قام طرفا النزاع في سوريا بتبادل الاتهامات بشأن خرق هدنة عيد الأضحى التي توصل إليها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. ففي حين وثقت الهيئة العامة للثورة أكثر من 545 خرقا للهدنة يومي الجمعة والسبت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده ملتزمة بإيقاف العمليات العسكرية، وإن المعارضة المسلحة خرقت الهدنة أكثر من مرة وأصدرت بيانات رسمية بذلك تعبيراً عن رفضها للهدنة. وكانت المقاتلات الحربية السورية شنت السبت غارات جوية على بلدة عربين في ريف دمشق أسفرت عن مقتل 8 أشخاص في ثاني أيام الهدنة، كما قالت مصادر بالجيش السوري الحر إن قواته اعترضت محاولة للقوات الحكومية إرسال تعزيزات إلى منطقة وادي الضيف بإدلب. ووجه مقدسي رسالة بتوثيق للخروقات إلى مجلس الأمن مؤكدا التزام حكومة بلاده بوقف العمليات العسكرية وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. وكان الجيش السوري أعلن الخميس وقف العمليات العسكرية اعتبارا من صباح الجمعة وحتى الاثنين آخر أيام عيد الاضحى، محتفظا لنفسه بحق الرد في حال استمرار ما سماها “اعتداءات الجماعات المسلحة”، أو تعزيز مواقعها، أو تمرير مسلحين وسلاح عبر دول الجوار إليها. كما أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أبرز المجموعات المقاتلة المعارضة، الموقف نفسه، متعهدا برد قاس “إذا أطلقت رصاصة واحدة” من القوات النظامية. قام 700 لاجئ سوري باجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الأردن وسوريا خلال اليومين الماضيين هربا من العنف في بلادهم وتم نقلهم جميعا إلى مخيم “الزعتري” للاجئين في محافظة المفرق الأردنية . وقال مصدر أمني أردني فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لصحيفة “الغد” الأردنية نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم “الأحد” إنه تم تقديم الاحتياجات الأساسية لهم”، منوها بالجهود التي تبذل من قبل القوات المسلحة ومؤسسات المجتمع المدني الأردنية لاستضافة الأعداد الكبيرة التي لجأت من سوريا. وأكد المصدر ذاته وصول 10 سوريين مصابين تراوحت حالتهم بين المتوسطة والحرجة حيث تم نقلهم إلى مستشفيي “الرمثا” الحكومي و”الملك المؤسس عبدالله الجامعي” بمحافظة إربد(95 كم شمال عمان) والمتاخمة للحدود الأردنية -السورية، مشيرا إلى أن من بين المصابين أربعة رجال أصيبوا بحروق وجروح من شظايا جراء هجوم صاروخي على المجموعة ووصفت حالة أحدهم بأنها “خطيرة”. وأشار المصدر إلى أنه وأثناء عبور المئات من اللاجئين السوريين الحدود مع الأردن تعرضوا لإطلاق نار من الجانب السوري، حيث أصيب عدد منهم فيما تمكن آخرون من الهروب واجتياز الحدود إلى الأردن. وكان سكان الشريط الحدودي من الجانب الأردني قد أكدوا وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر قرب مركز جمرك “جابر” الحدودي مع سوريا وأن أصوات القصف كانت مرتفعة جدا وسمعت كذلك أصوات تبادل إطلاق الرشاشات. وقال نشطاء ومسئولو إغاثة أردنيون” إن القوات الحكومية السورية تستهدف السوريين الذين يحاولون الوصول إلى الأردن في إطار حملة مستمرة منذ شهر لوقف تدفق اللاجئين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف لاجئ سوري في الأردن”. وأدى اشتداد المعارك ما بين الجيشين السوري النظامي والحر إلى الحد من تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن والذي كان يصل أحيانا إلى 5 آلاف لاجئ يوميا قبل أن يتراجع العدد مؤخرا إلى العشرات. وارتفع عدد اللاجئين السوريين في مخيم “الزعتري” إلى حوالي 39 ألف لاجئ ولاجئة، فيما ارتفع عدد اللاجئين السوريين داخل الأردن إلى ما يزيد على 215 ألفا موزعين على مختلف محافظات المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف شهر مارس 2011 من بينهم ما يزيد عن 107 آلاف مسجلين أو في انتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين .. وبحسب تقديرات خطة الاستجابة الإقليمية الجديدة فإن حوالي 250 ألف لاجئ سوري سوف يحتاجون للمساعدة في الأردن بحلول نهاية العام الجاري وفق بيان للمفوضية