واصلت أسواق الائتمان الخليجية اتجاهها الصعودي لتنهي تعاملات شهر أكتوبر على مستويات مرتفعة، فقد ارتفع مؤشر" إتش إس بي سي ناسداك دبي" للعائد على السندات والصكوك الخليجية التقليدية المقومة بالدولار الأمريكي على أساس شهري ليقفل على مستوى 156.03 مقارنة مع 153.73 في الشهر السابق ، فيما انخفض متوسط العائد على السندات ب 32 نقطة أساس لتحقق عائدا قدره 3.35%. وقال تقرير نوفمبر لمؤسسة الخليج للاستثمار " ارتفع أيضا مؤشر" إتش إس بي سي ناسداك دبي " للعائد على الصكوك المقومة بالدولار الأمريكي على أساس شهري من 143.68 إلى 145.02، بينما تراوح مؤشر العائد على السندات التقليدية بين مستوى 157 ومستوى 160 . كما صعد مؤشر " إتش إس بي سي ناسداك دبي" للعائد على السندات الخليجية التقليدية المقومة بالدولار الأمريكي بواقع 1.32% ليتفوق من حيث الأداء على مؤشر " جي بي مورجان " للأسواق الناشئة الذي ارتفع بواقع 0.47% . وشهدت سوق عقود التأمين على الديون السيادية (CDS) انخفاضاً عاماً باستثناء البحرين. وكانت دبي الأفضل أداءً بانخفاض بواقع 45 نقطة أساس (- 15.8 %) تليها المملكة العربية السعودية بواقع 8 نقاط أساس (- 8.9 %)، بينما ارتفعت كلفة التأمين على ديون مملكة البحرين بواقع 3 نقاط أساس فقط (+1.2 %). ولا تشهد السوق الأولية إجمالا في الوقت الحالي إصدارات كثيرة كما كان متوقعاً، ورغم ذلك ، فقد شهد أكتوبر إصدارات عديدة قادتها بنوك من قطر وأبو ظبي. واجتذبت كل الإصدارات طلبات اكتتاب فاقت العدد المطلوب بعدة أمثال وعكست بالتالي الثقة الكبيرة من قبل المستثمرين في الجهات المصدرة . واستهل بنك الخليج الأول إصدارات شهر أكتوبر بطرحه في السوق سندات من فئة الخمس سنوات بقيمة 650 مليون دولار أمريكي وبعائد %2.86. وأعقب هذا الإصدار طرح بنك قطر الإسلامي صكوكا من فئة الخمس سنوات بقيمة 750 مليون دولار أمريكي وبعائد %2.5 ودخل بنك قطر الدولي الإسلامي سوق السندات بطرحه للمرة الأولى صكا من فئة الخمس سنوات بقيمة 700 مليون دولار أمريكي وبعائد %2.69. وختم إنفستكورب إصدارات شهر أكتوبر بطرح سندات من فئة الخمس سنوات بقيمة 250 مليون دولار أمريكي وبعائد قدره 8%. ومن المتوقع ان تحقق السوق الخليجية أداء جيداً على المديين المتوسط والطويل إذا ما أخذنا في اعتبارنا العوامل الرئيسية الداعمة وسيل الأخبار الايجابية الواردة من الساحة الاقتصادية العالمية، ولا يزال الائتمان الخليجي يتداول بأسعار رخيصة اذا ما قورن بفئته ونوعيته ، كما انه يستفيد من قاعدة مستثمرين داعمة حيث استأثر مستثمرو الشرق الأوسط على حوالي 50% من الحجم الإجمالي للإصدارات الخليجية منذ بداية العام الحالي. ونفضل بوجه عام فئات الائتمان ذات الجودة العالية والتصنيف الائتماني الاستثماري على الفئات الأقل تصنيفاً ولاسيما تلك المطروحة من قبل قطر والسعودية وأبو ظبي ريثما تنحسر حالة عدم اليقين العالمية. وما زلنا نفضل كذلك سندات الجهات شبه السيادية وخصوصا في أبو ظبي نظرا لتميزها عن السندات السيادية من حيث جاذبية العائد. ونقترح على وجه العموم البقاء عند الطرف الأدنى من منحنى العائد أي تقصير اجل الاستحقاق آخذين في الاعتبار حالتي عدم اليقين وعدم الاستقرار على المستوى العالمي. ويقترح التقرير النظر بانتقائية إلى الأسماء ذات التصنيف الائتماني المنخفض والقيمة الممتازة ونموذج الأعمال المربح والتدفقات النقدية المنتظمة، ونظرا لاعتبارات تتعلق بالجوانب التقنية والعوامل الأساسية، سنظل نفضل الأسماء المنتمية إلى دبي من بين السندات الأقل تصنيفاً. ويرىالتقرير بأنه وعلى المستوى العالمي وجود تحسن طفيف في البيانات الخاصة بالاقتصاديات الكبرى، فمن جانبها، أعلنت المملكة المتحدة أن ناتجها المحلي الإجمالي نما بنسبة 1% في الربع الثالث مسجلا أعلى معدل له منذ اندلاع الأزمة المالية ومنهيا على نحو رسمي ركودا لفترتين متعاقبتين. وارتفع النمو الاقتصادي الأمريكي هو الآخر في الربع الثالث ليبلغ 2% على أساس سنوي ليسجل معدلا أعلى من المتوقع، مدعوما بزيادة ثقة المستهلكين والانتعاش الوليد في سوق الإسكان وزيادة في الإنفاق الحكومي. ورغم ذلك ووفقا لأحدث البيانات عن أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندارد آند بورز ، فقد ثبت أن دورة الأرباح ما زالت ضعيفة في الولاياتالمتحدة. أما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، فقد بدأ أسوأ التراجعات على ما يبدو في الانحسار مع إعلان الاقتصاديات في مختلف أنحاء آسيا سلسلة أرقام أفضل.