ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن وكالات المخابرات الغربية تشك فى أن الحكومة السورية لديها مئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية ومكوناتها منتشرة فى حوالى 20 موقعا فى جميع أنحاء سوريا، مما زاد المخاوف بشأن القدرة على تأمين تلك الترسانات فى حال حدوث انهيار كامل للسلطة فى البلد الذى مزقته الحرب، حسبما يقول مسئولون أمريكيون وشرق أوسطيون. وتشير الصحيفة إلى أن هناك مسئولين يراقبون مواقع التخزين، إلا أنهم يعربون عن خوف متزايد من أنهم لم يحددوا كل المواقع، وأن بعض الأسلحة الفتاكة ربما يتم سرقتها أو تستخدم من جانب القوات السورية ضد المدنيين. ونقلت الصحيفة عن مسئول سابق فى الاستخبارات الأمريكية والذى اطلع على الاستعدادات الأمريكية للصراع فى ليبيا وسوريا قوله: "إننا نعتقد أننا نعرف كل شىء، إلا أننا كان لدينا نفس الإحساس إزاء ليبيا.. فقد كنا على الأرض هناك، لكن كانت هناك مفاجآت سواء من حيث الكمية أو المواقع الموجود فيها الأسلحة". ولفتت الصحيفة إلى أن المسئول السابق واحد من عدة أشخاص تحدثت إليهم دون الكشف عن هويتهم لكشفهم معلومات سرية. وتوضح واشنطن بوست أن انهيار سيطرة الحكومة فى المحافظات السورية أدى إلى التدقيق المتزايد على مستودعات الأسلحة من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها، كما أدى إلى الإسراع فى الإعداد لتأمين المواقع مع القوات الأجنبية، حسبما يقول المسئولون. وأكدت الصحيفة أن مخزون الأسلحة يبدو أكبر وموزع على نطاق أوسع عما كان يعتقد من قبل. وأشار اثنان من المسئولين الذى اطلعوا على التقارير الاستخباراتية إلى أن أخطر الأسلحة الكيماوية يتم الاحتفاظ بها فى مخابئ فى حوالى خمسة مواقع فى حين أن المواقع الأخرى التى يقدر عددها بحوالى 14، تستخدم لتخزين أو تصنيع المكونات. وبسبب المخاطر التى يمثلها المخزون، فإن وكالات المخابرات الأمريكية كرست موارد هائلة لرصد المنشآت من خلال صور الأقمار الصناعية ووضع خطط للحفاظ على الأسلحة إذا ما تفاقمت الأزمة، وفقا لما قاله المسئولون السابقون والحاليون. وقال أحدهم إنه من الواضح أن ضمان أمن تلك الأسلحة يمثل أهمية قصوى، مضيفا أن التخطيط لسيناريوهات مختلفة، والتشاور مع الحلفاء والإعداد لمواجهة أى تحدٍ جديد هى مسئولية. وقد اعترف العديد من المسئولين الحاليين والسابقين بصعوبة تأمين المستودعات الكيماوية داخل سوريا، نظرا للقتال الدائر واحتمال المقاومة الشرسة من القوات السورية ضد أى تدخل من الأجانب، كما اعترف بعض المسئولين أيضا أنه قد يكون هناك مرافق لم يتم اكتشافها داخل سوريا فى حجم ولاية واشنطن تقريبا.