انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    التصريح بدفن جثة ربة منزل لقيت مصرعها في حريق بمول شهير بشبرا الخيمة    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    6 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف عناصر تأمين المساعدات في دير البلح    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    ابتزاز لعرقلة تقدم الجيش، أول رد من السودان على العقوبات الأمريكية بعد مزاعم الأسلحة الكيماوية    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    كنيسة بالسويس تساهم في مشروع صكوك الأضاحي (صور)    لاعب الأهلي السابق: «الأحمر هيعاني من غير إمام عاشور»    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    "مياه الفيوم" تنفي شائعة تسرّب الصرف الصحي.. وتؤكد: مياه الشرب آمنة 100%"    تراجع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بداية تعاملات الجمعة 23 مايو 2025    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    أرقام رافينيا مع برشلونة بعد تمديد عقده حتى 2028    روسيا.. توقف الرحلات الجوية في مطاري فنوكوفو وجوكوفسكي بسبب تفعيل الدفاعات الجوية    أخبار × 24 ساعة.. حوافز استثمارية غير مسبوقة لتعزيز مناخ الأعمال فى مصر    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    جامعة دمنهور تشارك فى فعاليات إطلاق برنامج عمل "أفق أوروبا Horizon Europe" لعام 2025    خروجه مجانية.. استمتاع أهالى الدقهلية بالويك إند على الممشى السياحى.. صور وفيديو    الضرائب تنفي الشائعات: لا نية لرفع أو فرض ضرائب جديدة.. وسياستنا ثابتة ل5 سنوات    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    ضبط طن دهون حيوانية ولحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي ببشتيل بالجيزة.. صور    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    «الطقس× أسبوع».. درجات الحرارة «رايحة جاية» والأرصاد تحذر من الظواهر الجوية المتوقعة بالمحافظات    مصرع 4 أشخاص وإصابة خامس فى حادث تصادم بطريق مرسى علم شرق أسوان    دينا فؤاد: شغفي بالفن أهم من الحب.. والابتعاد عن التمثيل موت بطيء    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    دينا فؤاد: صحابي كانوا كتار ووقعوا مني في الأزمات.. بالمواقف مش عدد السنين    بعد الإفراج عن عمر زهران .. هالة صدقي توجه رسالة ل مرتضى منصور    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    كرة يد - موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس الكؤوس الإفريقية    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    صراع ناري بين أبوقير للأسمدة وكهرباء الإسماعيلية على آخر بطاقات الصعود للممتاز    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    Spotify تحتفل بإطلاق أحدث ألبومات مروان موسى في مباراة "برشلونة"    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    «المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مخططات الشيطان" لمصر والمنطقة : خرائط جديدة تترجم ميدانيا تحت أنظارنا

مصر في المخطط : انتزاع سيناء من مصر باستثناء شريط ساحلي من سيناء للعريش .. نظام حكم عقيم مفلس وغير كفء .. تكدس سكاني وتخلف علمى .. نخب ثرية وأغلبية مطحونة
خطة بينون: إذكاء الصراع بين القوميين والإسلاميين والليبراليين ولبننة العالم الإسلامى لأن الدول العربية بيوت مبنية من أوراق اللعب
خطة برنارد لويس: تلاشى لبنان وتقسيم العراق ل3 دويلات: سنية وشيعية وكردية.. وضم سيناء لإسرائيل.. مع استبعاد تقسيم مصر
خطة رالف بيترز: تشمل خطة لويس مع تفتيت السعودية وإيران وباكستان باعتبارها منبع الشرور بسبب (صراع المرحلة بين اليمين الإسلامى واليمين المسيحى اليهودى(
مخططات جولدبرج: السودان الجديدة وسيناء المستقلة وتقسيم الصومال ودولة درزية جنوب الأردن وشمال سوريا
بيينون: مصر «هشة».. ويمكن استغلال أقباطها المنعزلون بدويلة فى الصعيد
رالف بيترز: منح إمارات الخليج لشيعة العراق.. ودبى دولة مستقلة وعاصمة للهو والبيزنس
برغم أن سايكس - بيكو الأولى كانت أول صفعة على وجه العرب ليفيقوا من ثباتهم العميق لكنهم جروا وراء خطة التقسيم الاستعمارية بين بريطانيا وفرنسا بحثا عن الخلاص من استبداد الخلافة العثمانية ليقعوا فريسة خالصة للاستعمار الأوروبى.
