أسرار مذهلة يكشفها ثروت الخرباوى المنشق عن جماعة الإخوان فى كتابه (قلب الإخوان) يرسم الكاتب صورة دقيقة ومريرة للتنظيم السرى الخاص بجماعة الإخوان المسلمين.. نحن أمام تنظيم حديدى هرمى لا مكان فيه للمشاعر تغيب عنه معانى الديمقراطية والإنسانية والحرية والتفكير ومبادىء الدين الإسلامى السمح. يوضح الخرباوى كيف أختطفت الجماعة بمبادئها وافكارها المثالية البكر بيد التظيم الخاص وكيف تم تعيين مرشدا سريا للجماعة بعد وفاة حسن الهضيبى . بنية الجماعة أشبه بسجن وجيتو حصين.. الإخوانى لا يتزوج الإ إخوانية ويقطن فى عمارة ملك للجماعة ويعمل لدى شركة أو مؤسسة يملكها إخوانى والجماعة تتطلع على كل تحركاته وسكناته وما يسر به حتى لزوجته! .. تخلصت الجماعة بالقتل من بعض قياداتها ( اغتيال سيد فايز) الجماعة تطلق الإخوانى من زوجته كنوع من العقاب وتمنع القاء السلام أو رد التحية على أعضائها المغضوب عليهم! يثرثر إخوانى مع زميله فى الشارع فيتصنت عليهم إخوانى ثالث ويرفع تقريرا فيفصل من الجماعة. كل حركة لأى أخوانى تتم تحت نظر الجماعة وموافقتها ! يرصد الكاتب إنحراف الجماعة عن الأهداف الأصلية التى وضعها الشيخ حسن البنا.. الذى أعترف فى مقابلة مع فريد عبد الخالق قبل إغتياله بأيام ( لو أستقبلت من أمرى ما أستدبرت ما أنشأت النظام الخاص) ثم يكشف كيف أختطف سيد قطب التنظيم بإفكاره المستمدة من (أبو الأعلى المودودى) والتى قسمت المجتمع إلى نصفين مجتمع مسلم ومجتمع جاهلية. قتلت الجماعة بعض أبنائها المخلصين رميا بالرصاصوأقصت أفضل أبنائها فكرا وثقافة فماتوا كمدا وأقامت محاكم تفتيش لمن حاول أن يستخدم عقله وفكره! تحكم العسكر داخل الجماعة فى أصحاب الفكر والدعوة والتجديد والإصلاح فلم يكن غريبا أن تلفظ الجماعة قامات كالشيخ الغزالى وكمال الهلباوى ومختار نوح وأبو الفتوح وعبد الستار المليجى وثروت الخرباوى نفسه والقائمة طويلة فالعسكر داخل الجماعة هم أصحاب الأمر والنهى . يكشف الكتاب كواليس خطة الجماعة للسيطرة على النقابات المهنية وصراعاتها مع القوى السياسية وصفقاتها مع النظام السابق ويعرى شماتة بعض الإخوان لسجن زملائهم كما يثير الشكوك حول علاقة البعض الأخر بالأجهزة الأمنية ! تنظيم الإخوان يخلق ماكينات حديدية طيعة.. ((الأخوانى مع نقيبه أو مسئوله أو مرشده مثل الميت فى يد من يغسله يقلبه كيفما شاء!)) هذه أهم تعاليم الجماعة ! التعبير الكاشف والمفتاح لقلب الجماعة الحديدى عليك أن تخلع عقلك وأرادتك لتصبح جثة يشكلها المسئول ويفعل بها ما يريد.. التشبيه يزكم الأنف ليس فقط برائحة الموت ولكن برائحة الطاعة القطيعية التى تصل حد الشذوذ!.. يصل الكاتب بلغة أدبية راقية إلى ذروة الإبداع فى تفاصيل محاكمة الجماعة له.. المحاكمة تصلح للتقديم فى عمل فنى يضاهى نصا مسرحيا عالميا (لنيل جرانت) هو(الرجل الذى فكر لنفسه) ويمكن المزج بينهما.. كما أن الكتاب كله يصلح للتجسيد كعمل سينمائى روائى أو تسجيلى . قتلت هيباتيا أول فيلسوفة أسكندرانية أمرأة فى التاريخ ومثل بجثتها بسبب عقيدتها وقتل أبن المقفع وأجبر على أكل أطرافه المشوية إنتقاما بسبب آرائه المغايرة وتعذب جاليللو وبقيت الحقيقة.. حرقت كتب الغزالى والأصفهانى وأبن رشد وكفرأبن سينا والفرابى والرازى والغزالى وأبن رشد والكندى ولم ينج حتى الصحابة والأنبياء من كهنة التكفير! تمسك الخرباوى بحقه المقدس فى التفكير ورفض أن يسلم عقله وجسده للحانوتية والمغسلين يقلبوا جسده وعقله كيفما شاءوا! أن جماعة سياسية أو دينية تقتل أبنائها جسديا ومعنويا وتقهرهم وتلغى عقولهم وإنسانيتهم وأبداعهم وتفكيرهم وتلفظ أفضل قاماتها هى جماعة محكوم عليها بالزوال . جماعة الإخوان المغسلين تقوم سياسيا بتغسيل نفسها تمهيدا للدفن .