- قوات الجيشين الثاني والثالث تحاصر مُدن "الشيخ زويد ورفح والعريش" من الشمال والجنوب - مصدر أمني: تستغلها العناصر الإرهابية في الاختباء تحت الأرض بدأت قوات الجيش المصري تنفيذ خطة عسكرية جديدة في العديد من المناطق والمدن السيناوية ذات الظهير الصحراوي، بغية تطويق العناصر الإرهابية، التي تلجأ إلى تلك المناطق لتسهيل حركة تنقلها واختبائها وتخزين المواد المتفجّرة فيها، حيث تحدث شهود عيان عن سياسة الجيش الجديدة الرامية إلى تطويق المناطق ذات الظهير الصحراوي في مُدن الشيخ زويد ورفح والعريش، عبر نشر قواته على طول حدود تلك المناطق، فضلاً عن تدشين ارتكازات ثابتة ومتحركة مدعومة بظهير جوي من مقاتلات"F16" و"أباتشي"، إلى جانب إغلاق الطرق المؤدية إلى وسط سيناء لمنع العناصر الإرهابية من التسلل إلى "جبل الحلال". ولفت إلى أن قوات من الجيشين الثالث والثاني، تحاصر المُدن الثلاث من جهة الشمال والجنوب، فضلاً عن تدشين كمين ثابت شديد التحصين في منطقة "البرث" لمنع المسلحين من العودة إليها مرة أخرى، فيما قال مصدر أمني ل"المشهد" إن خطورة تلك المناطق التي تستغلها العناصر الإرهابية في الاختباء، وقال: "قوات الجيش عثرت على مخابئ للإرهابيين تحت الأرض وُجد بداخلها أمتعة شخصية ومطبوعات وذخائر وأجهزة تصنيع العبوات الناسفة ووسائل معيشة". الناشط السيناوي عبدالقادر مبارك، أعرب عن سعادته البالغة من خطة الجيش الجديدة، وقال ل"المشهد": "الخطة جديدة ولم تطبَّق منذ بدء عمليات الجيش قبل عامين، وفعلياً أربكت حسابات التنظيم الإرهابي، وأفقدته العديد من عناصره"، وأوضح أن الخطة تقوم على تطويق الجيش الثاني لمنطقة وسط سيناء للحيلولة دون هروب العناصر الإرهابية إلى جبال تلك المنطقة، إلى جانب قيام قوات الجيش الثالث بتطويق مدينة العريش حتى معبر العوجة. وقال مبارك: "العملية الجديدة استخدم فيها الجيش كل أنواع الأسلحة الثقيلة، ومقاتلات الجيش نفذت منذ (الخميس) الماضي 100 طلعة جوية"، وأشار إلى أن الجيش يعتمد في عملياته الحالية على إحداثيات ومعلومات دقيقة تسببت في إصابة الأهداف بدقة، وجنبت المدنيين ضربات خاطئة". وعلمت "المشهد" من مصادر سناوية مُطلعة، إن ضربات الجيش المُركزة منذ الخميس الماضي، أدت إلى إصابة ما يُطلق عليه "مقر سجون التنظيم" ما أدى إلى فرار 21 سناوياً ممن خطفهم التنظيم الأيام الماضية. وقال المصدر - شيخ سيناوي في مدينة رفح الحدودية رفض ذكر اسمه لدواع أمنية - إن التنظيم خطف في الأيام الماضية 30 سيناوياً أعدم منهم 9 وتمكن 21 آخرين من الفرار. ولفت المصدر إلى أن عمليات الجيش قضت فعلياً على العشرات من عناصر التنظيم في مدن (الشيخ زويد ورفح والعريش)، وأن الجيش يعتمد فعلياً على إحداثيات ومعلومات دقيقة جعلت من ضرباته دقيقة إلى كل هذا الحد، متوقعاً أن تغيير العمليات من طبيعة الأمور في سيناء خلال الفترة المقبلة. وقد سعى تنظيم "ولاية سيناء"، منذ إطلاق الجيش لمرحلتين من عملية "حق الشهيد"، في سبتمبر 2015، كان التنظيم يتباهى من كل حين إلى آخر، بتغيير استراتيجيته الميدانية، وقالت مصادر أمنية، قالت إن "الناسفات المُستخدمة من قبل التنظيم الإرهابي، محلية الصنع، يتم تعبئتها في براميل بلاستيكية، وحاويات حديدية، مثل أسطوانات الغاز الفارغة"، موضحاً أن مادة "TNT" شديدة الانفجار هي أبرز المواد المستخدمة في عملية التصنيع. وعلمت "المشهد": أن عناصر التنظيم تعتمد على أربع وسائل لتفجير لتلك العبوات، بينها استخدام الهواتف النقالة أو أجهزة الريموت كنترول، أو عبر الدوائر الكهربائية و"المؤقت الزمني"، أو عبر توصيل الناسفات بخيوط رفيعة لا ترى وعند تحريكها تحدث الموجة الانفجارية، وأن الناسفات المرتبطة بدوائر كهربائية هي أكثر العبوات خطورة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية زوّدت قوات الأمن في سيناء بمركبات تشويش واعتراض. خبير الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، قال إن "داعش سيناء" يغير في شكل دوري استراتيجيته الميدانية في المواجهة، لتفادي خطط قوات الأمن والجيش التي باتت تسيطر على الأوضاع الميدانية في سيناء، مضيفاً ل"المشهد": "التنظيم على وشك الانقراض من مدينة الشيخ زويد ورفح"، وأكد أن لجوء التنظيمات المتطرفة إلى زرع الناسفات لسهولة زرعها وقلة كلفتها المادية، وقال: "استراتيجية الإرهاب في سيناء حالياً، هي إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف القوات بأقل كلفة". إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية أن قوات الصاعقة من الجيش الثالث الميداني تمكنت من تصفية الإرهابي عبدالله جمعة عيد 30 عامًا خلال اشتباكات عنيفة جرت بمنطقة تجمع خريزة بوسط سيناء مساء الخميس الماضي، 31 مارس. وقد حاصرت القوات الإرهابي المذكور إلا أنه قام بإلقاء قنبلة يدوية على القوات فانفجرت دون إصابات في صفوف القوات التي بادلته إطلاق النار حتى قتل، وعثر بحوزته على قنبله يدوية أخرى وسلاح آلي وجهاز لاسلكي، ويشار إلى أن الإرهابي القتيل هو زوج شقيقة الإرهابي الخطير الهارب قائد بيت المقدس بوسط سيناء محمد موسى محيسن وأحد معاونيه.