أكبر الأقنعة الساقطة ليس لقاءً سريًّا مع شفيق ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فقد كشفت كلينتون عن اتصالات مع الجماعة منذ 5 أو 6 سنوات ماضية! وأن وليم بيرنز مساعدها جلس مع الإخوان سرًا! ثم صدر بيان مفصل عن هذا اللقاء من وزارة الخارجية الأمريكية حصل فيه الإخوان على موافقة أمريكية لخوضهم الانتخابات الرئاسية مقابل تطمينات إخوانية فيما يخص أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية ومعاهدة كامب ديفيد! التقى بعدها كيسنجر وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي في أسطنبول وقال له: إن الإخوان قادمون لحكم مصر؟ ووفقًا لما نشره العرابي سأله عن موقف أمريكا فأجاب: ليس لدى أمريكا مشكلة بشرط الالتزام باتفاقية السلام مع إسرائيل وضمان سلامة الملاحة في قناة السويس وأن تستمر أمريكا في تسليح الجيش المصري!( مرجع: مقال لثروت الخرباوي عنوانه ( من الإخوان للأمريكان شكرًا لكم - موقع أونا الإلكتروني ) ليس هذا كل شيء فقد أعلن المرشح الرئاسي ميك رومني أن إدارة أوباما منحت جماعة الإخوان المسلمين قرابة (المليار ونصف المليار دولار) دعما للرئيس مرسي في حملته الانتخابية! كما أن الجماعة حصلت على قرابة ال 500 مليون دولار من دولة قطر لدعم الرئيس مرسي في الجولة الثانية للانتخابات! كما أن السيد عبد الجليل مصطفى رحمه الله صرح بأن أمريكا وقطر قدمتا مساعدات مالية ضخمة لإسقاط القذافي .( مرجع: حلقة ناس بوك على قناة روتانا مصرية السبت 13/10/2012) جماعة الإخوان لم تصدر أي بيان ينفي ما ذكره ميك رومني.. هذه ورقة التوت الرئيسية التي تكشف حجم المؤامرة الإخوانية الأمريكية ضد الثورة والشعب المصري وهذا ما يؤكده الكاتب الأمريكى الشهير ناعوم تشومسكى: ( أن ما يخيف أمريكا هو وجود حكومات تعبر عن إرادة شعوبها لأن هذا ضد مصالح أمريكا وهذا ما تبذل قصارى جهدها لمنعه بتمكين الإسلاميين! ( مرجع: تشومسكى محاضرة عن موقف أمريكا من ثورات الربيع العربى) يتقاطع هذا مع وجهة نظر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في أن هدف أمريكا حول تحويل الصراع الإسرائيلي العربي إلى صراع شيعي سني يقود في النهاية إلى تفتيت الدول العربية على أسس دينية وعرقية مما يصب في مصلحة إسرائيل فى النهاية ( مقالات هيكل عن ثورات الربيع – جريدة الاهرام).
لقد حفلت جمعة الغدر بنتائج خطيرة أولها: سقوط حائط الخوف من ميلشيات الإخوان وإرهاب السلفيين ووجد تيار الإسلام السياسي نفسه في مواجهه شرسة مع قوى مدنية قادرة على رد الصفعة وإزالة العدوان. أن حرق أتوبيسات جماعة الإخوان هى بداية لتشكل قوة مسلحة من خارج الإسلاميين فى المستقبل القريب. انقسام المجتمع المصري إلى فريق يرفع راية خلط الدين بالسياسة وفريق يقاتل من أجل مدنية مصر واستقلالها. وضَّح أيضا أن مصر دولة مؤسسات ومؤسسة القضاء عصية على الحاكم. استمرار الثورة بسبب تجاهل أهدافها سيؤدي حتما لاصطدام دموى قريب بدوبلير نظام مبارك المتأسلم. إن جماعة الإخوان لن تقبل بتداول سلمي للسلطة ومحاولة إقصاء القضاء من الإشراف على العملية الانتخابية هى بمثابة تمهيد الأرض لتزوير قادم وأن اقتلاع الإخوان من السلطة لن يكون عبر الصناديق ولكن عبر الثورة فى الميادين. هزيمة المؤسسة الرئاسية في موقعة النائب العام في جوهرها هزيمة لتيار الإسلام السياسي كله. صدمة موجعة لقطاع كبير من المسلمين حيث تكشف لهم أن تيار الإسلام السياسي لا يبحث الأ عن مصالحه ومكاسبه السياسية وأن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس هدفًا فرعيًّا حتى على أجندة الإخوان وبعض فصائل السلفية. بركان الاحتياج الشعبي للحرية والعدالة والكرامة سيطيح بكل المؤامرات. انكشفت جماعة الإخوان الأمريكيين وبدأ انهيارها. الثورة مستمرة.