الأبنودى: لو كان باخ وموزارت حيين لنعيا الموسيقار الكفيف الراحل قال فى آخر مكالمة "لما الإخوان مش قد وعودهم.. بيحكموا البلد ليه" كما كانت مصر على موعد مع أحداث دامية أمام قصر الاتحادية، كانت أيضا مع موعد فني حزين .. مات عمار الشريعى .. مات بعد عمر قضاه غواصا فى هذا العالم، وأحد أهم صانعى الموسيقى الشرقية فى القرنين العشرين والحادي والعشرين ، ولكن عمره لم يكن مديدا فلم يعش سوى 64 عاما فقط قضى معظمها في ميدان الابداع. "باخ" و"موزارت" لو كانا حيين لنعيا الرجل الكفيف الذي لم نسمع ونرمنه سوى كل فن رائع .. صديق عمره وثاني اثنين .. الشاعر القدير عبد الرحمن الأبنودي نعاه أيضا .. الأبنودي هنا يتحدث عن عمره وزمنه وحياته الفنية.. مسيرة طويلة قضاها الاثنان حتى وصلا إلى ما هما فيه .. ولذا أيضا ليس غريبا أن يكون الإتصال الأخير بينهما منذ ثلاثة أيام فقط كما أكد الشاعر الصعيدي لالنشرة الفنية" قائلا: "تلقيت مكالمة من عمار قبل ثلاثة أيام في منتصف الليل، على الرغم من أنه لم يعتد الاتصال في هذا الوقت المتأخر من الليل" . هذه سنة الحياة يا خال يحدثنا الأموات قبل أن يلتقوا ملك الموت حبا فينا .. يواصل الأبنودي حديثه لنا: " كان يودعني حقيقة .. عندما وصلني خبر وفاته تأكدت من ذلك، حدثني عن طفولته وعلاقاته بأهله وأصدقاء مدرسته، كذلك الأعمال التي اشتركنا فيها". عزى الأبنودي شعب مصر والعالم العربي وأهل الفن بوفاة عمار الشريعي مؤكدا أن الراحل كان قامة فنية وإنسانية كبيرة، كما انه عالم موسيقي وليس مجرد ملحن أو موسيقار. يبكي الأبنودي أخاه عمار الشريعي .. كلاهما من الصعيد.. الشاعر من قنا وصاحب العود من المنيا " حالته الصحية كان ميؤوسًامنها .. انتظر أن ترد عليه المستشفى التي كان يتم علاجه بها مؤخرا .. لكنه لم يتلق الرد .. هو قال لي أصلا إنهم مش هيردوا عليه لأنهم عارفين حالته خلاص ملهاش علاج". دولة الإخوان الجديدة في مصر كان لها نصيب من مكالمة الشريعي للأبنودي وحتى هو وعدته وأخلفت وعدها "حكالي كمان أن الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي لمرسي زاره وأكد له أن قرار العلاج على نفقة الدولة تم إقراره، لكنه قال لي (هم مش أد وعودهم في السياسة هينفذوها في العلاج)، وفعلا محدش كلمو ولا حتى علشان يسلموا عليه". الثورة المصرية وشبابها حملوا عمار يوما ما و طافوا به ميدان التحرير، ويضيف الأبنودى:"طواف عمار الأخير للأسف كان في المستشفيات .. سافر لأوروبا وأمريكا أكثر مما جلس فى بيته". وكشف الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي عن تفاصيل لم يعلمها أحد حيث كانا يحضران سويا لعمل مرتقب ، يعودان فيه للتعاون سويا حيث لم يلتقيا الا قبل عدة اعوام في مسلسلي " الرحايا وشيخ العرب همام" ، وتلك العودة كانت حديث الصحافة وقتها خصوصا وانها جاءت بعد قطيعة دامت اكثر من عشرين عاما اثر خلاف فني بينهما.
عمار الشريعي .. الموسيقار الأهم في سنوات مصر الأخيرة تدهورت حالته الصحية جدا في الفترة الأخيرة ، وأصبح قلبه يعمل بشكل بطيء للغاية، وبعد أن شفى من عملية القلب المفتوح .. عاد الألم إلى ما كان عليه.. وهذا قدره. الفنانة التونسية لطيفة نعت الشريعي على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلة: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبقلوب مفجوعة ومتألمة حزنًا على المصاب الجلل، تلقينا نبأ وفاة الموسيقار الكبير عمار الشريعي، لندعو له بالرحمة ولأهله ومحبيه بالصبر والسلوان." أما الفنانة لبلبة التي قدمت منذ صغرها وحتى شبابها عشرات الأعمال مع الموسيقار الكبير فقد بكت بكاء شديدا عندما سمعت بالخبر ، وقالت انه استراح من الاجواء الحزينة التي تمر بها مصر ، ثم اكدت ل"النشرة" أنها منذ فترة عثرت على شيئ يشبه الكنز في استديو عمار الشريعي الذي يجاور منزلها بمنطقة الدقي ، وهو مجموعة من الأغنيات النادرة لها ، التي لحنها لها الشريعي. وكانت لبلبة تستعد لعقد جلسات عمل معه حيث قررت ان تعيد توزيع تلك الأغنيات وتغنيها من جديد ، ولكن القدر لم يمهله ليشهد على هذا المشروع ، الا ان لبلبة اكدت انها سوف تقوم بتنفيذ المشروع كهدية منها لروح الموسيقار الراحل الذي كان يكن الجميع له كل محبة وقد قدم للمكتبة الموسيقية ما يفوق ال300 لحنا ، معظمهما علامات لن تنسى في تاريخ الموسيقى العربية.