يتدفق اللاجئون من عدة دول عربية إلى القاهرة، وهو ما ينذر بوقوع مشكلة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد، فخلال الفترة الأخيرة تدفق على القاهرة آلاف اللاجئين السوريين بسبب الحرب بين النظام وقوى الثورة، كما نزح آلاف السودانيين إلى مصر بعد أحداث جامعة الخرطوم وتفاقم المشكلات على الحدود بين الشمال والجنوب. يقول الدكتور شادي جعفر - المتحدث الإعلامي باسم حملة "انقذوا سوريا" التابعة لنقابة الأطباء المصرية - أن هناك ما يقرب من "3000 أسرة" من اللاجئين السوريين جاءوا إلى مصر بعد ما عانوه من الصراع مع النظام السوري. ويشير جعفر إلى أن الحملة التى خصصت للاجئين السوريين توفر السكن، والعمل، والعلاج، وغيرها من المستلزمات، بالإضافة إلى توفير الغذاء بالتعاون مع بعض المنظمات والجمعيات الأهلية وكل ذلك تحت إشراف نقابة الأطباء المصرية التي تتصدي لمعالجة اللاجئين، موضحا أن الحملة لا تعاني من مشاكل مع الجهات الحكومية المختصة التي تتعاون معهم من أجل توفير المستلزمات لجميع اللاجئين بمصر. ويضيف أن المشكلات التي يعاني منها اللاجئون السوريون تتمثل في توفير دخل مادى ثابت يكفي الأسر المحتاجة، وتوفير العمل اللازم لهم وإدخالهم المدارس الحكومية المصرية التي شاركت رئاسة الجمهورية في حلها بعد القرار الرئاسي الذي صدر بأحقية اللاجئين السوريين بدخولهم المدارس والجامعات الحكومية، موضحًا أن الحملة تحاول جاهدة تقديم الدعم المادي ولو كان يسيرًا. وتابع المسئول الإعلامي للحملة قائلا: "إنها تستهدف فقط اللاجئين السوريين بالقاهرة نظرًا لصعوبة حالتهم ، موضحًا أن الحملة في بداية الانتفاضة السورية تلقت 600 أسرة من اللاجئين، أما الآن فقد زاد عدد الحالات إلى 3000 أسرة لاجئة. ومن جانبه يؤكد أحمد أبو غزالة، المسئول الإعلامي لمفوضية شئون اللاجئين التابع للأمم المتحدةبالقاهرة، أن الجنسية السودانية الأكثر عددًا في مصر وليس السوريين، مشيرًا إلى أن أعداد السوريين في تزايد مستمر، فقبل يونيو كان عددهم أقل من 1000 لاجئ لكن الآن عددهم يقدر ب 4830 لاجئًا مسجلين، بالإضافة إلى الأعداد غير المسجلة الموجودة في القاهرة، مقدرًا العدد الاجمالي بنحو 40 ألفًا. وعن طبيعة المساعدات التي تقدم لهم أكد أبو غزالة أن أهم ما يقومون به هو حصول اللاجئ على بطاقة الإقامة، لتصبح إقامته شرعية، ولا يتعرض للمساءلة القانونية بالإضافة للرعاية الصحية، فضلًا عن المنح الدراسية للطلاب السوريين وكذلك المساعدات المالية للفئات الأكثر تضررًا من الأحداث السورية. ويشير أبو غزالة إلى تبني العديد من الجمعيات الأهلية هؤلاء اللاجئين منهم "جمعية كاريتاس مصر" التي تقدم مساعدات مالية، و"هيئة الإغاثة الكاثوليكية" التي تعمل على تسهيل المنح الدراسية وغيرها، "بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية الأخرى التي تقوم بتنفيذ البرامج التي تقررها المفوضية وتقوم على تنفيذها، بالإضافة إلى جمعيات نشطة فى الشأن السوري. وأوضح أن برامج المفوضية يتم الاتفاق عليها بالتنسيق مع إدارة اللاجئين بوزارة الخارجية وهى الشريك الأساسي، حيث إن هناك تعاونًا في كل الأمور بعد قرارات الرئيس بإدخال الأطفال السوريين المدارس المصرية، بالإضافة إلى قرار المجلس الأعلى للجامعات بالتحاق السوريين بالجامعات المصرية، وإعطائهم مهلة لاستكمال أوراقهم المطلوبة لبدء عام دراسي جديد، فضلًا عن إرسال مدرسين مصريين إلى مخيمات اللاجئين في تركيا لتعليم أطفال اللاجئين. ويؤكد أبو غزالة أن هناك مشكلات معينة تواجه اللاجئين السوريين وغيرهم في مصر أهمها اختلاف اللهجات وصعوبة التعامل مع الناس، فضلًا عن صعوبة التأقلم مع المجتمع المصري، إضافة إلى البطالة وعدم وجود فرص عمل لهم وتلك صعوبة يعاني منها المصريون أنفسهم فما بالك باللاجئين. ويشير أبو غزالة إلى أن اللاجئين السوريين يوجدون بكثرة في مناطق معينة كمدينة 6 أكتوبر والهرم والعبور ومدينة نصر والرحاب ويوجد في الإسكندرية ما يقارب من 675 لاجئًا سوريًّا. كما يوجد العديد من اللاجئين السوادنيين بمناطق بولاق ورمسيس والأماكن الشعبية، مؤكدًا أنهم أكثر الفئات التي يسهل عليها إيجاد مسكن غير مكلف نظرًا لكونهم أكثر دراية بخبرات الاجئين. من المشهد الأسبوعى