رفضت السلطة الفلسطينية اقتراحًا تقدم به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإقامة "دولة فلسطينية" على غرار نموذج دولة الفاتيكان في قلب إيطاليا وأن يكون لها صفة مراقب في الأممالمتحدة. وقال وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي لوكاله "معا" الإخبارية: "إن هذا الطرح غير مقبول لدينا.. ولو أردنا أن نحصل على صفة مراقب نستطيع أن نحصل عليها في أي وقت ومتى شئنا, لكننا ذاهبون إلى مجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة وهناك غالبية تؤيدنا". كما نفى "المالكي" إمكانية إلغاء التوجه لمجلس الأمن, والاكتفاء بالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال: "نحن نتحرك بناءً على هذا الخيار رغم التهديد الأمريكي". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد اقترح على الرئيس محمود عباس دولة فلسطين على شاكلة الفاتيكان بصفة مراقب في الأممالمتحدة. ووصف مراقبون اقتراح "ساركوزي" بأنه محاولة فرنسية لمنع الانقسام في الاتحاد الأوروبي، حيث تقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا ضد التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، فيما تقف غالبية دول أوروبا مع الفلسطينيين ضد الاحتلال. وقد كشف "ساركوزي" عن الاقتراح لأول مرة أمس - الخميس - عند لقائه بسفراء فرنسا في العالم في باريس، وقال إن الاقتراح جرت بلورته بالتنسيق مع جامعة الدول العربية!!!! مع إشارته إلى أن عددًا من القيادات الفلسطينية رحّبت بالاقتراح. هذا ويرى الفرنسيون أنفسهم أصحاب دور رئيسي في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع الأخذ بعين الاعتبار انهم يدورون في الفلك الأمريكي. ويتضمن الاقتراح السماح لدولة فلسطين بالعضوية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (ICC), ما سيتيح لهم مقاضاة إسرائيل على أي جرائم حرب أو اغتيالات ولكن ألمانيا التي تحرص على مصالح إسرائيل رفضت هذا البند، كما تتضمن الورقة الفرنسية أن تعترف إسرائيل (نظريًا) بحدود دولة فلسطين على خط 1967 مع إدراج كلمة تبادل أراض والاعتراف بأن إسرائيل دولة لليهود!!!!!!!! وفيما يتعلق بأمن إسرائيل يقول الاقتراح الإسرائيلي: ورد بندين يستندان إلى رؤية الرئيس أوباما وليس الاقتراح الأوروبي، وأن يعود الفلسطينيون للمفاوضات مع إسرائيل، علمًا بأن إسرائيل - وبحسب مصادر في تل أبيب - ترفض توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة كما ترفض هذا الاقتراح الفرنسي، وتخوض حملة مكثفة عن طريق سفراء إسرائيل في اوروبا لإحباط أي جهد فلسطيني في الأممالمتحدة. ومع ذلك ستقوم فرنسا بعرض اقتراحها رسميًا خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي المسمى Gymnich، والذي سيعقد قريبًا في بولندا، وذلك على أمل عدم انقسام 27 دولة أوروبية خلال التصويت في الأممالمتحدة، مع أن إيطاليا وألمانيا أعلنتا رسميًا رفضهما اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين وطالبت القيادة الفلسطينية بالعودة للمفاوضات، أما بريطانيا وفرنسا فلم تعلنا رسميًا بعد موقفهما من الأمر، ويصف المراقبون الاقتراح الفرنسي بأنه خطوة تكتيكية للحفاظ على وحدة موقف الاتحاد الأوروبي وليس لحل الإشكال وعدم تعريض أمريكا لفرض قرار فيتو ضد الفلسطينيين. أحد الدبلوماسيين الغربيين الكبار قال: إن الاقتراح الفرنسي مجرد تكتيك يقضي برمي عظمة صغيرة للفلسطينيين لمنعهم من التوجه للأمم المتحدة، ولكن هذا لن يمنع أبدًا أن إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا في سبتمبر. كما أن نتنياهو أبلغ ممثلة الاتحاد الأوروبي أشتون رفضه للاقتراح الفرنسي خشية من انقلاب الأمر ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسيلتقي نتنياهو الأسبوع المقبل بالرباعية في محاولة منه لدرء خط أيلول. وفي هذا الإطار قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل لن تتنازل عن أي شيء للفلسطينيين، وعلى الفلسطينيين ألا يذهبوا للأمم المتحدة لأن هذا يعد خطأ استراتيجيًا وهم سيصعدون على شجرة عالية ولن ينتهي الصراع.