أكد القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم جوزيف استافورد ، عدم وجود أي اتجاه أو دعم داخل الادارة الامريكية لتدخل عسكري لاسقاط نظام الحكم أو تقسيم جديد يحدث في السودان ، مبينا احترام حكومته لسيادة السودان على أراضيه. أشار استافورد في اللقاء الدوري للاتحاد العام للصحفيين السودانيين حول (مستقبل العلاقات السودانية الامريكية ما بعد الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما) ، إلى التزام حكومته بمحاولة تحسين العلاقات مع الخرطوم بالرغم من التحديات التي تواجهها . نفى استافورد بشدة وجود أى اتجاه داخل الادارة الامريكية للتدخل العسكري في السودان لاسقاط نظام الحكم وتقسيم السودان إلى دويلات صغيرة . وأوضح أن الهدف من اجراء الحوارات مع الحركات المتمردة هو ابتكار حل سياسي يقرب من وجهات النظر واقناعهم بضرورة الالتحاق بركب السلام ، مؤكدا تقديم حسن النية من الادارة الامريكية للسودان بالتعاون في المجال التعليمى بجانب منح شركة أمريكية تصديقا للعمل في مصنع سكر "النيل الابيض" في دلالة على اتجاه قوي في طريق تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين . من جانبه ، وجه الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ربيع عبد العاطي انتقادات لاذعة للسياسة الأمريكية تجاه السودان ، واصفا إياها بالعدائية والمتسلطة، مشيرا إلى أن العلاقات الأمريكية بالسودان تحكمها الاستراتيجة الداخلية لأمريكا والتي لا تتأثر بقدوم أو ذهاب رئيس . أضاف أن العلاقات بين البلدين شهدت تحسنا طفيفا لأن الادارة الأمريكية كانت تنتهج سياسة الوعود (الجزرة) وأي رئيس يحاول أن يغير مسار العلاقات للأفضل تقابله موجة حادة من الانتقادات من قبل الديمقراطيين المسيطرين على نظام الحكم. أشار عبدالعاطي إلى أن السودان حتى الآن لم ينهر بسبب العقوبات الأمريكية عليه مما أثار حفيظة النواب الديمقراطيين في البيت الابيض والكونجرس فقاموا بوضع سياسة جديدة تهدف إلى إضعاف السودان لكي لا يصبح دولة اقليمية ذات عمق استراتيجي للدول العربية لتستمر أمريكا وحليفتها إسرائيل بالسيطرة على العالم. أكد أن الاجتماع الذي تم بين أوباما والنواب الديمقراطيين أسفر عن الاعتراف بالفشل الدبلوماسي في السودان واستخدام الحلول الاخرى بجانب تطبيق مقاطعة عالمية عليه ، والسعي إلى خلق منطقة مغلقة في جنوب كردفان وعدم السماح للطيران السوداني بالتحليق فيها ، واجتياح كامل للقوات الامريكية للسودان ، والضغط بواسطة المحكمة الجنائية لتقييد حركة المسئولين السودانيين خارجيا ، وتقسيم السودان إلى دويلات صغيرة. قال الخبير السوداني أن حال العلاقات الامريكية السودانية لن ينصلح إلا إذا ابتعدت أمريكا عن التدخل في الشئون الداخلية للسودان وعدم التعامل معه بالازدواجية . من ناحيته ، قال السفير محمد عبدالله مدير ملف العلاقات السودانية الامريكية بوزارة الخارجية إن النظام الامريكي قائم على التعبئة ومنذ التسعينيات من القرن الماضي قامت حملات كبيرة ضد السودان أفرزت وشكلت صورة ذهنية سلبية عن السودان في عقول الشعب الامريكي . أوضح أن المنظمات المدنية الأمريكية المعادية للسودان لديها مصداقية وثقل جماهيري كبير وسط الشعب الامريكي والادارة الامريكية تهابها لذلك تنفذ وتدعم أي قرارت تأتي منها ، مشيرا إلى أن الادارة الامريكية تربط علاقتها مع السودان بقضاياه الداخلية .