة من قبل جهاز المخابرات المصري وجهاز الموساد الإسرائيلي.