كشف إسماعيل هنية رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة انه اتفق مع الرئيس المصري محمد مرسي على فتح معبر رفح لمدة 12 ساعة يوميا وقال هنية من القاهرة في مقابلة مع صحيفة 'فلسطين' الصادرة عن حركة حماس في غزة 'لقد تم اتخاذ عدة قرارات خلال اللقاء تقضي بفتح ميناء معبر رفح البري لمدة 12 ساعة يوميًا من الساعة 9 صباحًا وحتى الساعة 9 مساء، والسماح بزيادة أعداد المسافرين من قطاع غزة إلى 1500 مسافر يوميًا، كذلك استيعاب كل القادمين الفلسطينين من الخارج'. وأضاف 'تم مناقشة ملف الممنوعين من السفر المدرجين على قائمة المنع الأمني لدى السلطات المصرية، وجرى الاتفاق على تمكين 60% من هذه الأسماء من السفر، كما تم الاتفاق على منح أي فلسطيني يدخل الأراضي المصرية مدة زمنية 72 ساعة إقامة داخل مصر، وهذا يعني إنهاء قضية الترحيل التي كانت تشكل معاناة كبيرة للمواطنين الغزيين'. وأشار إلى أن السلطات المصرية ستعمل على زيادة عدد العاملين المصريين في المعبر لتسهيل حركة المسافرين الفلسطينيين وهذه 'خطوة متقدمة في سبيل تخفيف حلقة من حلقات الحصار على قطاع غزة'. وقال هنية 'تناولنا خلال اللقاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، وتم التوصل إلى قرار يقوم على ثلاث مراحل، وهي زيادة كمية الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بالتزامن مع زيادة الجهد في الطاقة من 22 – 30 ميجا وات، وإمداد خط أنبوب غاز لشركة توليد الكهرباء، وتنفيذ مشروع الربط الثماني لإمداد قطاع غزة بالتيار الكهربائي'. ولفت في الوقت ذاته إلى الاتفاق على زيادة عدد الشاحنات الحاملة للوقود القطري من 6 إلى 10 شاحنات يوميًا. من ناحية أخرى، أكد هنية أنه تم طرح إعادة فتح القنصلية المصرية المغلقة في القطاع وإرسال وفد أمني ودبلوماسي من الخارجية المصرية للعمل فيه بهدف تسهيل معاملات الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم. وأشار إلى تطرقه في حديثه مع الرئيس المصري إلى المدينة المقدسة وما تتعرض له من أعمال تهويد لتغيير معالمها، وما تواجهه محافظات الضفة الغربيةالمحتلة من عربدة المستوطنين وتأثير الجدار الفاصل الجاثم على أراضيهم. وشدد هنية على أن الحكومة والشعب الفلسطيني يحترمان السيادة المصرية، وقال 'لا يمكن أن نعطي غطاء لأي فوضى في سيناء أو في أي منطقة مصرية لأن أمن سيناء هدف استراتيجي للأمن الفلسطيني'، مشيرًا إلى أن المحاولات الرامية لزج اسم الفلسطينيين وتحميلهم المسئولية عن أعمال عدائية داخل مصر باءت وستبوء بالفشل. وأكد أن حكومته لن تجعل من قطاع غزة كيانًا مستقلًا، لأن القطاع جزء لا يتجزأ من الأرض والدولة الفلسطينية. ولفت النظر إلى أن الأنفاق التي تصل قطاع غزة بالأراضي المصرية 'ظاهرة اضطرارية مؤقتة'، أنشئت حين فقد الفلسطينيين كل مقومات الحياة، ولجئوا إليها لجلب احتياجاتهم وهذا حقهم الطبيعي، وإذا 'ما تم إنهاء الحصار فلن يكون لنا هناك حاجة بها'. وقال هنية 'لقد اكتسب اللقاء الذي جمعنا مع الرئيس المصري أهمية التوقيت، حيث جاء بعد ثورة 25 يناير'، واصفًا اللقاء 'بالتاريخي المعبر عن إرادة الشعب المصري الذي يحترم نظيره الفلسطيني'. ملف المصالحة وإذا ما كان لقاء هنية – مرسي قد تطرق إلى ملف المصالحة بشكل معمق، أوضح هنية أن الوضع على الأرض لا يشير إلى وجود شكل من أشكال المصالحة في ظل استمرار العلاقات والملاحقات الأمنية والسياسية في الضفة الغربية من قبل أجهزة السلطة الأمنية، وإغلاق الجمعيات والمؤسسات الخيرية، والتعامل مع حركة (حماس) هناك كحركة محظورة'. وجدد تأكيد حكومته على عدم وجود أي معتقل سياسي في السجون بغزة، قائلًا 'لا يوجد أي معتقل سياسي، ومن هو معتقل وينتمي لحركة فتح يكون توقيفه أو اعتقاله على خلفية جنائية أو أمنية بوجود دلائل تثبت تعاونه مع الاحتلال'. ونفى هنية أن يكون هناك أي توجه لعقد انتخابات فلسطينية 'ما لم تتوفر شروط ومناخات انعقادها من حرية الحركة والتعبير عن الرأي في الضفة الغربية، ومشاركة أهل القدس وعدم تهميشها وتناسيها في الانتخابات'. والتقى هنية الخميس بالرئيس المصري محمد مرسي في أول لقاء رسمي يجمعهما بعد فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين عن حزب الحرية والعدالة بالرئاسة المصرية. وقدم هنية والوفد المرافق له التهنئة لمرسي بفوزه بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات نزيهة 'والثقة التي أولاه إياه شعب مصر'، كما هنأه والشعب المصري بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيًا لمصر في عهده 'مرسي' النهضة والازدهار.