يا فضيلة مفتي الديار المصرية.. يامن فاجأت الجميع في 19/4 / 2012 بخبر سفرك إلي القدس العربية وهي ما زالت تحت الاحتلال الصهيوني بدعوي نصرة القدس وإنقاذ المسجد الأقصي.. ألم تسمع عن تلك الاعتداءات القذرة التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة، حتي في الشهر الكريم، ضد المسجد الأقصي؟! هل زيارتك للقدس منعت اعتداءات هؤلاء القتلة أو منعت تدنيسهم لذلك المكان المقدس عند المسلمين جميعا؟! لماذا يا فضيلة المفتي كأضعف الإيمان لم يصدر عنك حتي الآنبيان رسمي تدعو فيه إلي "معاقبة" الصهاينة علي هذه الاعتداءات المجرمة؟! لن أقول لك نعاقبهم بالحرب.. ولكن هذه "وصفة" لقائد قوات الانتداب البريطاني علي فلسطين، أصدرها في مرسوم سري وأمر ضباطه وجنوده أن يلتزموا به من أجل ما سماه وقتها (عقاب اليهود على جرائمهم) وهي بالطبع مهداة إلى كل من لديه ذرة ضمير، ويريد هو الآخر معاقبة الصهاينة، فهل تعرف ما هذه "الوصفة" أو حكايتها يافضيلة المفتي؟! في 29 مايو عام 1946 قامت قوات الانتداب البريطاني بتفتيش مقرالوكالة اليهودية الشهير بوكر الصهاينة في فلسطين وعثرت فيه على وثائق تفضح الصفقات "السرية" بين المنظمات الصهيونية وقادة "النازية".. وعثرت فيه أيضا علي وثائق تؤكد تورط الوكالة اليهودية في كل العمليات الإرهابية التي كانت عصابات الصهيونية تشنها ضد أهالي فلسطين، ثم تسارع الوكالة بشجبها من باب توزيع الأدوار، ولما تأكد للصهاينة أن قوات الانتداب البريطاني قامت بنقل الوثائق المضبوطة إلى مقر القيادة البريطانية في فندق "الملك داوود" بالقدس، وحتى لا يمكنوا البريطانيين من استخدام هذه الوثائق في فضح علاقة الصهاينة السرية مع النازيين، قام مناحم بيجن وعصابته بنسف فندق "الملك داوود" بكل ما فيه من وثائق وعرب ويهود وبريطانيين.. وهو الأمر الذي أغضب بشدة الجنرال "ه. باركر" الذي كان وقتها قائدا للقوات البريطانية في فلسطين، ودفعه إلى أن يصدر مرسوما سريا حصل عليه المجاهد الكبير"عبد الله التل" حينما كان حاكما لمدينة القدس، ونشره كاملا صفحة ( 281 ) من كتابه المهم (خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية).. يقول المرسوم بالحرف: (اعتبارا من وصول مرسومنا هذا إليكم، يمتنع كل فرد من الضباط والجنود البريطانيين على أرض فلسطين من دخول أماكن التسلية اليهودية وكذلك المقاهي والمطاعم والمتاجر وأماكن السكن التي يملكها أو يديرها يهود، وعلى كل ضابط وجندي بريطاني أن "يقاطع" اليهود ولا يتعامل معهم أو يختلط بهم، إنني أقدر قسوة هذا الأجراء على قوتنا ولكننا يجب أن نعاقب اليهود بالطريقة التي تؤلمهم ويكرهها جنسهم وهي الضرب على جيوبهم وإظهار احتقارنا لهم).. هل يمكن أن تفعلها يا دكتور "علي جمعة" وتصدر مرسوما مشابها تدعو فيه إلي "مقاطعة" الصهاينة وضربهم علي جيوبهم، بدلا من مكافأتهم بالتطبيع؟! [email protected]