وبرغم أن الثورات العربية حررت العرب من الاستعمار مع نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تحرره من الحدود المرسومة فى سايكس - بيكو الأولى وزرع (إسرائيل) خنجرا فى قلب العالم العربى.
أما سايكس – بيكو الثانية التى ظهرت بعد تلاشى القطبية أمريكا – الاتحاد السوفيتى فى أوائل التسعينيات فهى ليست إلا محاولة لتقسيم المقسم وتفتيت العالم العربى المفتت ليس على أساس قومى، ولكن على أساس طائفى - عنصرى.
ودخلت المنطقة بالفعل بعد حربى العراق وأفغانستان مرحلة «الفوضى الخلاقة» التى أعد لها «المحافظون الجدد» فى الولايات المتحدة بالتعاون مع الخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين، وما يحدث على امتداد الخريطة العربية هو ترجمة ميدانية لهذا الدخول، تمهيداً لتفتيت المنطقة، إلى دويلات عنصرية وطائفية، تلعب فيها «إسرائيل الكبرى» دور المركز، فيما تلعب الطوائف والأعراق والقبائل دور الضواحى.
الكومنولث العبرى
وتعد إسرائيل أول من وضع سايكس - بيكو الثانية من خلال ثلاثة مخططات للتقسيم أولها مشروع جابوتسكى فى العام 1937 وهو بعنوان «الكومنولث العبرى» وهو يهدف إلى قيام «دولة إسرائيل» الكبرى التى تدور فى فلكها دويلات مقسمة عرقيا ومذهبيا وطائفيا ترتبط بها اقتصاديا وإستراتيجيا وأمنيا.
الثانى هو مشروع بنجورى (1957) الرامى الى تقسيم لبنان إلى مجموعة كانتونات مسيحية، درزية، شيعية، سنية، فلسطينية الى جانب بيروت التى تكون تحت وصاية دولية.
أما الثالث خطة عرويد بينون الذى عمل لفترة طويلة فى المخابرات والخارجية الإسرائيلية، ويعتبر العقل المدبر للعديد من إستراتيجيات حزب الليكود الذى يهيمن على الحكم حاليا فى الكيان الصهيونى، نشر يينون خطته فى مجلة (كيفونيم) وترجمتها (اتجاهات)، عدد فبراير 1982، والمجلة هى الإصدار الرسمى لقسم المعلومات بالمنظمة الصهيونية العالمية، وكان عنوان الخطة المنشورة بالعبرية:
إستراتيجية لإسرائيل فى الثمانينيات
لكى نستوعب تماما إطار الخطة، يجب أن نستعرض سريعا الأحوال الإقليمية والعالمية فى ذلك الوقت، فى أوائل سنة 1982، كان الاتحاد السوفيتى ما زال قائما، يحتل أفغانستان، يهيمن على شرق أوروبا، ويناطح أمريكا فى حرب باردة، إسرائيل عقدت اتفاقية السلام مع مصر وسلمت معظم سيناء، الحرب العراقية - الإيرانية كانت فى أوجها، وكذلك الحرب الأهلية اللبنانية.
لبنان كان واقعيا مقسما ل 5 دويلات آنذاك، ما بين شمال فى أيدى المسيحيين التابعين لسليمان فرنجيه بتأييد من سوريا، وشرق يحتله الجيش السورى، ووسط يسيطر عليه الجيش اللبنانى، ومحاذاة نهر الليطانى الذى تهيمن عليها منظمة التحرير الفلسطينية، وجنوب موال لإسرائيل بقيادة ميليشيات سعد حداد (برغم الأكثرية الشيعية)
فكرة انقسام لبنان تلك، كانت تروق جدا للإسرائيليين بشرط إعادة توزيع الأقسام لتحقق لهم أكبر قدر من الأمن، بعد التخلص من الجيش السورى ومنظمة التحرير.
