تكتب : الغش أسلوب حياة إحدى الطبيبات الصغيرات كانت تتحدث مع أبنتى عن الأمتحانات وهى تضحك وتقول أن أهم شىء لمواجهة الأمتحانات عدم الخوف والبراشيم وأقسمت أنها لم تدخل أى لجنة الا بصحبة البرشام وربما لم تلجأ اليه فى كثير من الأحيان الا أنه كان مصدر أحساس بالأمان ، هذه القصة تكررت من مهندس شاب كان يحكى أن والدته كانت توصى أصدقاءه أذا لجأ للغش يبلغوا عنه المراقب وأنه برغم تفوقه كان يحب مراجعة الأمتحان مع زملائه والتأكد من الأجابة من خلالهم وكان يجد متعة فى وصول أى معلومة بطريقة سهلة ، أتذكر هذه القصص وأنا أتابع أخبار الثانوية العامة والتى تصل ببعض الطلاب للشعور باليأس والتفكير فى الأنتحاروالتخلص من الحياة نفسها بسبب الفشل فى حل بعض المسائل ،،مهزلة كبرى ! ما السبب وراء تلك الظاهرة التى تزداد سوءا كل عام دون أن نجد لها حلا ؟ وحتى الحلول المقترحة كلها بعيدا عن المشكلة نفسها ، نفكر فى الغاء التنسيق ووقف الإنترنت ولكننا لا نطرح أبدا فكرة تخفيف المناهج وأعتماد الفهم بدلا من الحفظ والتسميع فوق الأوراق أو حتى تحويل نظام الأمتحان الى صح وخطأ و الأختيار من متعدد كما نرى فى أغلب نظم التعليم المتطورة . عندما كنت فى الثانوية العامة كانت المراقبة تقف بجوارى وتستأذنى أن أساعد زميلتى وتنقل منى الإجابة وهذه الفكرة سائدة ومنتشرة أن الغش نوع من المساعدة ومن يخرج قبل الوقت كانوا يقومون بقراءة الإجابة من ورقته لمن يبقى حتى آخر الوقت ، وحتى نصيحة إبق فى مكانك لآخر وقت ، الهدف منها ليس المراجعة ولكن لأن اللجنة" بتسيب " المشكلة التى نواجهها موجودة فى مناطق كثيرة من العالم حتى أنهم فى الصين تكون الأمتحانات فى ساحات واسعة وتتم مراقبتهم بواسطة طائرة بدون طيار ، وهذا العام نقلت الأخبار عن وقف الانترنت لساعات فى الجزائر لمحاصرة ظاهرة الغش . أما بالنسبة لمصر فالقضية هى منظومة تعليم ومناهج حشو بلا فائدة ولو سألت أى طالب بعد انتهاء الأ متحان عن معلومة سيؤكد لك أنه لا يتذكر أى شىء ، لأنه كان مجبرا على حفظها والتخلى عنها بعد انتهاء الغرض ، المجموع هو الأهم والعلم ليس قيمة ولكنها الشهادة التى يلهث وراءها الأغلبية والفكرة تنتقل من الأهل إلى الطالب وحتى المدرس وننفق مليارات فى الدروس الخصوصية ومراقبة الأمتحانات واللجان ونفكر فى الأستعانة بالجيش لتأمين المدارس كأنها قضية أمن قومى ولكننا أبدا لا نفكر فى تغيير منظومة التعليم التى رسبت ملايين المرات . المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية