صابر عرب ل"المشهد": التغييرات الأخيرة للتطوير والانتقام "تخيلات".. خلاف: وزير الثقافة كانت لديه النية لتصفية الحسابات شهدت الساعات القليلة الماضية حالة من الارتباك والقلق داخل قطاعات وزارة الثقافة بعد قرار الدكتور صابر عرب - وزير الثقافة - استبعاد حسن خلاف - رئيس قطاع مكتب الوزير- وتكليف المهندس محمد أبوسعدة - مدير صندوق التنمية – خلفا له إلي جانب عمله كمدير للصندوق، كما استبعد حسام نصار - رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية - وتكليف الدكتورة كاميليا صبحي - رئيس المركز القومي للترجمة - بالإشراف علي القطاع بدلا منه. التغيييرات الأخيرة داخل الوزارة طرحت العديد من علامات الاستفهام خاصة أن البعض يؤكد وجود خلافات قديمة بين الوزير والشخصيات المستبعدة وان الفترة السابقة للوزير كانت لتيسير الأعمال ولذا لم تكن لديه رغبة فى استبعاد أى شخص علي أساس أنه لن يستمر في منصبه ولم يكن علم باستمراره أنه سيتم اختياره ضمن الحكومة الجديدة. وأوضح البعض انه عندما تولي عرب منصب وزير الثقافة مؤخرا قرر الانتقام ممن كانوا علي خلاف معه عندما كان رئيسا للهيئة العامة للكتاب، وأعلن البعض عن استغرابه الشديد من قرار عرب استبعاد نصار من مهمته، خاصة بعد إسناده له لأحد المشروعات المهمة فى آخر اجتماع له مع قيادات الوزارة، وفى اليوم التالى مباشرة تمت إقالته وعاد التجديد له مرة أخرى، وهو ما اعتبره البعض بوجود نية مبيتة من قبل الوزير للاطاحة بهذه القيادات وهو الأمر الذي خلق حالة من القلق لدي باقي قيادات الوزارة خوفا من قرارات عرب التي لم تكن من وجهة نظر معارضيه من أجل التطوير بقدر ما هي إلا تصفية حسابات، رافضين تلك المعاملة في ظل حالة الديمقراطية التي تعيشها البلاد فتصفية الحسابات والانتقام داخل قطاعات الحكومة هي إعادة لسياسة النظام القديم. وأشار مصدر مسئول داخل الوزارة إلي أن ما حدث مع اثنين من قادة وزارة الثقافة أعاد للاذهان موقف الوزير مع الدكتور زين نصار والذي أطاح به الوزير بسبب أنه سمح لإحدي الجهات الفرنسية بالاحتفاظ بالعديد من الوثائق المهمة عندما كان الأخير رئيسا لهيئة الكتاب، ولكن المفاجأة التي كشفها المصدر ل"المشهد" أن الدكتور نصار لم يوافق علي نسخ تلك الوثائق إلا بعد أن تلقي موافقة رسمية من الأمن القومي بذلك، موضحا أن الإطاحة بنصار كانت ظلما وليس من باب التغيير والتطوير للثقافة كما أُشيع. وعلي الجانب الآخر أكد الدكتور صابر عرب – وزير الثقافة - ل"المشهد" أن ما يردده البعض حول التعديلات في مناصب قيادات الوزارة أمر متعلق باعتقادات خاطئة راسخة في أذهانهم بمفردهم، مؤكدا أن السبب في عدم التجديد لكل من حسن خلاف وحسام نصار جاء من باب فتح الفرص أمام كوادر جديدة قادرة على التطوير وعلي الجميع أن يعلم أن المنصب لا يدوم والتجديد أمر مطلوب دائما في كل القطاعات والمناصب خاصة إذا كان فى مصلحة العمل، وتساءل الوزير لماذا الغضب إذن؟موضحا انه يكن كل الاحترام والتقدير لكل قيادات وزارة الثقافة ولا توجد خلافات بين أى منهم. وأكد عرب أنه علي استعداد لترك منصبه إذا طلب منه ذلك والعودة إلي عمله كأستاذ جامعي، مضيفا أن من لديه القدرة والكفاءة يستطيع أن يعطي في أي مكان، مشيرا إلى أنه فى حال رحيله لن يغضبه ذلك، معتبرا اختياره للاستمرار فى منصبه كوزير للثقافة واجبا وطنيًا لا يستطيع التخلي عنه ولم يسع إليه ومسألة الانتقام التى تتردد ما هى إلا تخيلات لا وجود لها. وردا على استبعاده أكد حسن خلاف أنه كان يشعر بنية الوزير استبعاده رغم أنه استطاع بحكم موقعه منذ اندلاع ثورة 25 يناير وبمساندة قطاعات الوزارة تحقيق الكثير من الإنجازات من أهمها أن الوزارة لم تتأثر كباقي الوزارات التي عانت من العام والنصف العام الماضيين بل زادت إيراداتها هذا العام علي الرغم من أننا في وقت ثورة وحالة من الانفلات الأمنى وظروف غير طبيعية فمعرض القاهرة للكتاب بفيصل أقيم ونجح وحقق إيرادات أكثر من العام الماضي كما أقيم معرض الكتاب بفيصل في شهر رمضان لمدة عامين بزيادة في المساحة وعدد الناشرين والدول المشاركة، كما أقيم مهرجان السينما الافريقية في الأقصر ومهرجان الإسماعلية للأفلام التسجيلية في شهر يونيو الماضي في ظل وجود انتخابات رئاسية ومهرجان الموسيقي العربية بالإسكندرية ومهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في الإسكندرية في نوفمبر الماضي وهذا دليل علي أن الوزاره تمارس عملها وتتنج. وأكد خلاف علي أن الوزارة تغلبت علي كل الطلبات الفئوية والوقفات الاحتجاجية بالجلوس مع المحتجين، مشيرا إلي أن هذه الطلبات الفئوية كانت في مصر بأكملها والجديد في الوزارة أن بعض العاملين اقتنعوا أن هذا حقها واستمرت في عملها، وآخرون اقتنعوا بتحسن أوضاعهم عندما تتوافر الإمكانيات، موضحا أن هذا سرد لجزء بسيط لما حققته الوزارة الفترة الماضية، قائلا لا أرى سببا حقيقيا وراء استبعادى. وقال مصدر مسئول ل"المشهد" إن خلافا استطاع أن يحصل علي موافقة من الدكتور محمد إبراهيم - وزير الآثار- أثناء توليه الإشراف علي وزارة الثقافة بالتجديد له وتم إرسال الموافقة لمجلس الوزراء للتصديق عليها بحكم أنها الجهة المختصة للتصديق علي رؤساء القطاعات ولسوء حظه تأخر التصديق حتي تولي الدكتور صابر عرب الوزارة وعلم بالضغوط التي يمارسها خلاف لاستعجال التصديق فأصدر الوزير قرارا بإيقاف الطلب. وتسيطر حاليا حالة من الخوف والقلق بين قادة وزارة الثقافة حيث إنهم ينتظرون ميعاد التجديد لهم فهم لا يعلمون إن كان الوزير سيجدد لهم أم لا، أيضا المهتمون بالثقافة فى مصر ينتظرون ويراقبون نتيجة التغييرات التي قام بها الوزير وهل سيكون لها الأثر الإيجابي علي الوزارة أم لا؟ من "المشهد" الأسبوعى.. الآن بالأسواق..