من هنا، نبتت فى ذهن يينون (فكرة لبننة) العالم الإسلامى كله، فهى تقريبا الطريقة الوحيدة التى قد يتمكن بها شعب صغير مثل اليهود من حكم مساحة تمتد من النيل للفرات، بالإضافة للمصلحة العقدية المادية فى التقسيم الطائفى للمنطقة، رأى بينون فائدة أخرى فى إرساء شرعية دولة إسرائيل، بما أن كل طائفة ستكون لها دولة، فوجود دولة يهودية يصبح مبررا تماما من الناحية الأخلاقية.
اعتبرت الخطة أن أهم محاور الإستراتيجية المستقبلية لإسرائيل عقب الانتهاء من لبنان، يجب أن تتركز فى تقسيم العراق ل 3 دول: شيعية – سنية – كردية، ومن بعد لبنان والعراق، مصر وليبيا والسودان وسوريا والمغرب العربى وإيران وتركيا والصومال وباكستان، استمد يينون واقعية مخططه من إشكالية أن الحدود العربية الحالية غير قابلة للدوام، مما يجعل الدول العربية أشبه ببيوت مبنية من أوراق اللعب للأسباب التالية:
معظم الدول العربية تضم عدة طوائف غير منسجمة.
الحكم تستحوذ عليه طائفة بعينها (فى بعض الأحوال الطائفة الحاكمة أقلية مثلما هى الحال فى سورية والعراق ولبنان والبحرين)
توجد صراعات على الحدود بين عدة دول عربية.
تصارع الأيديولوجيات بين الإسلاميين والقوميين والوطنيين سيصعد الصراعات الداخلية فى كل دولة، لم يرسم يينون خرائط لمخططه، ولكنه رأى سوريا مقسمة ل 4 دويلات: سنية فى دمشق، وأخرى فى حلب، ودرزية فى الجنوب، وعلوية على الساحل، وتصور أن المغرب العربى سيُقسَّم بين العرب والبربر، أما الأردن فاعتبرها وطن المستقبل للفلسطينيين بعد سقوط مُلك الهاشميين، وأما الخليج العربى فوصفه ب(قصور على الرمال): نخب حاكمة فى أبراج عاجية – السكان أغلبهم من جنسيات أجنبية– جيوش ضعيفة.
من المهم هنا استعراض ما كتبه يينون عن رؤيته لمصر بتفصيل أكثر: نظام حكم عقيم مفلس بيروقراطى وغير كفء – تكدس سكاني– شح موارد– تخلف علمى – نخب ثرية وأغلبية مطحونة فقيرة محرومة من الخدمات الأساسية – بطالة – أزمة سكن - اقتصاد يشهر إفلاسه فى اليوم التالى لتوقف المساعدات الخارجية – يمكن إعادة البلاد لوضع النكسة فى ساعات.
فى كلمة واحدة، وصف يينون مصر بالدولة (الهشة)، الأقباط المنعزلون المتقوقعون جاهزون للاستقلال بدويلتهم فى الصعيد، بالنسبة لسيناء، كشف يينون عن حقيقة علمية مهمة، ألا وهى تطابق التكوين الجيولوجى بين سيناء ومنطقة الخليج، أى أنها تحوى نفس الكنوز النفطية، مما يعنى إضافة ثروة اقتصادية مهولة إلى جانب البعدين الدينى والإستراتيجي، وبالتالى حتمية عودة سيناء لحكم إسرائيل طبقا للخطة، هذا يفسر جزئيا حرص إسرائيل البالغ منذ اتفاقية السلام حتى الآن على بقاء سيناء صحراء قاحلة لا تنمية فيها، ولا تعمير باستثناء الشريط السياحى الساحلي، المصيبة أن هذا ما كان يفكر فيه الصهاينة منذ بدايات اتفاقية السلام.
الكارثة الأكبر أن بيينون قال إن كل ما سبق لن يحدث لمصر باستخدام قوة عسكرية أو صراع مسلح، بل هو على يقين أن أداء النظام الحاكم فى مصر سيسوق البلاد لذلك الانهيار من تلقاء فساده وسوء إدارته أيام مبارك بدون أى تدخل مباشر من الإسرائيليين.
بعد 4 أشهر من نشر هذا المخطط، قامت إسرائيل بغزو لبنان ولم تخرج إلا بعد 18 سنة، أبادت وطردت خلالها الفلسطينيين هناك، وفعلت ما يكفى لإخراج الجيش السوري، ولولا اتفاق الطائف وظهور حزب الله فى الجنوب لكانت لبنان مقسمة الآن إلى 5 دويلات، لكن الإشكالية أن لبنان ما زالت حتى يومنا هذا مقسمة فعليًّا، وإن احتفظت بوحدة حدودها السياسية. أما العراق، تم إنهاك جيشها فى حربه مع إيران، وما أن انتهت تلك الحرب حتى بدأت أولى خطوات تقسيمها بغزو صدام حسين للكويت فى سنة 1990.
خرائط برنارد لويس – 1992
مرت 10 سنوات على خطة بيينون، سقط خلالها الاتحاد السوفيتى وتفكك ل 15 دولة، امتد التقسيم لتشيكوسلوفاكيا فى شرق أوروبا، وبدأ تفتيت يوغوسلافيا السابقة إلى 4 دويلات، خروج الاتحاد السوفيتى من أفغانستان قبل سقوطه لم يؤد إلى استقرار، بل إلى حرب أهلية حامية الوطيس بين المجاهدين، تشكلت المقاومة ضد إسرائيل، حزب الله فى جنوب لبنان وحماس فى فلسطين، قامت الانتفاضة ضد الاحتلال الصهيوني.
تصدعت القومية العربية تصدعا مدمرا بعد غزو الكويت وحصار العراق ومشاركة أمريكا مع عرب مسلمين فى قتال عرب مسلمين بشكل مباشر للمرة الأولى، ثم وجودها العسكرى غير المسبوق فى دول الخليج لحماية النفط والعروش، ولكن إلى جوار مقدسات المسلمين أيضًا، مما استفز الأصوليين فى أنحاء العالم الإسلامي.
فى هذه الأجواء، خرجت خرائط برنارد لويس، والحقيقة أن له خريطة سابقة أصدرها فى سنة 1974، ولكنها كانت تستهدف نهش أطراف الاتحاد السوفيتي.
أما الخرائط الجديدة، فقد اختصت الشرق الأوسط، وبدت وكأنها نموذج معدل لخطة بيينون، فى ضوء المتغيرات الإقليمية ويقوم مشروع برنارد لويس أيضا على تقسيم المنطقة طبقًا لخطوط عرقية طائفية لغوية، ويتطرق للبننة (نسبةً للبنان) وكذلك الحرب العراقية الإيرانية، عندما زود الغرب كل الأطراف بالأسلحة الفتاكة لكى يظل القتال مستمرا لأطول فترة ممكنة قبل أن يدرك المتصارعون كم كانوا أغبياء، ويعتبر برنارد لويس غزو العراق للكويت النهاية الفعلية لسيطرة العرب على سلاح البترول، فلن تتمتع بعده أية دولة نفطية بالاستقلال أو القوة، وكلمة السر هى (التحكم من الخارج)، دون الحاجة لاحتلال عسكرى على الأرض إلا بالقدر الذى يحمى موارد البترول إذا تعرضت لخطر مسلح.
بمقارنة خريطة لويس مع خطة يينون، نجد أنهما اتفقا على محو الدولة اللبنانية من الوجود وتقسيم العراق ل 3 دويلات: سنية وشيعية وكردية، وضم سيناء لإسرائيل، ولكن برنارد لويس اختلف مع يينون فى الآتى:
– استبعد تقسيم مصر، (على أن تضم إسرائيل سيناء كما فى خطة يينون)
– استبعد تقسيم سوريا.
– ركز لويس أكثر على منطقة شرق الخليج العربي: إيران وأفغانستان وباكستان وكيفية تقسيمها، وقد ذكر يينون ذلك ولكنه لم يتطرق للتفاصيل.
خطة برنارد لويس لا تكتفى بخرائط صماء تستغل الصراعات الطائفية والعرقية، ولكنها اشتملت أيضا على إشعال 9 حروب فى المنطقة، وعاشرتهم حرب البلقان فى أوروبا التى توقع أن تمتد لشرق البحر المتوسط، تلك الحروب ستسرع عجلة تقسيم المنطقة، وبعد التقسيم تنشب حرب أخرى كبرى عربية - إيرانية بمجرد هيمنة إيران على الدويلة العراقية الشيعية وتركيا (أيام الانقلابات العسكرية على الحكومات ذات التوجه الإسلامي)، فإن ذلك لم يمنعه من طرح تصور الدولة الكردية التى تقتطع جزءا من تركيا، من المثير للاهتمام أن لويس تكلم عن تنظيمات إسلامية مسلحة مصنوعة فى بريطانيا (على غرار داعش)، وأن استبداد الحكام فى الدول الإسلامية سيغذى تلك الميليشيات، مما يصب فى مصلحة خطط التقسيم، إذ أن الانتصارات العسكرية لهؤلاء ستسهم بصورة كبيرة فى إضعاف السلطة المركزية، ومن ثم تؤدى إلى سقوط الدول القائمة فقط على جبروت النظام، حيث تغيب المجتمعات المدنية الصلبة التى تحفظ نظيراتها فى الغرب.
بعد 10 سنوات من نشرها، وجدت رؤى برنارد لويس الاستعمارية النفطية ضالتها فى إدارة جورج دبليو بوش التى استعانت بلويس كمستشار لها قبل غزو العراق.
حدود الدم – رالف بيترز 2006
فى ال 14 سنة التالية لمخطط برنارد لويس (1992 – 2006)، تنامى بشكل متواز تقريبا اليمين الإسلامى الجهادى متمثلا فى تنظيم القاعدة فى مقابل اليمين المسيحى - اليهودى متمثلًا فى المحافظين الجدد بالحزب الجمهورى الأمريكى الذين وصلوا للحكم من خلال بوش الابن، والصهاينة التقليديين من أمثال شارون ونتنياهو الذين هيمن حزب الليكود من خلالهم على السلطة فى إسرائيل.
وبالتالى كان أهم ما شهدته تلك السنوات:
– انتفاضة سنة 2000 فى فلسطين.
– أحداث 11 سبتمبر.
– غزو أفغانستان.
- غزو العراق.
المختلف فى رؤية بيترز أنه لم يقصر تصوراته على هيمنة إسرائيل والمطامع الاستعمارية النفطية والتقسيمات العرقية الطائفية وحسب، لكن الأهم عنده كان تفتيت السعودية وإيران وباكستان باعتبارها منبع الشرور (نتيجة طبيعة صراع المرحلة بين اليمين الإسلامى واليمين المسيحى اليهودى)
بدأ رالف بيترز مقاله الشهير بالحديث عن الحدود التى توفر الأمن لإسرائيل، ثم جعل الأولوية الثانية لدولة الأكراد، ورأى توحد سنة العراق مع سنة سوريا فى دولة واحدة (حدودها متطابقة إلى حد كبير مع المساحة التى تسيطر عليها داعش حاليا)، على أن تمتد دولة أخرى علوية من ساحل سوريا لساحل لبنان، وبالطبع دولة شيعية فى جنوب العراق، أما السعودية، فقد أراد أن يقسمها كالتالى:
جزء فى الشمال ينضم للأردن، الحجاز يستقل كدولة مقدسات ونموذج إسلامى من الفاتيكان، (وبالتالى يتم انتزاع الهوية الإسلامية للسعودية)، السواحل الشرقية تذهب لشيعة العراق، جزء فى الجنوب الغربى يندمج مع اليمن، وبذلك، لا يتبقى للسعوديين إلا نجد، وعاصمتهم الرياض فى قلبها.
كذلك يريد بيترز أن يعطى إمارات الخليج لشيعة العراق، بينما تصبح دبى بمفردها دولة مستقلة دون توجهات سياسية، وعاصمة للبيزتس واللهو فى المنطقة على غرار إمارة موناكو وعاصمتها مونت كارلو فى أوروبا.
طبعا ضم شرق السعودية وإمارات الخليج لجنوب العراق فى دولة شيعية موحدة كفيل بتعظيم الهيمنة الإيرانية، وهو ما لا يريده بيترز، لذلك يوصى باستفزاز نعرات قومية (عربية - فارسية) تخلق حزازات ونوعًا من التنافس بين إيران والدولة الشيعية العربية، على أن تحيط الدولة الشيعية العربية بالخليج كالكماشة بعد انتزاع غرب إيران وضمه لها، مع إضعاف إيران أكثر بانتزاع جزء آخر منها لصالح أذربيجان وجزء لكردستان وجزء لبالوشستان التى ستُقتطع من باكستان الحالية، (سكان الأجزاء المشار إليها واقعيًّا بالفعل ينتمون لتلك العرقيات: الإيرانيون فى الشمال الغربى أكراد، وفى الشمال أذربيجانيون عرقيًّا، وفى الجنوب الشرقى بالوشستانيون، وهم من أهل السنة ولا ينتمون للمذهب الشيعى.
مخططات جولدبرج
فى العام التالى لنشر (حدود الدم)، بدأ جيفرى جولدبرج، وهو من المنتمين لنفس جناح رالف بيترز داخل أروقة السياسة الأمريكية، وناشط له ثقله فى اللوبى الصهيونى هناك (بالإضافة لكونه جنديًا سابقًا بجيش الاحتلال الإسرائيلى) فى كتابة سلسلة مقالات ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، على صفحات مجلة (أتلانتيك) الشهيرة، حدث هذا بالتزامن مع إقرار مجلس الشيوخ الأمريكى خطة غير ملزمة لتقسيم العراق، مما يجزم بأنها حملة منظمة.
– لأول مرة دولة (السودان الجديدة) فى جنوب السودان (تأسست رسميًّا بعدها ب4 سنوات)
– لأول مرة دولة (سيناء) المستقلة، (بدأت أعمال العنف المسلح فى سيناء سنة 2004، وفى سنة 2013 أعلنت إسرائيل عن وجود وحدة لمكافحة الإرهاب تابعة للجيش الإسرائيلى تعمل داخل سيناء، وأخيرا ظهرت دراسات عن مراكز بحثية إستراتيجية إسرائيلية تمهد لفشل الجيش المصرى فى السيطرة على سيناء وأهمية وجود عسكرى دولى لحسم المعارك هناك).
– امتدت الخريطة هذه المرة لعمق إفريقيا بتقسيم الصومال.
– اعترف جولدبرج بقوة حزب الله ومركزيته فى جنوب لبنان، فتصور له دولة شيعية مستقلة.
– اصطناع دولة درزية فى شمال الأردن وجنوب سوريا.
الدولة المدينة
وفى مقال للنيويورك تايمز فإنه خلال الفترة من 2104 - 2106 ، تم عرض أطروحات أخرى لتقسيم المنطقة عبر مراكز الدراسات الإستراتيجية ومنابر الصحافة العالمية، لا ترقى هذه الأطروحات لتوصيفها ب (المخططات) لأنها أولًا أقرب للتوقعات، وثانيًا، أنها قد جاءت فى كتابات بعض المحللين، ولم تأتِ من دائرة صنع القرار، ثم إنها ثالثا تخلو من هدف إستراتيجى جامع يربط بينها.
ضمن تلك الأطروحات، أطروحة (الدولة المدينة)، النموذج الذى يتوقع أن ينتشر فى الشرق الأوسط خلال العقود المقبلة:
القدس الحجاز دبى بغداد مصراته جبل الدروز، كلها مدن مرشحة للاستقلال بذاتها كدويلات ذات طابع خاص. كذلك، هناك فكرة تقسيم باكستان وأفغانستان ل 4 دول.
------------
نقلا عن الأهرام العربي - إعداد عفاف الشناوى
خريطة جديدة للمنطقة يجري تنفيذها فعليا
خريطة جديدة للمنطقة يجري تنفيذها فعليا
تمهيد نيراني .. لواء وخبير استراتيجي يدعى اللواء محمود منصور يدعي أن خط حدود مصر من السويس للعريش وسيناء ليست تابعة لنا
لواء مصري : سيناء لم تكن ضمن حدودنا - الدقيقة 1.40 من الفيديو
لواء مصري : سيناء لم تكن ضمن حدودنا - الدقيقة 1.40 من الفيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.